ندد وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية منوجهر متكي بموجة الإرهاب التي تجتاح المنطقة خاصة في العراق وفلسطين ولبنان، وجدد التزام بلاده بدعم الجهود التي ترمى إلى اعادة الأمن والاستقرار لهذه البلاد.

وقال في مؤتمر صحفي عقده على هامش زيارته القصيرة للدوحة والتي استغرقت يوماً واحداً إنه بحث مع المسؤولين القطريين التطورات في المنطقة وسبل دفعها في اطار التنسيق الثنائي مع الدوحة لاسيما في ملف الساحة الفلسطينية وامكانية الوساطة بين فتح وحماس.
 وأضاف أن ايران تؤكد أهمية التعامل بجدية مع الإرهاب أيا كان نوعه.
وأشارمتكي إلى آفاق التعاون الممكنة بين إيران ودول مجلس تعاون الخليج الفارسي في مجال الطاقة النووية لأغراض سلمية، نافياً أي مزاعم حول امكانية تعرض إيران لضربة عسكرية في الوقت الراهن أو مستقبلاً.
 وأضاف ان إيران سوف تستأنف مفاوضاتها مع الاتحاد الأوروبي في غضون الأسابيع القادمة لبحث الملفات العالقة والتي مازالت تبحث عن حل، مؤكداً ثقته في دول المنطقة التي تدعم إيران في مواقفها وعلى رأسها دولة قطر التي وصفها بالدولة الشقيقة التي تربطها ببلاده علاقات متينة وممتازة.
وأضاف أن هذه الزيارة كانت فرصة لتبادل الآراء حول التطورات في المنطقة وأحدث هذه المستجدات والتطورات تتعلق بالساحة الفلسطينية والعراقية وبشكل عام كانت المباحثات جيدة جداً.
وفي سؤاله حول المزاعم الراميه الي توظيف إيران للقضايا الاقليمية في العراق وفلسطين ولبنان لخدمة صراعها مع الولايات المتحدة الأمريكية في اطار الملف النووي الإيراني ومدى صحة ذلك قال وزير الخارجية الإيراني إن طرح هذه التهم قد يكون جيداً في بعض الاحيان عندما يتعلق بقضايا معينة، لكنه لا يؤدي إلى الحقيقة.
وأضاف انه منذ أكثر من 4 سنوات كان الدعم الحقيقي من قبل القوى الأجنبية للأمن الحقيقي في الساحة العراقية في اطار من الغموض ونقصد بذلك دعم القوات الخارجية للأمن العراقي ومع الأسف بعض الجماعات الإرهابية كانت ناشطة بقوة في الساحة العراقية طوال هذه الفترة، وعكست الجمهورية الإسلامية دوماً دعماً واضحاً لمسار العملية السياسية وعملية تكوين الحكومة والدولة في الساحة العراقية، كما كانت إيران تعمل دوماً كعضو فعال ونشط في جماعات دول الجوار العراقي من أجل اعادة الهدوء والاستقرار والسلام في الساحة العراقية، فلابد من دعم العراق الديمقراطي والحكومة الوطنية المنبثقة من إرادة الشعب العراقي، كما ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم الوحدة الوطنية العراقية وسلامة التراب العراقي وتماسك وتوحد كافة أبناء شعب العراق.
واكد وزير الخارجيه الايراني :نحن على قناعة بأن العراق لكل العراقيين وعلى جميع أبناء العراق الشيعة والسنة والاكراد والتركمان أن يقفوا بجانب بعضهم البعض وأن يساعدوا على تحقيق الأمن والاعمار والاستقرار في بلدهم، ونعتبر قتل أبناء الشعب العراقي وإرتكاب أي مجازر بحق النساء والأطفال والمواطنين العراقيين نعتبر هذه الأعمال جرائم وندينها.
واضاف نحن ومن أجل مساندة الشعب العراقي والحكومة العراقية قبلنا أن ندخل في الحوار مع عدونا، والذي يجري حالياً في الساحة الفلسطينية. يقلقنا جداً كما يقلق جميع أبناء الأمة الإسلامية، فالثورة الإسلامية الإيرانية منذ أن انتصرت كانت دوماً ترفع شعار الدفاع عن الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، ومن ثم فقد دافعنا دوماً عن إقامة دولة فلسطينية على جميع الأراضي الفلسطينية، وعاصمتها القدس، كما دافعنا عن ضرورة عودة جميع الفلسطينيين النازحين إلى ديارهم، وكنا دوماً مع وحدة جميع الفصائل والقوى الفلسطينية والانسجام والتلاحم فيما بينها، ولهذا السبب قد وقفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بكل وضوح وشفافية داعمة لاتفاق مكة الذي حصل بين كل من حماس وفتح.
وأضاف أن الذين لم يرضخوا لإرادة الشعب الفلسطيني في تشكيل حكومته الوطنية وحتى بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بين حماس وفتح، لم يقبلوا بأن يعترفوا بهذه الحكومة ورفضوا أن يخففوا من ضغوطهم على الفلسطينيين من أجل مصالح الكيان الصهيوني، هؤلاء قد وقفوا اليوم بكل خبث وراء الأحداث التي تجري حالياً في الساحة الفلسطينية، لذا نحن على قناعة اليوم بأن على جميع الفصائل الفلسطينية وبالتحديد على كل من فتح وحماس أن يدخلوا في حوار وتفاهم فيما بينهما، وأن يتوجهوا نحو حوار جدي ودون أي شروط مسبقة، وكل ما ذكرناه، يمثل مواقف الجمهوريه الاسلاميه.
وردا علي سؤال لـصحيفه الشرق القطريه حول الوساطة الإيرانية المطروحة لرأب الصدع بين فتح وحماس، وما إذا كانت طهران تلقت رداً من السلطة الوطنية على ذلك، والتنسيق مع القيادة القطرية في هذا الصدد خلال هذه الزيارة، قال متكي إن إيران وقطر لهما مواقف متقاربة تجاه القضية الفلسطينية، ففي بداية الأسبوع الحالي اجتمع مساعدي «مساعد وزير الخارجية الإيراني»، في دمشق مع ممثلي كل من فتح وحماس وبالأمس كان هناك اتصال هاتفي مع السيد عمرو موسى، كذلك نحن بصدد الاتصال مع الاخوة هناك، فالجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تدخر أي جهد من أجل إعادة الوحدة والتلاحم بين صفوف الفصائل والقوى الفلسطينية.
وفي سؤال حول التعاون في مجال الطاقة النووية بين إيران ودول مجلس تعاون الخليج الفارسي ومدي طبيعة هذا التعاون، وأسباب انسحاب الوزير من قمة شرم الشيخ، قال متكى إنه كان من ضمن قرارات اجتماع قمة مجلس التعاون الخليج الفارسي أن هذه الدول سوف تقوم بإنتاج الطاقة النووية، وبما أن هذا الموضوع قد أثير خلال زيارة الرئيس أحمدي نجاد للرياض، وكذلك خلال مباحثاته مع سمو الأمير سعود الفيصل، فقد قال الأمير سعود الفيصل إنهم يتدارسون فكرة تشكيل كونسرسيوم في مجال الطاقة النووية بمشاركة الجانب الإيراني، كما ان النشاطات الخاصة بالطاقة النووية طرحت قبل أيام من قبل بعض المسؤولين المعنيين بهذا الموضوع، ونحن على قناعة بأن الوقود الاحفوري الذي نحن تعودنا ان نستخدمه في دولنا في المنطقة في طريقه إلى النفاد، وسوف ينتهي في يوم من الأيام، شأنهم في ذلك شأن سائر الدول في العالم حتى تلك الدول التي تمتلك كماً كبيراً من الاحتياطات النفطية والغازية، فالكل يفكر في تنويع مصادر الطاقة لهذا الغرض، نحن أيدنا هذه الإرادة التي بلورها مجلس التعاون وأعلنا عن استعدادنا للتعاون تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة، أما بالنسبة للانسحاب من المؤتمر فهناك لقاءات كثيرة تحدث ولقاءات أخرى لا تحصل وهناك أسباب عديدة لذلك، لكن بعد اجتماع شرم الشيخ قد جرت المباحثات الإيرانية - الأمريكية في العراق وحول العراق وبحضور المسؤولين العراقيين.
وفي سؤال حول استراتيجية إيران في التعامل مع العقوبات التي يتم التلويح بها من آن لآخر وما إذا كانت ايران تراهن على عامل الوقت أو ربما تغيير الإدارة الجمهورية قال وزير الخارجية الإيراني بالنسبة للملف النووي نحن نرى انه أصبح في مسار منطقي وبناء في الوقت الحاضر والمباحثات التي جرت خلال ثلاث جولات في كل من أنقرة ومدريد ومؤخرا في لشبونة تؤيد هذا الاتجاه، اتفق الجانبان على إجرء المباحثات في غضون الأسابيع الثلاثة القادمة ونحن نرى انه لابد من دعم هذه المباحثات مع الجانب الأوروبي حيث تنطوي هذه المباحثات على وجهين مهمين، الوجه الذي يحاول الجانب الأوروبي ان يحققه هو ضمان عدم انحراف الجانب الإيراني إلى التسلح النووي، أما الوجه الذي يحاول الجانب الإيراني التوصل إلى حقه في امتلاك التقنية النووية من أجل الأهداف السلمية، واتخذت خطوات جيدة في هذه المباحثات فيما يتعلق بالوكالة الدولية للطاقة الذرية مما سيساعد على تحقيق الهدف الأول الخاص بأوروبا، وهو ان إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية يقومان في غضون شهرين بوضع الأسلوب الملائم واللازم للعمل على حل ما تبقى من المسائل والقضايا في هذا الجانب النووي، إذن من شأن هذه المفاوضات ان تكون بناءة ومتجهة نحو إيجاد حل للمسألة، لقد رفضنا دوما مسار المواجهة فيما يتعلق بهذا الملف وفي الوقت الحاضر الكل يؤكد على ضرورة ايجاد حل دبلوماسي للملف النووي، ونحن على قناعة بأن هذه الإمكانية موجودة.
وفيما يتعلق بالتلويح بالحرب والتصعيد الأمريكي في هذا الإطار وإمكانية توجيه ضربة عسكرية لإيران والتنسيق مع قطر من أجل فتح صفحة جديدة للحوار الإيراني - الأمريكي بهدف تحسين العلاقات المشتركة بينهما قال متكى: نحن نستبعد إمكانية او احتمال الحرب أو ضرب إيران لأننا مازلنا نعتقد بوجود بقية من العقل والعقلانية في التفكير الأمريكي والظروف الأمريكية ليست في شكل يساعد على فرض حرب أخرى على من يدفعون الضرائب في داخل الولايات المتحدة، لذلك نحن نأمل أن يتغلب عقلاء الإدارة الأمريكية ويتوصلوا إلى اتخاذ القرار الصائب فيما يتعلق بجميع القضايا الخاصة بمختلف قضايا العالم بما فيها القضية الخاصة بإيران، كما ينبغي لمختلف الدول ان تساعد في هذه الاتجاه وفي اتخاذ القرار الصائب والصحيح في هذا المجال، أما المشاورات الإيرانية - القطرية فهي تدور حول الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية، كذلك تبادل الآراء حول التطورات الإقليمية وبديهي ان تكون المواقف المتخذة من قبل المنطقة تؤثر في بلورة المواقف الصحيحة والصائبة من قبل سائر الجهات الأخرى، إلا أننا لم نجر حواراً مع قطر بشأن الموضوع الأمريكي. / انتهي/