دعا مجلس النواب العراقي الحكومتين السعودية والكويتية إلى العمل على منع رجال دين في بلديهما من إصدار فتاوى تحرض على الفتنة الطائفية والمذهبية في العراق، وتدعو إلى هدم المراقد المقدسة فيه.

 وكتبت جريدة الصباح العراقية اليوم ان مجلس النواب العراقي طالب الحكومة أيضا باجراء تحرك دبلوماسي لتوضيح مخاطر هذه الفتاوى وإرسال وفود دينية إلى البلدين للاتصال بالهيئات الدينية هناك وتوضيح مخاطر هذه الفتاوى .
 وفي مستهل جلسة البرلمان أمس قالت لجنة الأوقاف والشؤون الإسلامية في بيان بشأن الفتاوى التحريضية "انه في الوقت الذي يتعرض فيه الشعب العراقي الصامد لمختلف انواع المآسي من قتل وتهجير وترويع تطالعنا بين الحين والآخر فتاوى ما أنزل الله بها من سلطان تدعو إلى هدم مرقد الامام الحسين(عليه السلام) في كربلاء وتبيح دماء العراقيين الذين لا ذنـب لهم سوى انتمائهم المذهـبي والـقومي ".
 وشجبت اللـجنة هـذه الفتاوى التي وصـفتها بـ "الضالة المعادية لأهل البيت "، مؤكدة أن العراق جزء لا يتجزأ من العالمين العربي والإسلامي ويرفض التدخل في شؤونه الداخلية، اذ ان هذه الفتاوى تسهم في زيادة سيل الدماء وقتل العراقيين والمسـاس بالرمـوز المقدسة لهم وجرهم الى نـعرات طـائفية ومذهبية بغيضة ".
 ودعت اللجنة الحكومة والبرلمان الى مخاطبة الجهات الرسمية في السعودية والكويت لاستيضاح حقيقة الموقف الرسمي لهما من هذه الفتاوى خاصة، وإن الحكومة السعودية قد أكدت مرارًا انها تقف على مسافة واحدة من جميع العراقيين، وأنها لا تريد إلا الخير لهم والطلب منها التدخل لوقف هذه الفتاوى من أجل الحفاظ على العلاقات الاخوية بين الشعبين العراقي والسعودي .
 وناشدت العراقيين الى الحذر من خطورة هذه الفتاوى والوعي بأهدافها الضارة المنحرفة التي تستهدف النسيج الاجتماعي والوطني للعراقيين وتجنب الانجرار لمنزلق الطائفية .
 وأشارت اللجنة إلى أن الحفاظ على رموز ومقدسات العراق الوطنية والحضارية أمر مهم وناشدت الامم المتحدة ومنظمة اليونيسيف والمؤسسات الثقافية العربية والاسلامية الى التدخل لوقف هذه الفتوى ودعواتها لتهديم المراقد المقدسة،داعية منظمة المؤتمر الاسلامي إلى تحمل مسؤولياتها والعمل على توحيد الخطاب الاسلامي الهادف الى صيانة العالمين العربي والاسلامي .
 وفي مداخلات لهم بشأن الموضوع دعا عدد من النواب الى تحرك دبلوماسي لوزارة الخارجية وارسال وفود دينية الى السعودية والكويت للاتصال بالمسؤولين فيهما ورجال الدين الذين يقفون وراء هذه الفتاوى لتوضيح مخاطرها على العراقيين وعدم شرعيتها دينيا .
 فيما طالب آخرون بغلق الحدود مع السعودية بالتزامن مع تقارير افادت الى مغادرة شبان منها متوجهين الى العراق للمساهمة في تنفيذ هذه الفتاوى والمشاركة في عمليات تستهدف تهديم المراقد المقدسة .
 على صعيد متصل نظمت جمعيات ومنظمات عراقية في لندن مسـيرة سـلمية وسط هذه المدينة احتجاجا على الفتاوى التحريضية التي تصدر في السعودية ضد ابناء العراق, انتهت باعتصـام أمـام السـفارة السـعودية في العاصـمة البريطانية ./انتهى/