أعتبر العلامة اللبناني السيد محمد حسين فضل الله أن واشنطن لا تنظر إلى لبنان من زاوية صعود أو هبوط عملية الممارسة الديموقراطية فيه، بل من زاوية الأمن الإسرائيلي.

 وأشار العلامة فضل الله الى ان التدخل الأميركي في لبنان تصاعد في الفترة الأخيرة بالنظر إلى حاجة الإدارة الأميركية لتأمين انتصار سياسي في المنطقة، حتى لو حصل ذلك على المستوى الدعائي والإعلامي فحسب, كما ذكرت صحيفة السفير اللبنانية .
 واعتبر أن "تدخل الإدارة الأميركية في تفاصيل المشهد السياسي والانتخابي اللبناني وربطه بالأمن القومي الأميركي هو جزء من السعي الأميركي المستمر لإبقاء لبنان في دائرة التجاذب السياسي والأمني بعيداً من الحلول التي يمكن أن توفر أجواء إيجابية للبنانيين... ولذلك فنحن نخشى من أن إدارة الرئيس الأميركي تريد للبنان أن يظل يلعب دور الساحة المفتوحة على الرياح الدولية والإقليمية ولا تريد له أن يعيش في ظل نظام سياسي مستقر من الناحيتين الاقتصادية والسياسية على النقيض من كل ما يتحدث به المسؤولون الأميركيون في هذا السياق ".
 ورأى العلامة فضل الله أن "ثمة مسؤولية كبرى تقع على عاتق اللبنانيين، بجميع فئاتهم وطوائفهم وكذلك على المسؤولين الذين يمثلون مختلف الأطياف السياسية والدينية اللبنانية، كي يعملوا لحماية بلدهم بمختلف الوسائل، وخصوصاً عبر اعتماد خطاب سياسي عقلاني وموضوعي بعيد من الأحقاد والعصبيات السياسية والمذهبية، بحيث يصار إلى اعتبار المناسبات السياسية والانتخابية بكل تفاعلاتها تجربة يمكن التوقف عندها من زاوية العودة إلى لملمة الأوضاع الداخلية ومحطة من المحطات التي يمكن أن تطل على فرصة حقيقية للنجاة من خلال حوار داخلي يقود إلى انفراجات حقيقية قبل أن يسقط البلد على أبواب استحقاقات خارجية داهمة واستحقاقات داخلية يدير الكثيرون ظهورهم لها من دون أن يلتفتوا إلى مصير البلد الذي يراد له أن يكون كرة تتقاذفها أقدام اللاعبين الدوليين والإقليميين "./انتهى/