وفيما يلي نص المقال : الاعلان عن تبادل الاسرى بين حزب الله والكيان الصهيوني عبر الوسيط الالماني يسجل انجازا جديدا للمقاومة ليؤكد انتصار الارادة على العنصرية والارهاب.
فحزب الله الذي نذر نفسه لمحاربة الاحتلال حقق اول انتصار في تحرير ارض عربية دون مساومة.
وها هو اليوم يضيف الى سجله الناصع نصرا آخر في تحرير المجاهدين الذين ضحوا في سبيل المقاومة واثبتوا ان الكيان الصهيوني ليس الا نظام هش امام الضربات الماحقة.
ولهذا وللتغطية على ضعفه هذا لا يسلك العقلانية ولا يراعي قواعد التعايش , وقد كشفت المقاومة الاسلامية في لبنان نقاط الضعف هذه لدى العدو واستفادت من نقطة قوتها لاجباره على الرضوخ لمطالب لم تكن تراوده.
ان الصهاينة ادركوا في مواجهاتهم مع حزب الله بان هذا الحزب يتمتع بمعنويات ومبادئ لا يمكن معها اجباره على التراجع عنها , وهي الارادة الصلبة التي اثبتت جدواها خلال عقدين من الحروب العسكرية والنفسية حتى بات هذا الكيان يعرف ان المعادلات المفروضة والتهديدات العسكرية لم تعد تخيف حزب الله ولا تؤثر في ارادته قيد انملة ولا تفل من عضده , وهذا الواقع قد يستمر لعقود متوالية اذا استمر الاحتلال في غيه وعدوانه.
ويبدو ان حزب الله والمقاومة الاسلامية تمكنا من فرض قناعة جديدة على افكار الصهيونية بان الرهان على ارتكاب المجازر وتهديم المدن يعطيان نتائج معكوسة وهذا ما ادى الى رضوخ العنصر الصهيوني امام مطالب المقاومة العادلة.
ومن اهمية هذا الانجاز الجديد ان التبادل لا يقتصر على اسرى لبنانيين فحسب بل يشمل جميع المقاومين من فلسطين الى سوريا حتى السودان ودول اخرى وهذا ما يؤكد شرعية المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني كهدف استراتيجي لكل المسلمين والاحرار في العالم.
ونرجو ان تفلح المقاومة الفلسطينية ايضا في ارغام العدو على ان يفهم بانها بدورها تلتزم بالنهج نفسه ولن تحيد عنه وعن ارادة التحرير مهما طال امد المعركة العادلة التي تخوضها في سبيل التحرير.
ومهما توسع نطاق الجرائم فسيأتي اليوم الذي يصاب الصهاينة بالخيبة من سياسة الترويع والتخويف فيجبروا على الاعتراف بحقوق الآخرين خلافا لاساليبهم الخداعة في المفاوضات./انتهى/
تاريخ النشر: ٢٦ يناير ٢٠٠٤ - ١٦:٠٤
نشرت صحيفة الوفاق الصادرة باللغة العربية اليوم مقالا افتتاحيا بقلم رئيس تحريرها الاستاذ مصيب نعيمي بعنوان "نصر آخر للمقاومة".