واثنى سماحة القائد على "المواقف المستقلة للنمسا تجاه مختلف القضايا في العالم والتعامل المعقول للحكومة النمساوية مع المسلمين قائلا : ان ابداء النمسا حكومة وشعبا للتعاطف والمواساة بزلزال بم المروع نال رضا الشعب والمسوولين في ايران . وراى سماحته ان العمل من اجل اقامة الحوار بين اتباع الديانات يشكل قاسماً مشتركاً اضافياً في العلاقات بين ايران والنمسا ، مشيرا الى حاجة العالم الى الحوار بين اتباع الديانات ليقول ان هذا الامر يساعد بشكل كبير على ايجاد التفاهم والتقارب بين الشعوب ، وان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعتبر ان من المفيد والمنطقي جدا مواصلة ذلك .
واوضح آية الله العظمى الخامنئي بان النمسا تعد مركزا ومحورا للتبادل الفكري بين اتباع الديانات في اوروبا معتبرا الاجراءات التي تتخذها بعض الدول الاوروبية لمكافحة الحجاب تقف على طرفي نقيض مع الممارسة النمساوية .
وردا على سؤال للرئيس النمساوي بشان العلاقة بين الدين من جهة و"السياسة والديمقراطية " من جهة اخرى قال قائد الثورة الاسلامية : ليس هناك اي تعارض في الدين الاسلامي بين التقيد بالقيم الاسلامية والمعنوية وبين صلاحيات الشعب في عملية تعيين الحكومة وان الجمهورية الاسلامية الايرانية استطاعت ضمن الحفاظ على القيم الالهية تقديم تجربة حديثة الى المجتمع البشري في مجال المشاركة الجماهيرية في الميادين السياسية والاجتماعية .
واشار قائد الثورة الاسلامية الى اجراء العديد من الانتخابات الحرة تماما في ايران بعد انتصار الثورة مؤكدا ان النظام الديكتاتوري الذي كان يحكم البلاد قبل الثورة وكان مدعوما بشكل كامل من امريكا وبريطانيا لم يسمح ابدا بان يخوض الشعب الانتخابات بشكل حقيقي الا انه تم خلال 25 عاما من عمر الثورة اجراء 23 دورة من الانتخابات الجماهيرية والحرة . واردف آية الله الخامنئي بان الحكومتين الامريكية والبريطانية اللتين تتحدثان اليوم عن حقوق الانسان والديمقراطية كانتا تدعمان لعشرات السنين النظام الدكتاتوري الذي كان يحكم ايران آنذاك ، فان من حق الشعب الايراني الا يصدق ابدا هكذا شعارات من الحكومتين الامريكية والبريطانية .
واشار سماحته الى الحملة الدعائية السيئة التي تشنها الادارة الامريكية والصهاينة والاعلام الخاضع لهيمنتهما بشان الاوضاع في ايران قائلا : ان السبب الرئيسي لهذه الحملات الدعائية السيئة يكمن في ان الشعب الايراني والجمهورية الاسلامية الايرانية غير مستعدتين للرضوخ للهيمنة الامريكية .
واضاف سماحة القائد المكرم ، ان الديمقراطية الموجودة في ايران حقيقة لا يمكن انكارها ، موضحا انه يجب اثناء تقييم الاوضاع في ايران اخذ الحقائق بنظر الاعتبار ، مستطردا في قوله : والحقيقة ان القائد ورئيس الجمهورية واعضاء المجلس النيابي كلهم منتخبون من قبل الشعب ن ونحن نعتز ونفخر بهذه الظاهرة العصرية التي تشتمل على الطابعين الجمهوري والاسلامي .
ورأى سماحته ان تضخيم مشاكل الدول المعارضة للهيمنة الامريكية تعد احد الاساليب التي تمارسها وسائل الاعلام الخاضعة للنفوذ الصهيوني مؤكدا ان قضايا ايران الجارية تسير وفقا للقواعد والمقررات ، وان الاختلاف في تفسير القوانين موجود في مختلف الدول ولا يعد مسألة غير عادية كما ان المراكز التي تتمادى في تضخيم الموضوع وتظهره على غير حقيقته انما تنجر وراء نوايا سيئة معروفة بالنسبة لنا .
واعتبر سماحة قائد الثورة الاسلامية المعظم ان الادارة الامريكية هي مركز انتاج وتصدير "الشر والعنف والكراهية " الى ارجاء العالم قائلا : ان اميركا وبسبب سياساتها واجراءاتها التي لا تتسم بالحكمة والحصافة ولاسيما في افغانستان والعراق اخذت تواجه ازمات مختلفة وان هذه الازمات لن تترك اميركا وشأنها .
من جانبه اشار الرئيس النمساوي توماس كلستيل في هذا اللقاء الذي حضره الرئيس الايراني محمد خاتمي الى حرصه البالغ على لقاء سماحة قائد الثورة الاسلامية ، معتبرا ان زيارته الى ايران هي اكثر زياراته الى الخارج فائدة .
وقال الرئيس كلستيل ان اكبر وفد اقتصادي رافق الرئيس النمساوي الى الخارج هو الوفد الحالي الذي يصحبه في هذه الزيارة معتبراً ذلك بأنه يشكل مؤشرا على الاهمية الخاصة التي توليها النمسا للجمهورية الاسلامي الايرانية .
ووصف الرئيس النمساوي نتائج محادثاته مع نظيره الايراني بانها بناءة وايجابية للغاية وقال : لقد دخلت العلاقات الوثيقة والمعمقة بين طهران وفيينا مرحلة جديدة في ضوء هذه الزيارة ، مؤكدا ان هذه القضية تحظى باهمية خاصة بالنسبة للاتحاد الاوروبي ايضا .
والمح الرئيس النمساوي الى العلاقة الجيدة بين الحكومة النمساوية والمسلمين في هذا البلد قائلا : كما تفضل سماحتكم فان الحوار بين الاديان يعد الخيار الوحيد الصحيح المتاح للبشرية .
واكد الرئيس كلستيل انه "على النقيض من الموقف الامريكي فاننا لا نعتبر ايران محورا للشر ، بل نعدّها محورا للسلام والصداقة . /انتهي /
تاريخ النشر: ٢٧ يناير ٢٠٠٤ - ١٢:٤٢
اعرب سماحة قائد الثورة الاسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي لدى استقباله امس الاثنين الرئيس النمساوي توماس كلستيل عن امله في ان تسهم زيارته هذه في المزيد من تدعيم وتمتين العلاقات الوطيدة بين طهران وفيينا.