كشفت التحقيقات التي تجريها اجهزة الامن العراقية عن تورط زمرة المنافقين الارهابية في احداث فاجعة النصف من شعبان بمدينة كربلاء المقدسة والتي ذهب ضحيتها العشرات من الابرياء بين قتيل وجريح.

وافادت وكالة مهر للانباء انه بينما كانت جموع الزوار الذين يقدر عددهم اكثر من مليون شيعي يتوجهون الى مدينة كربلاء المقدسة لاداء مراسم الزيارة الشعبانية عند مرقدي ابي الاحرارالامام الحسين (ع) واخيه ابي الفضل العباس (ع) في ارض الدم والشهادة وتدعو الباري تعالى ان ينقذ الشعب العراقي من المشكلات التي يعانيها ويخلصه من الاحتلال البغيض , كانت الايادي القذرة تحيك مؤامرة خبيثة ودنيئة كانت نتيجتها كارثة النصف من شعبان الدموية والتي ادمت قلب كل انسان حر.
وابتدات الاحداث عندما حاول عدد من اعضاء جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر الدخول بشكل مسلح الى العتبة الحسينية والتي تصدت لها القوى الامنية وعلى اثر هذا النزاع لقي 52 شخصا مصرعهم واصيب اكثر من 300 آخرين , وهذه الحادثة حسب الظاهر تبين مدى الخلاف بين الجماعات الشيعية في العراق ومحاولاتهم لكسب السلطة , وتدل على وجود اوضاع امنية غير مستقرة ومتدهورة في العراق لاسيما في المناطق الشيعية.
ولكن خلف هذه الفاجعة كانت هناك تيارات تمسك بخيوطها , فالاشخاص الذين كانوا متواجدين ابان الاحداث قالوا ان المواجهات بين المهاجمين والقوى الامنية انتهت بعد ساعة , ولكن في يوم 16 شعبان وعندما كانت المواجهات مستمرة تم فجأة توزيع كمية كبيرة من الاسلحة على الناس من جهة الزقاق المواجه لتواجد افراد جيش المهدي , وكان المهاجمون يوحون بان هذه الاسلحة تم توزيعها على الناس من طرف جيش المهدي.
واستنادا الى الشهود العيان فان المواجهات جرت بتنسيق كامل وبالتزامن مع ذلك فان عددا من المهاجمين اقدموا على ايجاد اشتباكات وهمية واطلاق الاعيرة النارية امام باب القبلة لمرقد الامام الحسين (ع) وبالقرب من مرقد ابو الفضل العباس (ع) , وفي ذلك الوقت اتخذ الناس ومسؤولو الاجهزة الامنية اجراءات لاخماد الفتنة , ولكن القوى المهاجمة عملت على ايجاد الفوضى والبلبلة لتازيم الاوضاع حتى انها اطلقت النار كذلك على الناس والشرطة العراقية , وفي نفس الوقت حاولت مجموعة تضم حوالي 50 شخصا دخول منطقة مابين الحرمين الا ان القوى الامنية تصدت لها , وقام هؤلاء الافراد باعمال لا انسانية واطلاق النار على الناس عند منطقة باب القبلة ومابين الحرمين ودمروا بواسطة صواريخ ار بي جي عددا من السيارات المتوقفة في المنطقة المحيطة بمرقد الامام الحسين (ع).
وبينت عددا من الاسلحة التي ضبطتها الاجهزة الامنية انها من صنع ايراني , وهذا الامر يدل على ان الهدف الرئيسي لمسببي هذه الفاجعة هو "تشويه دور ومكانة الجمهورية الاسلامية الايرانية وخاصة لدى الشيعة" , فالمؤامرة  كانت على النحو التالي توزيع اسلحة بين الناس في منزل قريب من مكان تجمع الصدريين , لاظهار ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لديها دور في تسليح ميليشيات الصدر , ولكن تقرير مسؤولي امن المرقد الحسيني اوضح تورط المنافقين في هذه الجريمة , كما ان التقارير الاولية للجنة التحقيق الخاصة بوزارة الداخلية العراقية والتي مازالت تجري تحرياتها في هذا المجال , تظهر ان المنافقين متورطون في هذه القضية بشكل دنيء للغاية.
وقبل بضعة ايام اجرت صحيفة وهابية تصدر في احدى الدول جنوب الخليج الفارسي مقابلة مع نديم الانصاري عضو حزب الفضيلة وهو من الاحزاب الشعيية العراقية , وسألته عن احتمال قيام ايران باغتيال الشيعة , فاجاب الانصاري انه هناك احتمال بان لبعض الجماعات الايرانية التي لها برامج منفصلة عن الحكومة الايرانية , يد في هذه الاحداث وهدف هؤلاء الافراد تازيم الاوضاع بين التكتلات الشيعية في المحافظات الجنوبية للعراق كما انهم على غرار بعض الاحزاب العراقية المدعومة من قبل امريكا يريدون اضعاف نفوذ ايران في المناطق الشيعية , وعلى هذا الاساس فمن المحتمل ان تقوم هذه الجماعات الايرانية بالتحريض على العنف واثارة الفوضى في المحافظات الجنوبية.
وسعت الصحيفة المذكورة وبشل خبيث الصاق فاجعة النصف من شعبان بمدينة كربلاء بالجمهورية الاسلامية الايرانية في حين ان قصد الناشط السياسي العراقي نديم الانصاري كان زمرة المنافقين مستندا الى وثاق وادلة بهذا الشان.
فقبل اقل من ثلاثة اشهر من فاجعة المنتصف من شعبان في مربلاء المقدسة اظهرت كاميرات المراقبة التلفزيونية في مرقدي الامام الحسين (ع) واوب الفضل العباس (ع) امراة تبلغ من العمر 23 عاما وصبيا في سن الثالثة عشر عاما بصدد جمع معلومات عن مختلف اماكن دخول الحرمين , وقد تم اعتقالهما بسرعة من قبل الاجهزة الامنية وقامت باستجوابهما , واثناء التحقيق معهما اعترفا بانه تم تجنيدهما من قبل المنافقين للتعرف على الطرق الملتوية للتسلل الى الحرم والقيام باعمال تخريبية.
كما تم اعتقال ستة آخرين من اعضاء زمرة المنافقين الارهابية قبل عدة اسابيع من فاجعة النصف من شعبان في كربلاء , مما يدل على ان المنافقين كانوا يعدون لتنفيذ اعمال تخريبية في مرقد سيد الشهداء (ع) , لكن الاجهزة الامنية العراقية لم تتمكن من الحصول على معلومات دقيقة منهم , حتى ان القاء القبض على ثلاثة منافقين آخرين قبل ايام قلائل من الاحداث لم يمنع من وقوع الفاجعة.
وبعد فاجعة النصف من شعبان الدموية زار نوري المالكي مدينة كربلاء المقدسة برفقة وزيري الدفاع والداخلية العراقيين لبحث الاحداث , وطرح في الاجتماع المشترك الذي حضره رئيس الوزراء العراقي ووزير الدفاع ونائبه ومسؤولي الامن في المرقد ومدينة كربلاء انه في الايام التي سبقت الاحداث شوهد ثلاثة رجال متنكرين بملابس نسائية يقومون بالتنسيق فيما بينهم في مدينة كربلاء وتبين فيما بعد ان هؤلاء كانوا مؤججي الفتنة الاخيرة , فزمرة المنافقين لها تاريخ في ارتداء اعضائها ملابس نسائية , ولهذا السبب فمن الطبيعي ان لايثير وجود عدد من النساء داخل سيارة الشكوك وكانت نقاظ التفتيش تسمح لهم بالمرور وبهذه الخدعة تمكنوا من الوصول الى مدينة كربلاء المقدسة.
ومن الواضح تماما ان سيناريو المؤامرة المذكورة خطط لها المنافقون بتنسيق وضوء اخضر من قبل المحتلين وان تنفيذها من قبل البعثيين المندسين في جيش المهدي , ومع الكشف عن جزء من ابعاد القضية , فان مقتدى الصدر وفي اجراء جدير قام بتعليق انشطة جيش المهدي من اجل تطهيره من المندسين.
والآن فان الضمير الشيعي الواعي يدرك انه اذا استشهد الامام الحسين (ع) واصحابه الاوفياء في عام 61 للهجرة على ايدي الكفرة والملحدين والمنافقين في ارض كربلاء , فبعد مرور 1367 عاما فان المنافقين المجرمين والكافرين الملحدين مازالوا يقتلون منتظري الامام الحجة (عج) في ذكرى ولادته في النصف من شعبان على ارض كربلاء الدامية.
ان الكشف عن دور المنافقين في احداث كربلاء يتزامن مع خبر توجه زعماء زمرة المنافقين الى الاردن واعطائهم ضوء اخضر بشكل رسمي لممارسة نشاطاتهم السياسية والعسكرية هناك.
ان التصدي القانوني لزمرة المنافقين باعتبارهم راس الفتنة في العراق ومحاكمة زعماء هذه المنظمة الجهنمية هو اجراء نتوقعه من قبل الحكومة العراقية والمنظمات القانونية الدولية , وبالتاكيد اذا لم يتم التصدي للممارسات المنافقين الاجرامية فان نار هذه الفتنة ستطال جميع القوى والشخصيات العراقية./انتهى/