ابرزت السينما الايرانية مرة جديدة قدرتها على التفوق ونيل الاعجاب وانتزاع الجوائز في مهرجان "اوراسيا" السينمائي الدولي الذي اختتم في آلما آتي في كازاخستان.

وافادت وكالة الصحافة الفرنسية ان الدوره الرابعه من المهرجان كانت افتتحت في 23 ايلول /سبتمبر , وشهد المهرجان تظاهره دوليه وتظاهره خاصه بسينما آسيا الوسطى.  
وتمكن فيلم "قمر 14", وهو العمل الرابع للمخرج الايراني بهمن قبادي من انتزاع الجائزه الكبري التي تمنح لافضل عمل وقيمتها 20 الف دولار. 
وفي غياب المخرج قبادي , ندد منتج الفيلم لدي تسلمه الجائزة بالعنف الحاصل اليوم في العراق نتيجة الغزو الاميركي , محملا الرئيس الاميركي جورج بوش مسؤوليته.  
كما لفت الى ان الوضع لم يتغير منذ سقوط نظام الدكتاتور السابق صدام , وان الظلم لا يزال يطال الكثيرين ومنهم الاكراد العراقيون.
ويتسم "قمر 14" بنوع من العبثية المحفوفة برؤية فلسفية يرسمها المخرج للحياة وللوجود وللموت.
وحصل الفيلم العام الماضي علي جائزة الصدفة الذهبية في مهرجان سان -سيباستيان السينمائي الاسباني.  
ويندرج شريط بهمن قبادي في اطار الخط الذي عرف به المخرج الايراني والذي يركز علي المنطقه الحدوديه الكرديه بين العراق وايران واحيانا تركيا وتلك الجبال المغموره بالثلج ابدا والطبيعه القاسيه وحياه الناس في ذلك المكان.  
وسبق للمخرج ان حاز جائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان كان السينمائي عن فيلمه الاول "وقت لسكر الخيول " عام 2000. 
ويتضمن الفيلم شاعريه لا تخلو منها افلام قبادي وموسيقي اساسيه في صناعه الحدث  فالشريط يروي رغبه "مامو" الموسيقى الكردي العجوز المعروف في كل كردستان بزياره مناطق العراق للعزف فيها مع فرقته بعد زوال نظام صدام , الا ان الرحله الجبليه الصعبه والمحفوفه بالمخاطر لا تنتهي علي خير ولا ينفع لوم اولاده الذين هم اعضاء في الفرقه له واعتراضهم على المشروع من اساسه , في ثني مامو عن مشروعه.  
ويبين الفيلم الذي صور بين العراق وتركيا وايران التضامن التلقائي بين اكراد هذه الدول في مواجهه الظلم ويبين في المقابل تشددا في التربيه الكرديه , اذ لا يتواني الاب مامو عن اطلاق النار علي احد ابنائه لمنعه من الهرب والعوده الي ايران بعد بدء رحله المصاعب.     
وينفتح الفيلم علي فانتازيا تتمثل بفتاه جميله تغني تهبط علي مامو كملاك في محاوله لدعمه وخصوصا تعويضه غياب مغنيه اعتقلها الجنود العراقيون.  
ويقدم بهمن قبادي في فيلمه "قمر 14" صياغه لواقع يخلط بين الرغبات والحقائق في جو شاعري ولغه سينمائيه نالت اعجاب لجان التحكيم.  
وشهدت المسابقه الرسميه الدوليه للمهرجان عرض فيلم ايراني آخر من اخراج هانا مخملباف (18 عاما), الابنة الصغرى للايراني محسن مخملباف التي صورت في فيلمها اطفالا في افغانستان وتحديدا في منطقة باميان حيث فجرت تماثيل بوذا 
ونال هذا الفيلم وهو بعنوان "بودا كولابسد آوت اوف شايم ", الجائزه الخاصه لمهرجان سان سيبستيان الاسباني السبت.  
ونال الفيلم الروسي "افكار بسيطه " للمخرج الكسي باباغريسكي جائزه افضل اخراج وقيمتها 10 آلاف دولار, بينما رات لجنه التحكيم منح جائزتها الخاصه لفيلمين : فيليبيني للمخرج بريانت ماندوزا "لما يشتمل عليه من معان انسانيه عن ام تتبني اولادا غير ابنائها", كما شرحت لجنه التحكيم.  
ومنحت اللجنه النصف الثاني من جائزتها الخاصه لفيلم "شوقه " الكازاخستاني للمخرج درجان عمرباييف ل "معالجته قصه جميله وبسيطه ورائعه " من خلال الاعتماد علي اقتباس حر من قصه آنا كارينينا. 
وشارك في المسابقه الرسميه 15 فيلما من الصين واليابان وروسيا وفنلندا ورومانيا وكازاخستان وفرنسا وجورجيا واذربيجان واوزبكستان والفلبين.  
وارتات لجنه تحكيم افلام آسيا الوسطي منح جائزتها الكبري مناصفه لكل من المخرج الكازاخستاني اباي كولباي عن فيلم "السنونوه " والمخرج القرغيزي عبدي جاباروف عن فيلمه "لايت كول ". 
اما جائزه لجنه التحكيم الخاصه لافلام آسيا الوسطي فمنحت للمخرج والممثل التركي فاتح حسيمنغلو عن فيلمه "كونسرتو اصفر"  وسيشارك الفيلم في مهرجان القاهره السينمائي في تشرين الثاني /نوفمبر المقبل./انتهى/