اكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وجود رغبة الاصلاحات السياسية في صلب العالم العربي, مبدياً اعتراضه على "فرض الاصلاحات من الخارج".

ونقلت وكاله مهر للانباء عن صحيفه الحياه ان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل اكد وجود رغبة الاصلاحات السياسية في صلب العالم العربي, مبدياً اعتراضه على "فرض الاصلاحات من الخارج".
وحذر من ممارسة الضغوط لتسريع الاصلاحات قائلاً لجمهور محاضرته في "مركز السياسات الأوروبية" وبينهم السفير الاميركي لدى الاتحاد الاوروبي: "انكم حتى في مدارسكم تمنعون استعمال العصا لتعليم الطلبة".
وفيما تحدث الأمير سعود في المحاضرة عن "شراكة فعالة" بين المملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي, أكد في الوقت نفسه "الاقتناع الراسخ بأن التغيير والاصلاح يعتبران ضرورة ملحة في العالم العربي".
وشدد الأمير الفيصل في رده على مداخلات مسؤولين اوروبيين على أن "الاصلاح يجب ان ينبع من الداخل لضمان رفاهية المواطنين والاستجابة لتطلعاتهم".
وشكل كلام الأمير سعود رداً غير مباشر على الاقتراحات المعلنة في الخطة الأميركية لـ "الشرق الأوسط الكبير".
واذ لم يعلق على المبادرة الاميركية نفسها "لعدم تسلمنا نصها بشكل رسمي", إلا انه انتقد العودة الى صيغة "معاهدة هلسنكي" في 1975, التي استخدمها الغرب للضغط من أجل المزيد من الحريات وحقوق الانسان في دول الكتلة الاشتراكية. وقال: "كلنا عرف نتيجة ذلك على الاتحاد السوفياتي، لقد أصابه التفكك وعانى من أزمات اقتصادية, وسكانه هم الأتعس في العالم منذ عقدين على الأقل.
واذا كان هذا ما يستخدم كطُعم للبلدان العربية فلا نرى في الحقيقة الكثير مما يغري في معاهدة هلسنكي".
وتقتضي مبادرة الرئيس بوش تكليف مجموعة الدول الغنية الثماني بوضع آليات لتشجيع دور المرأة والانتخابات التعددية وحرية الصحافة والشؤون البلدية وغيرها في البلدان العربية والاسلامية.
وتتجاهل الورقة الأميركية خطة الشراكة الأوروبية المتوسطية، وهو ما يفسر تحفظ البلدان الأوروبية عنها.
وعرض وزير الخارجية السعودي في محاضرته قائمة الاصلاحات السياسية والاقتصادية والثقافية التي تنجزها السعودية "وفق الوتيرة التي تناسبها".
وقال الأمير سعود في رده على سؤال ممثل منظمة العفو الدولي بأن مسألة "معاهدة الأمم المتحدة حول حقوق الانسان توجد في صدارة القضايا المطروحة في روزنامة مجلس الشورى للمصادقة عليها".
إلا انه رفض الرد بالإيجاب على طلب منظمة العفو زيارة المملكة. 
وشدد وزير الخارجية على الحاجة الى الاصلاح في العالم العربي "إلا أن السوابق تؤكد فشل محاولات التغيير من الخارج". وبالنسبة الى التيارات الاسلامية السياسية, قال الأمير سعود في المحاضرة أن "الأصوليين الثوريين في العالم بشتى مظاهرهم هم نتاج الاتجاهات العلمانية الغربية وتأثيرها الثقافي بما ينطوي عليه من قيم التمرد والنزوع نحو الفردية اكثر من كونهم نتاج التعاليم والقيم والتقاليد الاسلامية".
وخاطب الأوروبيين مدافعاً عن الحضارة العربية الاسلامية فقال: "ان عدوكم هنا ليس الاسلام والمسلمين, العدو هنا هو اشكال الظلم والحرمان التي تشكل أرضاً خصبة لنشوء الارهاب".
ونصح بعدم خوض الحروب الخاطئة "لأن المنطق يقتضي توحيد قوانا في مواجهة كل الرجعيين والمتخلفين الذين يسلكون مسلك الاجرام والعدوان"./ انتهي /