ونقلت وكاله مهر للانباء عن بيان اصدره العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله،بمناسبه زياره الرئيس الاميركي الي المنطقه جاء فيه :أن البضاعة التي يحاول بوش ترويجها عبر زيارته للمنطقة هي بضاعة كاسدة، مشيراً إلى أن ما يقدمه للعرب والمسلمين هو السمّ الزعاف، داعياً إلى أن تنطلق أصوات عربية صريحة للرد على بوش، والقول له بأن محاولاته الرامية للتخويف من إيران هي محاولات فاشلة وهدفها تسويق مبيعات الأسلحة الأمريكية في المنطقة.
واضاف البيان لقد تابعنا وتابعت الشعوب العربية والإسلامية زيارة الرئيس الأمريكي، التي تأتي في وقت بدأت تتكشف أكثر أهداف ومخاطر لعبة المحافظين الجدد في المنطقة، كما بدأت الكثير من هذه الأهداف تتساقط بفعل رفض شعوبنا لسياسة هذه الإدارة وشعور الأمريكيين أنفسهم بأن إدارة الرئيس بوش باتت تمثل الخطر على مستقبلهم، وأن هذا الرئيس هو الأكثر فشلاً في تاريخ الرؤساء الأمريكيين، وبالتالي فإن محاولات تجميل صورته عبر هذه الزيارة لن تفلح ولن يفلح معها سعي الرئيس الأمريكي نفسه لتلميع صورة رئيس وزراء العدو الذي ينتظر مصيره على ضوء تقرير لجنة "فينوغراد" النهائي.
لقد كانت سنوات حكم الرئيس الأمريكي هي أكثر السنوات دموية وسوداوية في حق البشرية كلها منذ الحرب العالمية الثانية، وهي الأكثر ظلماً وقتلاً ومجازر في منطقتنا، وخصوصاً في العراق وأفغانستان وفلسطين، كما أنها كانت سنوات شؤم استطاع بوش وإدارته المحافظة في خلالها تدمير السلام العالمي ونشر الفوضى والقتل والدمار الاقتصادي والأمني واللااستقرار السياسي في أكثر بلداننا، وباتت بلداناً إسلامية كبيرة كباكستان عرضةً للتمزيق والانقسامات ولموجات الفوضى الأمنية السياسية وللقلق الاجتماعي والنفسي بفعل السياسة الخارجية الأمريكية التي غذّت ونمّت ودعمت حركات التطرف ثم أطلقت يد الحكومات لشنّ الحروب ضدها تحت عنوان محاربة الإرهاب.
إننا نعتقد أن البضاعة التي يحاول بوش تسويقها في المنطقة، وهو على أبواب السنة الأخيرة له في البيت الأبيض، هي بضاعة كاسدة وغير قابلة للتسويق، كما نعتقد أن الشعوب العربية والإسلامية التي خبرت إدارته المحافظة تدرك جيداً بأن فاقد الشيء لا يعطيه، وأن ما يتحدث عنه بوش من "دولة قابلة للحياة" في فلسطين المحتلة لا يعدو عن كونه سجناً فلسطينياً حقيقياً داخل الجدار العازل وجزراً أمنية وجغرافية مقطعة الأوصال تتناحر في ما بينها وتسلك طريق الفتنة الداخلية قبل أن تحظى بالرضا الأمريكي والإسرائيلي، فتأخذ عنوان الدولة غير القابلة للحياة بعد شطب مسألة عودة اللاجئين وإسقاط القدس من التداول وإعلان إسرائيل كدولة يهودية خالصة لا مكان فيها للعرب إلا إذا تهودوا أو تصهينوا.
إن ما يقدّمه بوش للعرب والمسلمين هو السمّ الزعاف فيما يحاول إنقاذ جيشه المحتل للعراق وأفغاستان وإنقاذ الاحتلال الإسرائيلي بعد الضربات المتلاحقة للمقاومة وبعد عجز إسرائيل عن ليّ ذراع الشعب الفلسطيني رغم المجازر ورغم استقبال الزعماء العرب له على وقع التهديدات السياسية والاقتصادية وتحجيم الأدوار ومحاصرة حركتهم السياسية إذا شذّت عن القاعدة الأمريكية المرسومة سلفاً.
لقد كنّا، ولا نزال، ننتظر أن تنطلق أصوات عربية صريحة تقول للرئيس الأمريكي إن محاولاته الرامية للتخويف من إيران وتقديمها كعدو استراتيجي للعرب هي محاولات فاشلة، وإن اختلاق أعداء للمسلمين من داخلهم لتسويق مبيعات الأسلحة الأمريكية في المنطقة هو من الأمور التي باتت مكشوفة، وخصوصاً بعدما بدأت حركة الصداقة العربية الإيرانية في قلب العنوان الإسلامي تتلمّس طريقها لوضع أسس متينة لعلاقات تتجاوز المسألة السياسية، إلى الجانب الفكري والثقافي والأمني وما إلى ذلك، وإن محاولات بوش لخلق عناصر جديدة للمواجهة مع إيران هي محاولات تنطوي عل مخاطر تطاول الواقع العربي والإسلامي كله، وينبغي التصدي لها من الجميع.
إننا نريد لشعوبنا العربية والإسلامية أن تودع الرئيس الأمريكي بما يليق به من المواقف الحاسمة التي تعلن بأنه شخصية غير مرغوب فيها، وأنه يمثل الجريمة بكل عناوينها الأمنية والاقتصادية والسياسية، وأن سيرته في حركة الجريمة ضد شعوبنا تقتضي العمل السريع لتقديمه للمحاكمة كمجرم حرب وكرمز بارز من رموز ترويج الإرهاب في المنطقة والعالم./ انتهي /
تاريخ النشر: ١٣ يناير ٢٠٠٨ - ١٤:٥٧
دعا العلامه المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله الى توديع بوش بما يليق به كمجرم حرب وكرمز إرهابي وتقديمه الي المحكمه مشددا علي ان بضاعة الرئيس الأمريكي كاسدة وغير قابلة للتسويق