وأفادت وكالة مهر للانباء نقلا عن صحيفة السفير اللبنانية ان نصر الله قال خلال إحياء المجلس العاشورائي أمس في مجمع سيد الشهداء في الرويس انه بالنظر الى تركيبة لبنان لا يمكن إقامة حكومة إسلامية فيه، لكن هذا لا يعني ان المجموعة الاسلامية يجب ان تنعزل وألا تتدخل في الشؤون السياسية والاجتماعية والمعيشية.
ولفت الانتباه الى خطورة الاتجاه التكفيري الذي يحكم بالكفر والقتل على من يخالفه في الرأي او الاجتهاد ويشارك في السلطة، مشيرا الى ان أجهزة المخابرات الاميركية والاسرائيلية تقوم باختراق كبير في هذا المجال لإحياء الفتنة.
وأضاف: نحن بالاستناد الى اجتهاد فقهي، علمي وأصيل، نتبنى الاجتهاد الذي يرفض العزلة وتكفير الناس ونعتبر انه يجب ان نسعى بكل الوسائل الممكنة والمشروعة الى تحقيق أعلى نسبة من العدالة في مجتمعنا, وان تجربتنا في مجلس النواب منذ العام 1992 تثبت اننا لم نوافق على أي مشروع يناقض التعاليم الاسلامية، وكذلك الامر في الحكومة، وبالتالي نحن جزء من الحياة السياسية العامة ولن نتخلى عن تحمل مسؤولياتنا الوطنية.
وتابع: لسنا طلاب سلطة ولا جاه ولا مال, نحن طلاب عدالة ونسعى الى ان يكون العدل هو الذي يحكم حياتنا السياسية والاقتصادية. وكما ان مواجهة الاحتلال بالمقاومة تتطلب تضحيات كذلك المواجهة في الداخل تُرتب تبعات كأن يشتمك البعض عندما تقول كلمة حق، لان هناك لصوصا وفاسدين سيقفون في وجهك وسيستخدمون كل الوسائل للدفاع عن مصالهحم، وبالتالي نحن هنا في مواجهة سياسية تتطلب صبرا.
وأشار الى ان هناك من يسأل أين الانجازات التي حققتموها منذ ثلاث سنوات، "نحن في المقاومة بقينا 18سنة حتى حققنا الانجاز التاريخي بالتحرير عام ,2000 لكن هذا لا يعني اننا نحتاج في السياسة الى مثل هذا الوقت، بل أقل من ذلك بكثير، وإنما يلزمنا وقت وجهد وتضحيات في المجال السياسي".
وقال: عندما نطالب بحكومة شراكة وطنية فلأننا نعتقد ان مشاركة كل القوى اللبنانية تحقق مستوى أعلى من العدالة والانصاف، وأنا أريد ان أطمئن اولئك الذين يشنون حربا اعلامية ونفسية لصد "حزب الله" ودفعه الى التخلي عن مسؤولياته بأن افعلوا ما شئتم فإن "حزب الله" لن يتخلى عن المسؤوليات الوطنية والسياسية، وسيبقى يمارسها.
ورد السيد حسن نصر الله على اتهام الرئيس الاميركي جورج بوش للحزب بالارهاب، مشددا على ان هذا الاتهام لن يقدم او يؤخر شيئا. ولاحظ ان بوش الذي لم يكن يملك شيئا في الملف النووي الايراني ليهاجم إيران، ذهب الى مكان آخر هو ان إيران تشكل القاعدة الاساسية التي تدعم الارهاب في لبنان وفلسطين والعراق وافغانستان، أي حيث هناك مقاومة.
وأضاف: لقد شعرت بالمفخرة بينما كان بوش يتكلم عن "حزب الله" وحركات المقاومة لانه عندما يصنفنا الفرعون والشيطان الاكبر في خانة الاعداء له ولمشروعه ولارهابه فهذه مفخرة لنا. المذل والمهين هو ان يكون إنسان ما أداة في يد هذا الشيطان وجزءا من مشروعه. عندما جاء بوش الى فلسطين المحتلة أرسل ممثلا ليلتقي عائلات الجنود الاسرائيليين في غزة ولبنان، فهؤلاء لديهم عائلات وزوجات أما الـ 11 ألف معتقل فلسطيني وعشرات المعتقلين اللبنانيين والعرب في السجون الاسرائيلية في ظروف بالغة القسوة فهذا موضوع لا يرف له جفن جورج بوش ولا يعنيه على الاطلاق. هو الذي يدعم دولة الارهاب والقتل والاغتصاب والحروب فإنه رمز الحضارة، اما ان تأتي دولة كإيران او سوريا وغيرهما لتدعم حركات المقاومة التي تدافع عن أطفالها ونسائها وعرضها وبيوتها ومقدساتها في مواجهة أعتى قوة في الشرق الاوسط فهذه دولة داعمة للارهاب وتلك حركات إرهابية.
وفي الشق اللبناني، يقول ان إيران تعطل آمال اللبنانيين، وهذا افتراء وكذب. لقد تبين من استطلاعات الرأي ان أغلبية اللبنانيين تريد حكومة وحدة وطنية او حكومة انتقالية تُجري انتخابات نيابية مبكرة، فمن الذي يعــطل ذلك؟ إيران وسوريا، أم جورج بوش وكوندليسا رايس وديفيد ولش وأدوات هؤلاء.
وأكد انه من باب العدل والإنصاف ان بعض قوى الموالاة كانت ستقبل بحكومة شراكة وطنية لولا ضغط الادارة الاميركية التي تعتبر ان قيام حكومة الوحدة الوطنية او إجراء الانتخابات النيابية المبكرة هو ضرب وهزيمة للمشروع الاميركي والوصاية الاميركية وللتدخل في القرار السياسي اللبناني على كل صعيد.
وختم بالتأكيد انه ينظر الى مستقبل لبنان بتفاؤل وانه ليس قلقا ولا خائفا، لكن الامور تحتاج الى وقت، فمن يُرد ان ينقذ بلده من فساد مستشر ومن تمزق حاد ومن سيطرة متوحشة لبعض المجموعات الصغيرة على المال والاقتصاد، ومن يُرد ان يحفظ بلده في هذه المنطقة الحساسة من العالم، فإنه بحاجة الى جهد كبير ووقت وبذل طاقة وتعاون الجميع. واليوم في لبنان هذه الارادة متوفرة كما توفرت في المقاومة./انتهى/
تاريخ النشر: ١٤ يناير ٢٠٠٨ - ١١:٥٧
أكد أمين عام حزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله انه ينظر بتفاؤل الى مستقبل لبنان، واتهم الاميركيين وأدواتهم بتعطيل تشكيل حكومة وحدة وطنية او حكومة انتقالية تُجري انتخابات نيابية مبكرة.