تفيد الأنباء الواردة من بكين ان المسؤولين المشاركين في محادثات برنامج الأسلحة النووية في كوريا الشمالية، سيصدرون بيانا مشتركا بعد أكثر من ثلاثة أيام من المحادثات في العاصمة الصينية.

افادت بذلك وكالة مهر للانباء نقلا عن هيئة الاذاعة البريطانية ( بي بي سي ) وأضافت بان الانباء الواردة ذكرت أن البيان سيشمل تعهدا بجعل شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية والاتفاق على إجراء مزيد من المحادثات خلال أشهر معدودة.

لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت كوريا الشمالية قد وافقت على التخلي عن قدراتها النووية مقابل الحصول على مساعدات اقتصادية وضمانات أمنية.

وتشير آخر المعلومات  من الاجتماع أن اختتام الاجتماع قد تأجل بينما استمرت المفاوضات حول فحوى البيان.

وتطالب الولايات المتحدة بضرورة أن تتعهد بيونغ يانغ بتفكيك كل منشآتها النووية.

ويأتي تمديد المحادثات التي تجمع ست دول لمدة يوم آخر بعد أن اقترحت كوريا الشمالية وقف أنشطتها النووية مقابل "إجراءات متزامنة" من قبل الولايات المتحدة.

وطالب الشطر الكوري الشمالي واشنطن بالتخلي عن "سياستها العدائية" وتقديم ضمانات أمنية لبيونغ يانغ.

وأكدت جميع الأطراف المشاركة في المحادثات أنها ستواصل المباحثات التي تمخضت عن بعض الآمال في الوصول إلى تسوية.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، كولن باول، أمام لجنة الميزانية بمجلس الشيوخ بواشنطن: "هناك سلوك واعد تتمخض عنه هذه الاجتماعات ونأمل أن نتمكن من التحرك في الاتجاه الصحيح."

ولم يتضح بعد ما إذا كان العرض الكوري الشمالي يشتمل على وقف بيونغ يانغ لبرنامج تخصيب البلوتونيوم الذي اعترفت علنا بامتلاكه ومشروع تخصيب اليورانيوم الذي تتهمها الولايات المتحدة بامتلاكه.

ويرى محللون أن يكون العرض الكوري غير ذي جدوى إذا لم يكن المقصود منه وقف العمل في البرنامجين.

وأظهر الأمريكيون والكوريون الشماليون مزيدا من التعاون في هذه الجولة السداسية من المباحثات، إلا أن الشكوك مازالت تحيط بقدرة المباحثات على الوصول لنتيجة ملموسة بالرغم من دعوة الصين الدولة المضيفة للمباحثات الأطراف المشاركة لتحقيق تقدم على أرض الواقع.

وكانت الولايات المتحدة قد رفضت عرضا من كوريا الشمالية لتجميد برنامج تخصيب البلوتونيوم. وتنفي بيونغ يانغ علنا أنها تعكف على تخصيب مادة اليورانيوم.

وشدد مسؤول كوري شمالي على أن واشنطن ستتحمل المسؤولية بأسرها إذا فشلت المحادثات الجارية مشيرا إلى أن بلاده ستبذل أقصى طاقاتها لتضييق فجوة الخلاف بين الجانبين.

جدير بالذكر أن كوريا الجنوبية وروسيا والصين عرضت على بيونغ يانغ منحها مساعدات نفطية في محاولة لإيجاد مخرج للأزمة.

وقال ليو جيانشاو، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية: "رحبت كافة الأطراف بعرض كوريا الشمالية لوقف جميع أنشطتها النووية." وأشار جيانشاو إلى أن العرض مازال يخضع للدراسة.

وأدت المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها كوريا الشمالية إلى نقص حاد في الطاقة، فاقم منها قرار الولايات المتحدة بتعليق شحنات المساعدات النفطية إلى البلاد.

وقال لي سو هيوك، المسؤول بوزارة خارجية كوريا الجنوبية: "تقديم مساعدات الطاقة يتطلب من كوريا الشمالية تجميد نشاطها النووي كخطوة أولى تؤدي إلى تفكيك جميع برامجها النووية بطريقة لا يمكن معها إعادة تجميعها."

وكانت صفقة مماثلة قد أبرمت بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية عام 1994 إلا أن الاتفاق انتهى بعد أن قالت واشنطن في أكتوبر / تشرين الأول عام 2002 إن بيونغ يانغ اعترفت بامتلاك برنامج لتخصيب اليورانيوم.

/ انتهى / .