نقلت ذلك وكالة انباء مهر عن تقرير نشرته صحيفة الشرق الاوسط قالت فيه ايضا ان شارون وجد غالبية وزراء اليمين واعضاء الكنيست من الائتلاف الحكومي تعارض خطته. وهو يفضل ان يمررها قطعة قطعة، بحيث تبدأ بالقطاع.
ورأت بعض الاوساط هذا الاعلان عن التراجع بمثابة عملية ابتزاز للادارة الاميركية، حيث انه ترافق مع تسريبات اخرى من مكتب شارون قالت ان «عمق الانسحاب من الاراضي الفلسطينية سيكون بعمق الدعم الاميركي له». ويعني هذا التصريح ان شارون سيتقدم بسلسلة مطالب الى الاميركيين، كشرط لتطبيق الانسحاب، واهمها: دعم مالي كبير يعطى تحت عنوان «تعويض اسرائيل» عن الانتشار الجديد لقواتها وتفكيك معسكراتها وقواعدها العسكرية المقامة في جميع انحاء الضفة الغربية وقطاع غزة، اضافة الى عدد من المطالب السياسية التي طرحها الكيان الصهيوني من قبيل اعلان اميركي رسمي ان اسرائيل نفذت حصتها من التزامات خطة «خريطة الطريق» وانها انسحبت من قطاع غزة المحتل سنة 1967 بالكامل ولا يسمح للفلسطينيين او للجنة الرباعية ان تطرح عليها مطالب جديدة بهذا الشأن.
ومن اجل التأثير على الموقف الاميركي وشن الضغوط عليه، ينوي الجناح اليميني المتطرف في حكومة الكيان الغاصب للقدس تشديد رفضه ومعارضته لخطة شارون. وحتى وزير الخارجية، سلفان شالوم، رفض الاعلان عن تأييد الخطة. وعلل ذلك امس بالقول انه لا يوجد مكان للاستعجال حاليا. فالامور ليست ناضجة. والخطة ليست ملحة. وامامنا الآن فقط تطبيق «خريطة الطريق».
وجاءت اقواله هذه بعد ساعات من عودته ، قادما من مصر حيث عرض على الرئيس حسني مبارك ما قيا بأنه تفاصيل اساسية من الخطة.
من جهتها، اظهرت الادارة الاميركية اهتماما في مواقف قادة اليمين في الكيان الصهيوني خصوصا من حزب الليكود، فالتقى السفير الاميركي في تل ابيب، دانئيل كيرتز، مع عدد من الوزراء في الايام الاخيرة. ويقوم وزير الدفاع، شاؤول موفاز، بزيارة للولايات المتحدة يلتقي خلالها ليس فقط نظيره الاميركي، دونالد رامسفيلد، بل وكلا من نائب الرئيس ديك تشيني، ووزير الخارجية كولن باول، ومستشارة الامن القومي، كونداليزا رايس.
كما سيقوم بزيارة مماثلة، الوزير سلفان شالوم ايضا، في الاسبوع المقبل. وبالاضافة الى القضايا المرتبطة بالعلاقة بين البلدين، كل في مجال اهتمامه، سيبحث الاميركيون مع الوزيرين شالوم وموفاز ايضا في موقفهما من خطة شارون وكيفية تحريرها في الحكومة وفي الكنيست.
وكان من المفروض ان يعقد شارون اجتماعا، بعد غد، مع وزراء الليكود ونوابه في الكنيست، ليتحدث معهم لاول مرة عن خطته وتفاصيلها. الا انه طلب، امس، تأجيل الاجتماع اسبوعا آخر بدعوى ان قسما كبيرا منهم موجود في الخارج.
في هذه الاثناء كشف النقاب عن اقتراح جديد يتعلق بمستقبل المستعمرات والمستوطنات في قطاع غزة بعد الانسحاب الاسرائيلي من المنطقة واخلاء المستوطنين. والاقتراح هو انيبيع الكيان الصهيوني المستوطنات كما هي الى البنك الدولي. ولا تقبض الثمن في الوقت الحاضر بل تؤجل ذلك الى حين البحث في التعويضات للاجئين الفلسطينيين، عند بحث موضوع الحل الدائم. وعندها يتم تحويل المبالغ لتكون جزءا من حصة هذا الكيان في التعويضات لكن وزارة الدفاع الاسرائيلية لم تعط موافقتها للاقتراح، وقالت انها تفضل ان يتم نقل كل ما يمكن حمله من المستوطنات الى الكيان الصهيوني ، وهدم ما تبقى منها ومحو آثاره كما لو انها لم تكن. والسبب في ذلك هو ان بناء المستوطنات تم وفق خطط وبرامج عسكرية امنية سرية، وتفضل اسرائيل ان لا يتم كشفها.
الى ذلك واصل شارون امس محادثاته مع الوفد الاميركي الثلاثي حول خطة الفصل. واوضح بيان للحكومة ان «شارون عرض (اول من) امس ولمدة ثلاث ساعات ونصف الساعة المسائل المرتبطة بخطة الفصل هذه على الوفد الاميركي الذي يقوم بزيارة لاسرائيل لمدة 48 ساعة». واضاف ان «المحادثات بين الموفدين الاميركيين والفريق الاسرائيلي ستستكمل الجمعة».
/ انتهى / .