وافاد مراسل وكاله مهر للانباء ان العلامه فضل الله اشار خلال خطبتي صلاه الجمعه في جامع الامام الحسنين "ع" في ضاحيه بيروت الي الاوضاع المزريه في فلسطين قائلا ان حلقة الجرائم الإسرائيلية تتواصل ، في حركة الاغتيالات الوحشية المتتالية في الضفة الغربية، وفي الغارات المتقطّعة على غزة، إلى جانب الإعلان الصادر عن مسؤولي العدو في عزمهم على مواصلة العدوان على الشعب الفلسطيني، من دون أن يدفع ذلك السلطة الفلسطينية إلى حفظ ماء الوجه حتى في وقف التفاوض مع العدو.
واضاف العلامه فضل الله الى جانب ذلك، بدأ العدو بناء ألف ومائة وحدة استيطانية جديدة في القدس الشرقية المحتلة والضفة الغربية، الأمر الذي اعتبره المستوطنون إذلالاً للرئيس الفلسطيني الذي لا يملك أية ورقة عربية أو دولية للضغط على إسرائيل في المفاوضات حول إيقاف الاستيطان، لأنه من المسائل الاستراتيجية للامتداد الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية لضمّها الي الاراضي المحتله في المفاوضات النهائية بحجة حاجة الأمن الصهيوني إليها، أو استبدالها ببعض المناطق الصحراوية، في الوقت الذي يستهلك الرئيس الأمريكي ووزيرة خارجيته الحديث حول الدولة الفلسطينية، والإعلان عن التطمينات السياسية بإمكانية تحقيقها قبل انتهاء ولايته، والدعوة للطرفين بالوفاء بتعهداتهما في السعي نحو ما يسمّونه السلام..
واكد سامحه العلامه فضل الله أن أمريكا واللجنة الرباعية الدولية ــ ومعهما بعض الدول العربية ــ لم تضعا أية آليّة للوصول إلى النتائج الإيجابية الواقعية لتحقيق هذا الهدف، مما يجعل من الأسلوب الأمريكي وسيلة من وسائل اللعب على امتداد عنصر الوقت الضائع لمصلحة الكيان الصهيوني، واعتبار المفاوضات مسألة استهلاكية لا تحقق للفلسطينيين أية نتيجة على مستوى الأمن والسياسة..
واشار خطيب صلاه الجمعه في بيروت الي محاولات بعض الدول العربيه للتوسط من اجل تهدئه الاوضاع في فلسطين قائلا إذا كانت بعض الدول العربية تعمل على القيام بوساطة للتهدئة، فإن الإدارة الأمريكية تعمل على تعقيد أيّ طرح قد يساهم في هذا المسعى، باعتبار الخطة الأمريكية للإجهاز على حركة حماس وغيرها من الفصائل المقاوِمة، حيث لم ترَ وزيرة الخارجية الأمريكية التهدئة شرطاً في العودة إلى المفاوضات، كما أن الالتزام الأمريكي بالأمن الإسرائيلي، ولا سيما الموقف الأمريكي من عملية القدس النوعية، يمنع من إيجاد قاعدة سياسية أو أمنية أو إنسانية للشعب الفلسطيني في غزة.
ولذلك، فقد منعت الإدارة الأمريكية صدور أيّ قرار في مجلس الأمن لرفع الحصار الاقتصادي عن غزة، وهو ما يفاقم عذابات أهلها ويزيد من تجويعهم، وكأن هذه الإدارة المتوحشة قد أصدرت قرارها بالعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني كله ومن المؤسف أن الاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية لم تقم بأيّ ضغط على إسرائيل لرفع الحصار الظالم عن هذا الشعب المجاهد.
واكد أن الشعب الفلسطيني سوف يواصل جهاده من أجل استعادة وطنه وإنهاء الاحتلال، وسوف يتابع مسيرته بالرغم من مرور ستين عاماً على اغتصاب اليهود لأرضه وإقامة كيانهم عليها.
ودعا الفصائل الفلسطينيه الي التعاون قائلا :على كل فصائل هذا الشعب أن تتكامل وتتعاون وتتوحَّد وتتابع خط المواجهة، في انتفاضة وراء انتفاضة، وقصف يتبع قصفاً، حتى تمنع هذه الدولة الغاصبة من الأمن والاستقرار، لأنها لن تعطيهم شيئاً بالمفاوضات، فالإستراتيجية الإسرائيلية تلعب على عامل الزمن في الزحف على الأرض وإبادة الإنسان، وتحريك حالة اليأس في النفوس، حتى لا يبقى هناك أمل في المستقبل للدولة الفلسطينية الحرّة المستقلة.
وفي المشهد الأمريكي، فقد أقدم الرئيس بوش على خطوة أسقط معها كل القيم الحضارية التي يتغنّى بها ويبشّر العالم بأنه سوف ينشرها، حيث استخدم حق النقض ضد قانون يمنع أجهزة الاستخبارات من استخدام أساليب التعذيب التي حرّمها الجيش الأمريكي، مثل الإيهام بالغرق، لدى استجوابها المشتبه فيهم بأنهم إرهابيون، في الوقت الذي يعرف الجميع أن المنطق القانوني الحضاري في العالم لا يقيم وزناً للاعترافات التي تحصل عليها أجهزة الاستخبارات من أيّ موقوف تحت التعذيب، لأنها أُخذت بالإكراه.
واضاف : إن هذا القرار الوحشي يُظهر بشكل حاسم وواضح الطبيعة العدوانية التي يحملها هذا الرئيس الذي قلنا عنه يوماً بأنه "شيطان ساذج"، وهو ما سيكتبه له التاريخ بأنه الرئيس الذي أسقط كل الأعراف والقيم الإنسانية ولعل العالم كله يعرف أن المؤسسة العسكرية الأمريكية بجيشها واستخباراتها كانت ــ ولا تزال ــ تمارس تعذيب السجناء بعيداً عن القوانين الأمريكية، لأن التعليمات الصادرة عن رؤسائهم تبيح لهم ذلك، لا بل تشجّعهم على ممارسته، وهو ما كشفت عنه الفضائح اللاإنسانية في السجون الأمريكية في العراق، والتي وصل فيها مستوى التعذيب إلى قتل المعتقلين بدم باردوهذا ما ينبغي للشعوب والدول أن تفهمه جيداً، ولا سيما بعدما واكد العلامه فضل الله ان الإدارة الأمريكية اقدمت على نقل بعض المتهَمين لديها إلى سجون عربية أو أوروبية تبرر استعمال الأساليب الوحشية للتعذيب، حتى لا تتعرّض أمريكا لأيّ انتقاد داخلي بأنها خرقت القانون في ذلك، الأمر الذي تتحوّل معه مطالبة الإدارة الأمريكية لهذه الدول باحترام حقوق الإنسان إلى ما يشبه النكتة السمجة.
واضاف انه من جانب آخر، فقد قرر الرئيس الأمريكي إيفاد نائبه "تشيني" إلى الشرق الأوسط، بحجة تقديم تطمينات بشأن التزام واشنطن بالعمل لتطبيق اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إضافة إلى ترويجه المستمر لما يزعمه من خطر إيران، إلى جانب عنوان النفط الذي يُراد له أن يتحوّل إلى سلاح ضد العرب والمسلمين وقضاياهم، لتتحرك أسعاره وفق المصالح الأمريكية.
ووصف العلامه فضل الله الرئيس الاميركي بانه رجل دموي يتصف بالرغبة في إثارة الحروب في المنطقة العربية والإسلامية، قائلا انه يتحرك بخطته في تعقيد العلاقات بين إيران وجيرانها من دول الخليج الفارسي إضافة إلى إرباك العلاقات العربية الأخرى كمصر والأردن مع إيران.
وحول الضغط على دول "أوبك" من خلال رفع بعض الدول العربية سقف إنتاجها النفطي قال العلامه فضل الله ان هذه الضغوطات تمثل الخطة التي تتحرك من أجل إضعاف الاقتصاد العربي والإسلامي وبعض دول أفريقيا وأمريكا اللاتينية لحساب الاقتصاد الغربي ولا سيما الأمريكي، وقد تعوّد بعض هؤلاء على الخضوع لهذا الضغط الأمريكي.
وتطرق الي الاوضاع في لبنان قائلا إن المشكلة في لبنان تكمن في عدم التوصل إلى توافق بين الفرقاء على ساحته ناتج عن فقدان الإرادة السياسية في صنع التسوية، وليس فقدان الأفكار الجديدة، إضافة إلى فقدان الثقة بين الأطراف وما يرافق ذلك من اتهامات متبادلة بنوع من سوء النيّة وحراسة الفراغ الرئاسي من أجل مصالح فئوية، أو الخضوع لأمر عمليات دولي أو إقليمي وإذا كان التأجيل من وقت لآخر هو القرار الذي تفرضه الأزمة الداخلية في غياب التوافق السياسي، فإن انتظار الجميع للقمة العربية قد يحرّك بعض الخطوط العربية في صراعات العلاقات العربية في عناوينها الشخصية تارة والدولية أخرى.
واضاف العلامه فضل الله أن المبادرة العربية انطلقت من إجماع داخل الجامعة العربية، لكن الواقع أن هذه المبادرة خرجت من أزمة النظام العربي، وجرى التعامل معها من زاوية المصالح القِطْرية للأنظمة، لا من باب الرؤية الاستراتيجية للأمن القومي العربي والاستقرار في النظام الإقليمي، لأن أكثر العرب قد ابتعدوا عن الاستراتيجية القومية وأخذوا بالخصوصيات المعقّدة للأشخاص المسيطرين على الواقع العربي./ انتهي /
تاريخ النشر: ١٤ مارس ٢٠٠٨ - ١٩:٢٥
قال المرجع الديني العلامه فضل الله خلال خطبتي صلاه الجمعه في بيروت ان الرئيس الاميركي جورج بوش يتحرك بخطته في تعقيد العلاقات بين إيران وجيرانها العرب .