الزيارة التي قام بها وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى طهران تأتي في توقيت تمر به المنطقة وبالتحديد لبنان وفلسطين والعراق في مرحلة حرجة تتطلب اجراء المزيد من المشاورات بين طهران ودمشق.

فحينما يعد مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد ولش الشعب اللبناني بصيف ساخن فهو يدرك تماما ما تضمره اسرائيل واميركا للمنطقة لجر هذه المنطقة المتوترة اصلا الى متاهات لا يعرف احد مدى عواقبها الا صناع القرار في اميركا.
وكان مؤتمر دول الجوار للعراق الذي عقد في الكويت والذي تطرق ايضا الى موضوع الانتخابات الرئاسية في لبنان يعتبر انطلاقة لتدويل الشأن اللبناني وابعاد الاستحقاق الرئاسي عن سياقه الداخلي لتمهيد الارضية للتدخلات الاميركية الامر الذي اثار حفيظة ايران وسوريا لان الانطباع السائدلدى البلدين هو ان المخرج الوحيد للازمة اللبنانية يكمن في انتخاب رئيس توافقي دون املاءات خارجية.
كما ان تحليل التصريحات الاستفزازية التي ادلى بها ديفيد ولش في لبنان يتطلب دراسة متأنية من قبل طهران ودمشق اللتان معنيتان بكل معنى الكلمو بأمن لبنان واستقراره ووضع آليات مناسبة لمساعدة الشعب اللبناني على انتهاج لغة الحوار رغم الخلافات الموجودة بين الاطياف السياسية في هذا البلد.
ففي الشأن العراقي استطاعت ايران وسوريا خلال مؤتمر دول الجوار في الكويت ان تضعان بنودا في البيان الختامي تدعو الى ضرورة وضع جدول زمني لخروج قوات الاحتلال من العراق وتعزيز الوحدة الوطنية وتسليم امن العراق الى الحكومة العراقية.
وفيما يتعلق بالوضع الراهن في فلسطين وما يتعرض له اهالي غزة الصامدة من اعتداءات للجيش الصهيوني فان ايران وسوريا كرستا كل جهودهما السياسية والاعلامية لفك الحصار الجائر المفروض ضد سكان غزة ولكن عدم مسايرة بعض الدول في المنطقة في اتخاذ موقف موحد ضد اعتداءات اسرائيل عرقلت هذه المساعي.
ومن هذا المنطلق فان الاحداث المتسارعة في المنطقة والمشروع الصهيوني الساعي الى القاء ازماته الامنية والسياسية خارج الاراضي المحتلة سيما وان الكيان الصهيوني يلعب حاليا في الوقت الضائع بسبب التنافس المحموم بين مرشحي الحزبين الديموقراطي والجمهوري لكسب دعم اللوبي الصهيوني اعطت اهمية بالغة لزيارة وزير الخارجية السوري الى طهران.
فاذن هذه الزيارة التي جاءت من منطلق النظرة الواقعية لدى القيادة الايرانية والسورية الرامية الى ضرورة ابعاد شبح الحرب عن لبنان وتطويق المشروع الصهيوامريكي سوف تسفر الى وضع استراتيجية متكاملة بين طهران ودمشق والقوى الخيرة في لبنان وهذه الاستراتيجية ليست موجهة ضد اي تيار سياسي آخر في هذا البلد بل تصب في مصلحة الشعب اللبناني بكل اطيافه لان التجارب الماضية اثبتت ان كل ما ابتعد لبنان عن محيطه الاقليمي يصبح اكثر عرضة للتهديدات الخارجية.
فليس لسوريا وايران اي مصلحة في بقاء لبنان على وضعه الراهن لان قوى الشر وعملائها في لبنان هي المستفيدة من توتير الاوضاع في لبنان ودور ايران وسوريا يندرج في مواجهة هذه القوى وابعادها عن الساحة السياسية في لبنان واحباط المخطط الاميركي الذي وعد الشعب اللبناني بصيف ساخن.
       حسن هاني زاده - خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء