رغم أن مبادرات الإصلاح العربية كانت من أهم البنود على جدول أعمال القمة واعتراف بعض وزراء الخارجية العرب بوجود خلافات كبيرة بينهم بشأن وتيرة تطبيق الإصلاحات فإن هذه لم تكن نقطة الخلاف الوحيدة بين الدول العربية.

جاء ذلك في تقرير وكالة انباء مهر نقلا عن المعلومات التي نشرتها هيئة الاذاعة البريطانية الـ BBC ، واضاف التقرير بأنه يتردد الآن أن هناك تحفظات سورية لبنانية فلسطينية على مبادرة الإصلاح التي طرحتها مصر والأردن، قائلين إنه يجب تسوية النزاع العربي- الإسرائيلي أولا وإنهاء احتلال الأراضي العربية قبل الحديث عن الإصلاح لأن استقرار المنطقة ضروري لتطبيق الإصلاحات.
كما نشب خلاف بين سورية وليبيا بشأن طلب ليبيا إدراج بند يدعو الدول العربية إلى أن تحذو حذوها في التخلي عن أسلحة الدمار الشامل، وهو ما اعترضت عليه سورية مطالبة بأن تكون الدعوة موجهة لجميع دول الشرق الأوسط بما فيها الكيان الصهيوني .
وفسر مراقبون غياب الأمير عبد الله ولي العهد السعودي عن القمة بسبب اعتراضه على تمييع وثيقة العهد التي طرحها الأمير لإصلاح الجامعة العربية ، في حين يقول آخرون إن غيابه يرجع لقناعة سعودية بأن اعادة طرح مبادرة السلام العربية، وهي مبادرة سعودية في الأساس في ظل الظروف الراهنة لن تؤدي إلى نتيجة.
وكان الكثير من المراقبين قد اتفقوا على أن القمة لن تخرج بأي قرارات قوية سواء فيما يتعلق بالقضيتين العراقية والفلسطينية أو فيما يتعلق بمبادرات الإصلاح السياسي الداخلية.
لكن كانت هناك توقعات بأن تخرج القمة ببعض القرارات البيروقراطية أو ما اصطلح البعض على تسميتها بقرارات الحد الأدنى من الاتفاق من أجل تونس.
وما بين العرض المصري باستضافة القمة والترحيب الذي لقيه من بعض الدول العربية وبين إصرار تونس وتمسكها بعقد القمة على أراضيها فإن مستقبل القمة أصبح الان أكثر غموضا.
فقد أصدرت وزارة الخارجية التونسية بيانا تؤكد فيه تمسكها بحقها في احتضان القمة وتدعو مجلس جامعة الدول العربية للانعقاد في أقرب وقت ممكن للنظر في مسألة تقريب وجهات النظر وإنجاح القمة.
وقال البيان إن تونس "تستغرب تجاهل بعض الجهات للأسباب الحقيقية لقرار تأجيل القمة العربية"، والتي تقول إنها بسبب "تباين عميق للمواقف حول مسائل جوهرية تتعلق بمستقبل الأمة العربية".
وأضافت أن محاولة تغيير مكان القمة يعد تغييبا للأسباب الحقيقية الكامنة وراء قرار التأجيل.
وكانت تونس قد ذكرت في بيان صدر عقب قرار إلغاء القمة إن أسباب إلغاء القمة كان بسبب اعتراض بعض الدول العربية على مسودة مشروع للاصلاحات السياسية تقدمت بها تونس ونادت فيها "بتمسك العرب بقيم التسامح ومبدأ الحوار بين الحضارات وتأكيد رفضهم للإرهاب والتطرف في إطار التعاون والتضامن الدوليين للقضاء على أسبابها."
وجاء البيان التونسي بعد أن أعلنت مصر في بيان رئاسي استعدادها لاستضافة القمة العربية في اقرب وقت ممكن ، وترحيب البحرين بهذا الاقتراح.
وقالت مصادر مطلعة لبي بي سي إن الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي أعلن عدم مشاركته في قمة تونس سيشارك في هذه القمة التي دعت إليها القاهرة. وقالت البحرين إن الملك حمد سيتوجه بالفعل إلى القاهرة غدا.
وعلى الرغم من إعلان بعض الوفود العربية المشاركة في الاجتماعات عن احترامها للقرار التونسي فإن بعضها الآخر لم يتمكن من إخفاء استيائه من تأجيل القمة.

/ انتهى / .