استعرضت موسكو الجمعة صواريخها النووية ودباباتها في الساحة الحمراء للمرة الأولى منذ انتهاء العهد السوفياتي, وحذر الرئيس الروسي الجديد ديميتري مدفيديف الجمعة من نشوب "نزاعات مسلحة" نتيجة "طموحات غير مسؤولة".

 وأفادت وكالة مهر للانباء نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية ان ثمانية آلاف جندي شاركوا في العرض العسكري, وتتالت بعد ذلك الاسلحة الثقيلة ومن بينها صواريخ توبول - ام البالستية ودبابات تي -90 وحلقت المقاتلات فوق منطقة العرض.
 وحذر مدفيديف في أول عرض عسكري يشارك فيه بوصفه رئيسا للبلاد, من "الطموحات غير المسؤولة " التي قال انها يمكن ان تؤدي الى نشوب حروب في قارات بأكملها.
 وفي هجوم على السياسة الاميركية الخارجية والدعم الغربي لاستقلال كوسوفو, انتقد مدفيديف "نوايا التدخل في شؤون الدول الأخرى خاصة إعادة ترسيم الحدود ".
 ووقف الى جانب مدفيديف سلفه فلاديمير بوتين الذي اصبح منذ الاربعاء رئيسا للوزراء , تحت الشمس الساطعة امام قبر لينين الذي ظهرت صورته على لوحة خلفية عملاقة كتب عليها كذلك تاريخ 9 ايار/ مايو 1945.
 ويعكس العرض العسكري الذي يقام في الذكرى الـ 63 لهزيمة المانيا النازية في الحرب العالمية الثانية, تزايد جرأة موسكو بعد ثماني سنوات من حكم بوتين الذي وضعت سياساته المتشددة روسيا على طرفي نقيض مع العواصم الغربية.
 ويعد مدفيديف (42 عاما) الذي تولى الرئاسة الاربعاء, حليفا مقربا من بوتين وعمل مساعدا له على مدى العقدين
الماضيين.
 وفي وقت سابق اكد بوتين ان العرض العسكري "ليس تهديدا بالقوة " ولكنه "اثبات لقدراتنا الدفاعية المتنامية ".
 ويأتي العرض غداة اعلان واشنطن الخميس ان موسكو طردت ملحقين عسكريين اميركيين.
 ووصف وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الخميس تلك الخطوة بأنها "رد طبيعي " على طرد واشنطن لجاسوس روسي.
 والثلاثاء انتقد جيف موريل المتحدث باسم البنتاغون بشدة العرض العسكري في موسكو وقال "اذا ارادوا ان يخرجوا معداتهم القديمة ليجربوها, فبإمكانهم ان يقوموا بذلك ".
 ويتصاعد التوتر بين روسيا واميركا خصوصا بشأن جورجيا الموالية للغرب والتي تتلقى دعما اميركيا للانضمام الى حلف شمال الاطلسي.
 وبثت محطات التلفزيون عروضا عسكرية لجنود روس في مختلف مدن البلاد وأعادت في وقت سابق عرض افلام عن الحرب العالمية الثانية.
 وحضر الاستعراض قدامى الحرب تزين صدورهم الأوسمة العسكرية فيما ارتدى بعض الجنود الشباب الزي العسكري الذي كان مستخدما في الحرب العالمية الثانية وحملوا البنادق القديمة وزينت خوذاتهم بالنجوم الحمراء.
 وتطلب عرض الاسلحة الروسية الضخمة في العاصمة موسكو بعد توقف استمر 18 عاما, استعدادات هائلة, فقد اعيد رصف شوارع الساحة الحمراء استعدادا لسير الدبابات وغيرها من العربات التي تحمل المعدات الثقيلة عليها.
 وذكرت صحيفة "كومرسانت " انه جرى تقوية انفاق قطارات الانفاق للحيلولة دون انهيارها, وتم نشر 12 طائرة حربية لتنقية سماء موسكو من اي غيوم باستخدام تكنولوجيا تحويل الغيوم الى مطر./انتهى/