واضاف ابو عماد الرفاعي في مقابله خاصه مع مراسله وكاله مهر للانباء ان التمسك بالمقاومة وبالعمليات الإستشهادية وباطلاق الصواريخ على مستوطنات العدو، ضمن مسيرتنا الجهادية ضد الاعداء الذين يحتلون ارضنا ويدنسون المقدسات، خصوصاً ان جدوى الصواريخ قادرة على فرض توازن الرعب هذا، وامتلاك زمام المبادرة.
وحول اسباب اختيار فلسطين وطناً قومياً لليهود ولاسيما بإعطائها بعداً دينياً قال ممثل حركه الجهاد الاسلامي في لبنان بداية لا بد من الإشارة إلى أنه لا يمكن الإجابة عن هذا السؤال دون الأخذ بعين الاعتبار العامل الديني والأطماع الاستعمارية بأبعادها الجغرافية السياسية في اختيار فلسطين وطناً قومياً لليهود.
واضاف ان هذه الأبعاد في الحقيقة أثرت وبشكل كبير في توجهات قادة الفكر والدين والسياسة للامبراطورية البريطانية، القوة التي أتاحت للمشروع الصهيوني فرصة التبلور.
وقد مثلت الأبعاد الدينية والأطماع الاستعمارية للمشروع الغربي أهم عوامل اندفاعه نحو فلسطين وتحالفه مع الحركة الصهيونية.
فالمشروع الصهيوني "مشروع استيطاني" تبلور في "اللاهوت البروتستانتي" الغربي انطلاقاً من الفكر الأسطوري حول "رؤيا يوحنا" وعودة المسيح -عليه السلام- ليحكم الأرض ألف سنة سعيدة، الذي جعل من جمع اليهود وحشرهم في فلسطين، وتهديم القدس وإقامة الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى ومن ثم تحقيق العلو والهيمنة الصهيونية ديناً يتدين به البروتستانت في الغرب.
وقد حدث التبشير بهذا المشروع الديني بين الجماعات اليهودية فتلقفته الصهيونية كحركة قومية عنصرية وكذلك الإمبريالية الغربية إبان زحفها على الشرق الإسلامي، وبحثها عن أقليات توظفها في المشروع الاستعماري.
لكننا بالرغم من هذا كله لا يمكن أن نتحدث عن البعد الديني فقط لأنه لا يكفي لتفسير اختيار فلسطين وطناً قومياً لليهود.
فطوال القرن التاسع عشر، كان هناك مجموعة من القضايا الأساسية شغلت العالم آنذاك والدول الكبرى خصوصاً، أبرز هذه القضايا هو صعود الظاهرة الوطنية في أوروبا.
واضاف ان القضية الثانية هي قضية التسابق والتنافس على المستعمرات بين الإمبراطوريات الثلاثة في ذلك الوقت، بريطانيا وفرنسا وروسيا. والقضية الثالثة هي المسألة الشرقية وتتمثل بشكل أساسي بالتربص في إرث الخلافة العثمانية من قبل الدول الكبرى.
أما المسألة الأخيرة التي نود أن نشير إليها هي ما سميت "بالمشكلة اليهودية" آنذاك، والتي كانت نتيجة لصعود الظاهرة القومية في أوروبا والتي انعكست على اليهود الذين تعرضوا بين الفينة والأخرى لعمليات الإبادة المنظمة. هذه كانت مجموعة من الإشارات والمقدمات التي استطاع نابليون بونابرت الفرنسي خلطها وتوليفها وتوظيفها بما يتناسب مع مصالح ومقاصد امبراطوريته مستغلاً بالدرجة الأولى الظاهرة الوطنية في إيقاظ الوعي اليهودي ودفعه باتجاه التفكير في حق تقرير المصير، وقام باللعب على الوتر الديني وأساطيره ليجعل من فلسطين وطن اليهود "الموعود" و"المختار".
وبذلك يكون نابليون قد وضع حجر الأساس لامبراطوريته في قلب أملاك الخلافة العثمانية من أجل الانطلاق أو البدء في عملية السيطرة على إرثها وتركتها الكبيرة. فكان نداء نابليون الشهير الذي وجهه "للإسرائيليين" داعياً إياهم بالنهوض والمسارعة لاستعادة حقوقهم ومكانتهم بين شعوب العالم طبقاً لعقيدتهم واصفاً إياهم بـ"ورثة فلسطين الشرعيين".
واكد ممثل حركه الجهاد الاسلامي ان حتى عندما دحرت بريطانيا نابليون لم تتخلى هي عن هذه الاستراتيجية الاستعمارية، ولا مبرراتها التي ترى فيها فرصة لزرع هذا الكيان الغريب للفصل بين مصر وسوريا ولاحقاً السيطرة على كل المنطقة التي كانت واقعة تحت الحكم العثماني، وهكذا اتضحت قواعد اللعبة أكثر فأكثر وبات هناك تزاوج بين الفكر الاستعماري والفكر الصهيوني، ليلتقيا على فلسطين التي شكلت كلمة السر في المشروع الغربي الاستعماري. وبهذا تكون الدول الكبرى تخلصت من اليهود والمشكلة اليهودية، وضمنت السيطرة على الموقع الاستراتيجي لفلسطين بين القارات وخلق حاجز بين مصر والمشرق يحول دون توحد الأمة، وأخيراً تحقيق وحماية المصالح الغربية في المنطقة عبر الإستفادة من الكيان الغريب عن دول المنطقة.
وحول كيفيه مواجهة مشاريع ومخططات الصهيونية قال ابو عماد الرفاعي لا شك أن المشروع الصهيوني بوضعه الحالي يشكل ذروة تمام الشر، وهو خطر داهم ومتربص ليس بفلسطين فحسب بل بكل الأمة العربية والاسلامية، وخصوصاً أن دوره الوظيفي في إرهاب شعوب المنطقة والحؤول دون نهضتنا هو أحد أهم مبررات وجوده، وبهذا فبالتأكيد أن مواجهة هذا الشر المطلق يقع بالدرجة الأولى على عاتق الأمة الاسلامية كلها، التي من الواجب عليها الانخراط في المقاومة المسلحة، ودعمها بشتى الوسائل والامكانات.وتطرق ابو عماد الرفاعي عن الاستراتيجيه التي من شانها ان تفرض التوازن في مواجهه الهيمنه الصهيونيه قائلا: اعتماد المقاومة قاعدة صناعة الرعب للعدو لفرض التوازن في مواجهة القوة وتقنية السلاح التي يمتلكها العدو، والرعب الذي يضعف الروح المعنوية للعدو يعتبر الركيزة الأساسية لصناعة النصر والتحرير.
وخصوصاً ان ميزان القوة يفرض هذا الخيار كونه اثبت بالوقائع فعاليته في تغيير قواعد المواجهة وفرض وقائع لا يمكن تجاهلها. وهذا يعني أن تتمسك المقاومة بالعمليات الإستشهادية وباطلاق الصواريخ على مستوطنات العدو، ضمن مسيرتها الجهادية ضد الاعداء الذين يحتلون ارضنا ويدنسون المقدسات، خصوصاً ان جدوى الصواريخ قادرة على فرض توازن الرعب هذا، وامتلاك زمام المبادرة.
واضاف ان نشر الوعي وثقافة المقاومة والجهاد في مواجهة ثقافة الاستسلام التي يتم الترويج لها في محاولة لتزييف الوعي واختراق صمود شعبنا في مواجهته للمشروع الصهيوني، وهذا يتطلب صياغة مشروع متكامل لفكر المواجهة يتناول الجوانب كافة في ميادين الصراع وساحات المقاومة، وان يتم ترسيخ ثقافة الاستشهاد في أجيال الأمة لحماية هذا المشروع واستمراريته، كذلك فضح الفكر العنصري الصهيوني، ونشر الوعي بأبعاده الخطرة أكانت سواء على المستوى العقدي ام على المستوى السياسي والاقتصادي أم غير ذلك، لأن معرفة العدو هي الخطوة الأولى في مسار المواجهة والردع.
وشدد ممثل حركه الجهاد الاسلامي علي ضروره المحافظه علي الوحده الاسلاميه قائلا:تبني النهج الوحدوي للامة الاسلامية في الفكر والممارسة وتأصيله وبالتالي رفض ومواجهة أي طرح لتقسيم الامة وبث روح الفرقة فيها سواء بالطائفة أو بالمذهب أو بالعرق أو بالإطار الحزبي او غيره.
لان العدو الصهيوني ومن ورائه الغرب يخطط من أجل ضرب الوحدة في الإطار الديني والقومي والوطني ضمن السياسة القديمة الجديدة التي ابتكرها المستشرق الصهيوني "برنارد لويس" عندما تحدث عن ضرورة تفتيت العالم الإسلامي بأسره إلى ذرات طائفية وعرقية واثنية ولا زال اعداء الامة لليوم يعملوا على احيائها من خلال ما يسمى بمشروع الشرق الاوسط الكبير الذي تكون فيه اسرائيل دولة مهيمنة على مجموعة من الدولة المفتتة والمتناحرة.
وحول مدي نجاح النضال الفلسطيني في افشال المشاريع الصهيونيه قال ممثل الجهاد الاسلامي في لبنان لا بد ان نعرّف ما هي المشاريع الصهيونية الاستعمارية كمدخل لتقييم نجاح النضال الفلسطيني في محاربته وافشالة. فالمشروع الصهيوني نجح في احتلال فلسطين واقامة كيانه، لكن في الجانب الاخر فشل في تثبيت هذا الكيان للقيام بدوره في التوسع وإستعمار المنطقة وتطويعها، فالمعروف ان المشروع الصهيوني لا يقف عند حدود فلسطين التاريخية وان كان اليوم وبفضل قوى المقاومة الحية محصوراً ضمن هذا الاطار.
النظام العربي الرسمي استقال من الصراع عندما وقعت مصر معاهدة سلام مع الكيان الصهيوني، وعندما نقيم مشروع المقاومة يجب ان نأخذ هذا بالحسبان فالشعب الفلسطيني بقي مع قلة قليلة في العالم العربي يدافع عن الامة كلها في مواجهة المشروع الصهيوني، بالطبع هذا الحديث يدفعنا لتقييم مشروع المقاومة من خلال الدور المنوط بها، وهل المطلوب من المقاومة هو تحرير فسطين وازالة الكيان الصهيوني؟ وهنا سنتركز بالحديث على المقاومة في فلسطين. وباعتقادي ان ميزان القوة الراهن لا يسمح بهذا الدور بل ان دور المقاومة ليس القضاء على "اسرائيل" بل هو دور الامة مجتمعة.
أما دور المقاومة الفلسطينية التي وبالتأكيد استطاعت تحقيق العديد من الانجازات التي تمت مراكمتها عبر مسيرة الصراع بدءاً من الثورة الفلسطينية مع بداية السبعينات والتي خرجت من القمقم العربي وأثارت الحماسة في قلوب الشعوب وأطلقت شعلة النضال ضد المشروع الصهيوني ثم ما لبثت وبضغط رسمي أن تعود لتوقع اتفاقات أزاحتها من الصراع لتتسلم الراية الحركة الاسلامية في فلسطين ممثلة بشكل أساسي بحركتي الجهاد الاسلامي وحماس. واذا ما رصدنا النجاحات التي توصلت اليها المقاومة الفلسطينية، نستطيع ان نؤكد انها قدمت نماذج واقعية عديدة اثبتت من خلالها زيف الاسطورة الصهيونية التي كانت سائدة في الماضي حول استحالة القضاء على هذا الكيان، وقد تعززت هذه الحقائق بعد سلسلة الهزائم التي مني بها العدو الصهيوني سواء في فلسطين عبر اجبار الصهاينة الخروج من غزة وتفكيك مستوطناته او في جنوب لبنان عندما خرج وهو يجرجر ذيول الهزيمة، لتشكل هذه الانتصارات العنوان الابرز الذي حطم كبرياء العدو وبرهن على عجزه وفشل جيشه الذي طالما صور على انه لا يقهر، وفكك أيضاً مشروع دولة إسرائيل الكبرى التي كانت تنص على أن اسرائيل هي من الفرات الى النيل.
وصحيح ان المقاومة لم تنجح في ازالة هذا الكيان الجرثومي الجاثم على صدر الامة – وليس هذا دورها كما سبق واشرنا- الا انها استطاعت ان تشكل جبهة استراتيجية مع باقي قوى المقاومة في المنطقة اعادت التوازن الى الصراع.
وبمعنى اخر فان المقاومة الفلسطينية بما وصلت اليه اليوم، استطاعت بما لا يقبل الشك ان تمنع تمدد المشروع الصهيوني وهيمنته على الامة ومقدراتها وبالتالي تحقيق مبررات وجوده كقاعدة متقدمة للاطماع الاستعمارية الغربية في المنطقة، إنما ساهمت في انحساره وانكفاءه كمقدمة لازالته والقضاء على وجوده وهي بذلك تؤدي دورها في الدفاع عن الامة ومواجهة المشروع الصهيوني.
وبشان الواقع العربي الراهن بعد ستين عاما من النكبه قال ابو عماد الرفاعي ان النكبة فرصة مناسبة للوقوف على الواقع العربي الذي نعيشه بكل ارهاصاته وملابساته، فاليوم وبعد ستين عام من عمر الصراع، ماذا فعل العرب هل استطاعوا تحقيق هدف التحرير، هل استطاعوا حل مشكلة اللاجئين او تحرير القدس، هل تخلصوا من الخطر الصهيوني؟! او استطاعوا وقف شلال دم الذبح الفلسطيني؟! للاسف لا، ليس لانهم عاجزون او لان ميزان القوة لا يسمح – كما يروج له البعض- بل لان طبيعة هذه الأنظمة وتركيبتها وركائزها الاجتماعية ومصالحها وتحالفاتها الداخلية باتت تتطابق وتتوافق مع المشروع الصهيوني والهيمنة الأمريكية على المنطقة، حيث انتقل النظام العربي بمجمله من ارضية المقاومة والتحرير كعنوان سابق، إلى أرضية التبعية والانفتاح والارتهان السياسي كعنوان جديد، بعبارة أخرى لم تعد القضايا العربية، والقضية الفلسطينية بالذات، تمثل صراعا مصيريا لا يقبل المصالحة بل تحول التناقض الأساسي إلى شكل آخر أشبه بالتوافق العربي الرسمي مع المشروع الصهيو أمريكي ووصل النظام الرسمي العربي إلى حالة تعبر عن انتفاء الوعي لحقيقة وابعاد الصراع.
لقد باتت اشكالية واقع النظام الرسمي العربي إشكالية عميقة، بسبب اتساع حجم وقوة الضغوط العدوانية الأمريكية/الصهيونية، فان العالم العربي، بواقعه الراهن غير قادر على ادارة الصراع مع العدو الصهيوني، وغير قادر على التصدي لمشروعه، عام 73 حقق العرب انتصاراً جزئياً على هذا الكيان، لكن سرعان ما تم افشاله واجهاضة بتوقيع مصر معاهدة كامب ديفد الشهيرة التي اسست للواقع الذي يتحرك داخله النظام العربي اليوم، والنتيجة كانت واضحة: انحدار سياسي رهيب، حتى وصلنا الى اتفاق اوسلو المشؤوم الذي اسقط جزء مهم من الشعب الفلسطيني من الحسبان وتنازل عن اكثر من 80% من الارض الفلسطينية.
واليوم لم يعد هناك اية مصلحة قائمة في إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية واسترجاع القدس ولم تعد تشكل أية أولوية في السياسات العربية.
أن الدول العربية التي قررت رسميا الانسحاب من المواجهة أقرت بالتخلي عن خيار اللجوء إلى القوة وتبني سياسة المفاوضات التي تراهن على الولايات المتحدة لانتزاع ما يمكن انتزاعه من إسرائيل، وهي لا تزال تراهن عليها اليوم ولن تراهن على غيرها في المستقبل. وهذا الرهان يعني أيضا أنها تخلت عن انتزاع حقوقها بنفسها أو أعلنت عجزها عن ذلك. إن الكيان الصهيوني, بالرغم من كل التهديدات والمخاطر التي يمثلها, ليس للشعب الفلسطيني فحسب ولكن للشعوب العربية جميعا, لم تعد اولوية في المواجهة عند النظم العربية، ولم تعد أيضا مصدر القلق والخطر الرئيسي في نظر النخب العربية الرسمية.
والسبب ان بعض العرب والفلسطينيين توهم بان هناك حل سلمي يمكن أن يعيد لنا حقنا. متجاهلين الفجوة في ميزان القوة الذي لا يسمح بذلك، ومتجاهلين طبيعة ووظيفة هذا الكيان الذي يعتبر الارض الفلسطينية ارضه او من حقه وحده الاستيلاء عليها بالارهاب او شراء الوقت عبر المفاوضات، عندما اعترف العرب بما يسمى باسرائيل، سقطت كل المحرمات التي تخص الصراع، لا بل تحول الصراع برمته من صراع عربي اسرائيلي الى صراع بين الفلسطينيين والصهاينة واصبح النظام العربي شاهد زور على جرائمه الاحتلال، او حتى حكماً نزيها بين المتنازعين!
ان العرب جربوا طريق السلام فهل غيرت إسرائيل عقيدتها واستراتيجيتها في التعامل مع العرب والفلسطينيين هل نجح منطق الاستسلام في انتزاع الحق من العدو الصهيوني المددج بالترسانات، في اعتقادي ان الواقع العربي ساهم بشكل اساسي ولازال في انعاش المشروع الصهيوني وللاسف بدلاً من مقاومة هذا المشروع وصلنا الى اليوم الذي اصبح فيه الوجود الصهيوني حاجة للنظام العربي الرسمي.
وحول اذا ما كانت القضيه الفلسطينه تشكل القضيه الاساسيه للامتين الاسلاميه والعربيه ام لا قال ممثل الجهاد الاسلامي في لبنان اولاً لا بد التمييز بين المبدأ الثابت وما نعيشه اليوم واقعاً، صحيح ان الشعب الفلسطيني وحده اليوم يقارع العدو الصهيوني على ارض فلسطين، وصحيح ان جزءاً مهماً من القادة العرب بما فيهم قيادات فلسطينية فرطوا بالقضية الفلسطينية وتعاطوا معها على اساس خاطئ عندما ظنوا انهم يملكون حق التنازل عن فلسطين، محاولين تحويل قضية فلسطين الى قضية الفلسطينيين وحدهم، والذي ادى الى تفرد التحالف الامريكي الصهيوني في رسم فصول الصراع برضى او عدم رضى من اهله من الفلسطينيين.
والسبب يكمن في تخلي جزء كبير من العرب والمسلمين عن فلسطين كقضية مركزية في الفكر والممارسة وكذلك في التجزئة التي حولتنا مع الزمن من أمة واحدة الى أمم تحافظ على إرث سايكس ـ بيكو، اضافة الى الاستعمار والتحكم في البنا الاجتماعية والثقافية من قبل الغرب، اضافة الى الانشغال بقضايا وصراعات داخلية، لكن الثابت إن قضية فلسطين ليست ملكًا لشخص ولا منظمة، ولا تملك سلطةٌ ولا حتى دولة الحقَّ في التفريط بها، فقضية فلسطين هي قضية الأمة العربية والإسلامية كلها، وان فرَّط البعض وقصر البعض الاخر فهذا لا يعني بالضرورة اخراج الامة من الصراع.
ولا شك ان القضية الفلسطينية اليوم ليست في وضع يحسد عليه وخصوصاً ان الشعب الفلسطيني وحده تقريباً إلى جانب بعض قوى الممانعة في المنطقة في مواجهة المحتل وغطرسته، لكن القضية ليست قضية من يحمل السلاح ومن يتفرج، القضية قضية ان الامة وامنها القومي والاستراتيجي برمته مهدد من قبل هذا الكيان واطماعه الاستعمارية التي لا تقف عند حدود.
واكد ممثل حركه الجهاد الاسلامي في لبنان ان المشروع الصهيوني ووظيفته تفرض على كل الامة التعاطي مع قضية فلسطين باعتبارها جزءا لا يتجزأ من القضية العربية والاسلامية بل والقضية المركزية للصراع المستمر بين الغرب المستعمر والامة الاسلامية، وان كان الصراع الفلسطيني ـ الصهيوني نقطة الاحتكاك الحاسمة في هذا الصراع في الوقت الحاضر.
وواقع الامر يؤكد ان العرب لم يخرجوا من الصراع، بل لا يملكون الخيار للتنصل منه، لان تهديد هذا الكيان يفرض هذا، ولان الغرب حدد سلفاً طبيعة مشروعه ولا اظن ان مشروع الغرب هو احتلال فلسطين بقدر ما هو تطويع المنطقة برمتها، وما يؤكد ذلك انه مرور اكثر من عقدين على ولوج النظام العربي الرسمي في نفق التسويات والحلول المجتزأة، لا زالوا يعيشون فصاماً نكداً مع شعوبهم التي بقيت ترى في هذا الكيان جسماً غريباً يجب ازالته من المنطقة./ انتهي /
اجرت المقابله - معصومه فروزان