في القسم الرابع من المقابلة التي اجرتها وكالة مهر للانباء مع ماهاتير محمد حول التنمية الوطنية في ماليزيا والبنى التحتية , اشار ماهاتير الى الازمات الكبيرة التي واجهتها حكومته معتبرا ان اهم ابداعات حكومته اولتي كانت سببا رئيسيا في التطور الحاصل هو الادارة المثابرة.

وكالة مهر للانباء : في البلدين النامية مثل ايران نريد ان تكون الادارة العلمية عاملا مهما ومحوريا في مسيرة التنمية الاقتصادية , تجربتكم في ماليزيا ماذا تقترح علينا كآلية عمل ؟ وفي اية مرحلة من خطة التنمية الاقتصادية في بلادكم اطلعتم على قلة الامكانات الادارية المؤثرة على سياسات التغيير الاقتصادي؟
ماهاتير محمد : كما ترى فان فن الادارة قد تطور ولذلك يجب علينا ان ندرك انه يمكننا ادارة بلادنا بشكل جيد, كان الوزراء مكلفون بمراجعة التقارير التي تصلهم من الاقسام التنفيذية لمعرفة طبيعة العمل , كما ان الوزير كان مكلفا اذا كانت توجد مشكلة العمل على حلها , واذا لم يتمكن من حلها عليه طرحها في مجلس الوزراء , وبهذه الطريقة تمكنا من معرفة ما يدور في البلاد والبحث عن مشكلات المجتمع ومتطلبات التنمية.
فعلى سبيل المثال ماليزيا تطل على البحر لذلك كان يجب ان نمتلك موانئ وسفن بامكانات جديدة , واوعزت الى  الوزير المعني بتهيئة قائمة بالامكانات التي نحتاجها , وعلى هذا الاساس فبعد ادماج جميع موانئ ماليزيا حوالي عشرة موانئ قبل عشر سنوات وبينما كان يتم تبادل مليون حاوية آنذاك وصل حاليا التبادل الى تسعة ملايين حاوية وهذا ما يبين نموا بمقدار 900 بالمائة.
في الوقت الحاضر وباعتبارنا دولة مستقلة فان الميزانية اكبر من السابق وادركنا ان الحكومة تمتلك ميزانية عندما يدفع القطاع الخاص ضرائب جيدة , وفي حين قللنا نسبة الضرائب من 45 الى 28 بالمائة ولكن مع ذلك فان الضرائب التي تجبى هي اكثر من السابق بكثير لان ثقافة الضرائب عممت على جميع الافراد الذين يزاولون النشطات الاقتصادية الخاصة.
في بعض الاحيان نخطط على مدى 30 عاما ولكننا كذلك خططنا لمواجهة اية مشكلة  
فعلى سبيل المثال واجهنا ازمة مالية على غرار دول شرق آسيا في عام 1997 وفجاة تراجعت قيمة العملة الوطنية الى النصف فبعد ان كان الدولار الامريكي يعادل 5ر2 رينك هبطت العملة الوطنية آنذاك ليصبح كل خمس رينكات يعادل دولارا واحدا.
ولم نعمل على الاستقراض من البنك الدولي IMF لانه ليس من مصلحتنا واقدمنا على تجربة تعتبر مجازفة او ادارة استثنائية لاحتواء الازمة حيث بحثنا وجمعنا المعلومات والاحصاءات وشكلنا لجنة خاصة من اجل القضاء على سبب الازمة.
كما شكلنا وزارات جديدة فمثلا كانت صناعة السياحة جزءا من وزارة التجارة لذلك كانت لاتعطي مردودا جيدا فاقدمنا على تاسيس وزارة السياحة وتطورت صناعة السياحة بسرعة حيث زار البلاد في عام 2002 ثلاثون مليون سائح وجلبت عوائد للبلاد تقدر بحوالي 30 مليار دولار.
وكالة مهر للانباء : ماهي اجراءتكم العملية لتنمية وترويج علم الادارة من اجل تنمية ماليزيا ؟ ونظرا الى تجربتكم العالمية بترويج نظام علم الادارة عن طريق القنوات الاربع الرئيسية وهي الاستشارة الادارية والتعليم الاداري ونشر نصوص الادارة  وايجاد نمط الشركات المتقدمة مثل الشركات المتعددة الجنسية , فما هي الاجراءات والآليات التي اتخذتها حكومتكم في هذا المجال؟
ماهاتير محمد : في الوقت الحاضر فان كافة الجامعات لديها هيئات علمية ودورات تعليمية في مجال الادارة , وبالتالي اصبح التعليم الاداري في ماليزيا امرا متيسرا وبالطبع فان هذا التعليم يجب ان يكون مواكبا للعصر , فنحن الآن نستقبل المدراء والنخب الاجنبية الناجحة لنعلمها اساليب جديدة , في الحقيقة نحن نتعلم ونعلم فن ادارة الازمة , وهذه الدورة في الادارة الحكومة يجب ان تبقى حية.
ان ابداعنا الهام كان في الادارة المثابرة , فلقد اقمنا دورات لتاهيل الحوافز حيث كنا  ندخل الافراد في  معسكرات لمدة يومين او ثلاثة ايام لتعليمهم طبيعة الحافز وتاثيره.
في البداية يجب ان يتعرف العاملون بشكل جيد على محيط العمل , فربما يوجد شيء في محيط العمل بامريكا له فاعلية لكنه ليس مناسبا لمحيط العمل في ماليزيا.
ان شعبنا ملتزم بالقانون كما انه يولي اهمية للتطورات الجديدة , فمثلا لدينا قوانين لترويج تكنولوجيا المعلومات , وماليزيا بحاجة الى جذب الاستثمارات في هذا المجال وتعمل على حمايته./انتهى/