كشف محافظ كربلاء أن الحكومة العراقية رفضت مسودتين للاتفاقية الأمنية طويلة الآمد مع الولايات المتحدة.

وقال المحافظ عقيل الخزعلي، خلال كلمة ألقاها أثناء تظاهرة لعشائر كربلاء نظمها مكتب شؤون العشائر في المحافظة تأييدا لخطة (بشائر السلام) الأمنية التي تنفذها الحكومة العراقية في محافظة ميسان جنوبي البلاد " أدعوكم إلى عدم تصديق ما تتناقله بعض وسائل الإعلام، من أن الحكومة العراقية ستوقع على الإتفاقية (طويلة الآمد) مع أمريكا." حسبما اوردته وكالة انباء اصوات العراق.
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي والرئيس الامريكي جورج بوش، وقعا يوم 26 من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي (2007)، اتفاق مبادئ بين العراق والولايات المتحدة، ويمهد لمفاوضات تجرى حاليا حول " إتفاقية طويلة الأمد" تنظم وجود قوات الاحتلال الأمريكي في العراق على المدى الطويل.
وكانت عدة قوى سياسية ومرجعيات دينية عراقية مؤثرة أبدت معارضتها الشديدة للإتفاقية، وقالت إنها ستتصدى لها بكل الطرق، معتبرة أنها تنتقص من سيادة العراق وقراره المستقل، وتعطي حرية لقوات الاحتلال الأمريكي على أرضه وتمنحها "قواعد عسكرية" دائمة.
ولفت الخزعلي إلى أن الحكومة "رفضت مسودتين (للإتفاقية)، لأنها عازمة أن تكون في صف شعبها، ومنه موقف العشائر الرافض لكل هيمنة."
ويفترض أن توقع (الإتفاقية طويلة الآمد)، إذا تم التوافق حولها بين الجانبين، قبل نهاية تموز/ يوليو المقبل. لتدخل الإتفاقية حيز التنفيذ مع بداية العام القادم 2009.
وقال محافظ كربلاء، مخاطبا نحو 1500 من المشاركين في تظاهرة العشائر اليوم، إن "عشائر كربلاء أثبتت أنها السباقة في تأييد الحكومة المنتخبة، لأنها تؤيد سلطة القانون."
وأضاف "موقفكم يعلن أن لا مكان لجيش داخل الجيش، ولا دولة داخل الدولة تحكم وتقتل"، منوها بأن هذا الموقف "سيزيد إصرار الحكومة العراقية على المضي في طريقها لفرض سلطة القانون ، ولن يجعلها في موقف محرج مع مواطنيها."
وتنفذ القوات الحكومية حاليا خطة أمنية واسعة في مدينة العمارة (390كلم جنوب بغداد) مركز محافظة ميسان وبقية مدن وأقضية المحافظة، لمطاردة الجماعات المسلحة والعناصر التي تصفها الحكومة بـ "الخارجين على القانون".
وكانت القوات الحكومية نفذت حملة أمنية مماثلة في محافظة البصرة جنوبي البلاد، في الإسبوع الأخير من آذار/ مارس الماضي ، وأعقبتها بحملة مماثلة على مدينة الصدر شرقي العاصمة بغداد، ثم بعمليتي زئير الأسد وأم الربيعين)، في ايار/ مايو الماضي بمدينة الموصل وبعض أقضية محافظة نينوى شمالي البلاد.  
واعتبر الخزعلي أن هناك " إرادة تريد أن تصرع إرادة الشعب"، وقال إنه "بعد كل النجاحات الأمنية، فهناك من يقوم بفعلته بضرب الأبرياء في بغداد وغيرها، وآخرها ضرب الأبرياء في كربلاء ليل أمس (الأربعاء)."
وكانت عبوة ناسفة موضوعة داخل باص صغير لنقل الركاب إنفجرت وسط مدينة كربلاء، في منطقة شارع العباس (250 مترا عن مرقد ابي الفضل العباس (ع) ، وراح ضحيتها طفل وأمه احترقا بالكامل ، فضلا عن إصابة 18 شخصا بينهم طفلان وأربع نساء./انتهى/