نددت الجامعة العربية بشدة اليوم الخميس بدعم الرئيس الاميركي جورج بوش لخطة الاجلاء الاسرائيلية من غزة والحفاظ على المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.

وونقلت وكالة مهر للانباء عن وكالة الصحافة الفرنسية ان المستشار حسام زكي المتحدث الرسمي باسم الامين العام لجامعة الدول العربية قال  ان "قيام دولة بمفردها باسقاط لحقوق اقرها القانون الدولي امر غير مقبول ويؤسف له"، مشددا على "عدم حق اي دولة ان تتصرف مثل هذا التصرف لانها ليست صاحبة الحق في المقام الاول حتى يمكنها ان تتراجع عنه".
واكد المتحدث انه "سيكون هناك تحرك في الايام المقبلة لكيفية مواجهة هذا الموقف الاميركي الجديد والمؤسف بعد تصريحات الرئيس الاميركي جورج بوش امس".
وكان بوش قد صرح أمس الأربعاء ان "من غير الواقعي" التفكير بالعودة الى حدود دولة اسرائيل التي رسمتها اتفاقات الهدنة عام 1949، وهو موقف يفتح المجال لتعديل الحدود القائمة قبل حرب حزيران/يونيو 1967.
ورأى ان على اللاجئين الفلسطينيين الاقامة في الدولة الفلسطينية المقبلة دون امكانية العودة الى اسرائيل.
واكد المندوب الفلسطيني لدى الجامعة العربية محمد صبيح ان الموقف الاميركي خطير جدا ويتناقض تماما مع التعهدات التي قطعتها الادارات الاميركية المتعاقبة الى الاطراف العربية والفلسطينية.
وقال ان تصريحات بوش نسفت "خارطة الطريق" خطة السلام الدولية الاخيرة معتبرا ان زيارة شارون لواشنطن دمرت عملية السلام.
على الصعيد نفسه دعا رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع اليوم الخميس الدول العربية الى اتخاذ موقف من التصريحات الاخيرة للرئيس الاميركي جورج بوش معتبرا ان القضية الفلسطينية هي "قضية المنطقة برمتها".
وقال احمد قريع (ابو علاء) في تصريح صحافي ادلى به في اعقاب لقائه القنصل الاميركي في القدس ديفيد بيرث في مكتبه في بلدة ابو ديس المجاورة للمدينة المقدسة "المطلوب من الدول العربية ان تعلن بوضوح عن موقفها مما اعلنته الادارة الاميركية ازاء القضية الفلسطينة".
واضاف "وحبذا لو تكون هناك قمة عربية مهمة جدا لتحاول ان تجيب على كل هذه التساؤلات" مضيفا "ارجو ان يكون الموقف العربي قادرا على التعبير عن نفسه وعن مصالح الامة العربية في هذه المرحلة بالذات".
وتابع قريع "انها المرة الاولى التي يتم فيه التعرض للقضية الفلسطينية بهذا الشكل" مضيفا ان "القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين وحدهم بل قضية المنطقة كلها، والعالم العربي، والعالم الاسلامي".
واوضح قريع ان لقاءه مع الدبلوماسي الاميركي كان "للاستماع الى شروحاته والاستماع الى شروحاتنا والى آلامنا. تكلمنا بصراحة وقيمنا الوضع ولم تكن جلسة لطمأنة اميركية جديدة او طرح آراء جديدة".
وتابع رئيس الحكومة الفلسطينية "عبرنا للاميركيين عن خيبة املنا من تصريحات يوم امس ونعتقد انها المرة الاولى في التاريخ التي تعالج فيه مسالة حق عودة اللاجئين من قبل الولايات المتحدة قبل بدء مفاوضات الحل النهائي".
واضاف المسؤول الفلسطيني "انها المرة الاولى التي تعتبر فيها حدود
عام 1967 غير واقعية مع ان كل دول العالم اعترفت بها وكذلك مجلس الامن عبر القرارين 242 و338" مضيفا "ان كل واحد فينا يتساءل : اذا كانت هذه الحدود غير واقعية فما هو الواقعي ؟ هل الجدار واقعي ام ان المستوطنات هي الواقعية؟".
وكان الرئيس الاميركي جورج بوش اعتبر الاربعاء في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون انه من غير الواقعي التفكير في العودة الى حدود 1949 في اطار اتفاق سلام في الشرق الاوسط وان على الفلسطينيين التخلي عن حق العودة والاستقرار في الاراضي التي ستمنح اليهم.