وأفادت وكالة مهر للأنباء نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية انه ما إن اقترب المشيعون من منزل أسرة الطفل وسط قرية نعلين , حتى علت الزغاريد التي اطلقتها نساء القرية اللواتي توافدن الى منزل الاسرة منذ ساعات الصباح, وهتف الشبان حاملين نعش الطفل "زغردي يا ام الشهيد, ابنك في الجنة اكيد ".
وحمل بعض هؤلاء جثة الطفل الى داخل منزل اسرته كي تلقي والدته نظرة الوداع ثم ساد الصمت ارجاء المنزل حين علا صوت الاذان من جامع القرية, ولم يسمع الا بكاء الام والنساء اللواتي جلسن الى جانبها.
وكان الانهيار واضحا على وجه ام الطفل التي تنتظر مولودا جديدا, ولم تنجح محاولات الصحافيين في التحدث اليها, اذ اكتفت باحتضان صورة طفلها واغلقت عينيها.
اما الاب حسام موسى (48 عاما) الذي يعمل في قطاع البناء فاكتفى بالقول "الله اعطاني ابني احمد واخذه شهيدا لا اطلب من الله الا ان يرحمه ".
وارتفع صوت النحيب من غرفة نوم احمد, حيث انشغلت احدى قريباته بترتيب سريره المتواضع الى جانب سرير شقيقه يزيد ووضعت ملابسه الى جانب السرير.
والطفل احمد واحد من اربعة اشقاء اكبرهم يزيد.
وحمل المشاركون في التشييع الاعلام الفلسطينية ورايات كل الفصائل وبينها رايات حركتي فتح وحماس , وهتفوا "يا شهيد ارتاح ارتاح وحنا حنكمل الكفاح ".
ولف جثمان الطفل بالعلم الفلسطيني , فيما حملت مجموعة شبان علما فلسطينيا متراميا غطى عددا كبيرا من المشيعين.
ووزعت صور للطفل احمد عند مداخل قرية نعلين التي عمها الاضراب حدادا وشارك في التشييع متضامنون اجانب واسرائيليون اعتادوا على مشاركة اهالي القرية في المسيرات التي تنظم ضد الجدار الامني الفاصل.
وقتل احمد فيما كان في منطقة قريبة من الجدار الفاصل الذي تبنيه قوات الاحتلال على حدود القرية مع الاراضي المحتلة, عندما ترجل جنديا صهيونيا من سيارة عسكرية واخذ يطلق النار في اتجاه اطفال كانوا قرب الجدار من جهة اراضي القرية./انتهى/
تاريخ النشر: ٣٠ يوليو ٢٠٠٨ - ١٨:٠٤
شارك نحو ثلاثة آلاف فلسطيني الاربعاء في تشييع الطفل احمد حسام (تسع سنوات ) الذي قتل برصاص جندي صهيوني على حدود قرية نعلين في الضفة الغربية أمس الثلاثاء.