شدد قائد الثورة الاسلامية المعظم خلال رسالة وجهها الى الملتقى العالمي لدراسة افكار الشهيد مطهري المنعقد في طهران شدد على ضرورة دراسة سبل استمرارية تأصيل افكار الشهيد مطهري.

واشار قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي خلال هذه الرسالة التي تلاها نيابة عن سماحته الدكتور حداد عادل اشار الى الجهود العلمية التي بذلها الشهيد مرتضى مطهري لوقف التفكرات الغربية والشرقية المستوردة وتعريف الاسلام الصحيح قائلا : من اهم الامور التي ينبغي ان تؤخذ بعين الاعتبار خلال هذا الملتقى الفكري هي دراسة كيفية استمرار آراء الشهيد مطهري بغية التوصل الى افكار مميزة جديدة والدخول الى خضم مواجهة الافكار العلمية المستوردة وطرح هذه الافكارعلى بساط النقد.
وفي ما يلي نص رسالة قائد الثورة الاسلامية: 
                                        بسم الله الرحمن الرحيم 
بداية اوجه الشكر الجزيل الى القائمين على هذه الندوة العالمية ، كما ارحب بالعلماء و المفكرين و الاساتذة والضيوف الكرام الذين قدموا من انحاء العالم الى الجمهورية الاسلامية  للمشاركة في هذا المؤتمر الفكري.
ان دراسة آراء الشهيد آية الله مطهري ومدى تأثير هذه الآراء على اسس الثورة الاسلامية و تكريم هذه الشخصية الفذة هي حاجة ملحة لكل المجتمعات الاسلامية وتعد مهمة شاقة لاداء الواجب تجاه المفكرين و المثقفين من ابناء الثورة الاسلامية.
وكما يبدو فان المحور الرئيسي لهذا الملتقى هو دراسة الافكار الوهاجة والنيرة التي كان يحملها الشهيد مطهري ودور هذه الافكار في التثقيف الاسلامي المعاصر.
كما ان لم يتم حتي الان طرح  منهجا شاملا لتعريف الاطر الفكريه للشهيد مطهري .
وكان الشهيد مطهري قد دخل الساحة منذ عقدي الستين والسبعين للميلاد "1340 الى 1350 الهجري" في الوقت الذي لم يدخل احد من قبل ، ساحة الفكر الاسلامي حيث تحدى الشهيد مطهري الافكار الغربية والشرقية المستوردة ووقف بقوة وصلابة امام التيارات الفكرية الماركسية والليبرالية والغربية.
وكان الشهيد مطهري قد حقق نجاحا باهرا في هذا المجال وذلك بفضل قوته العلمية ودأبه المضني وايمانه الراسخ وادبه وحسن خلقه العلمي وطريقته الفذة بعيدا عن الجمود الفكري والالتقاطات الفكرية بغية توضيح حقيقة الاسلام الاصيل.
وقد وضع الشهيد اسس فكرية كان المجتمع الاسلامي والثوري آنذاك بحاجة اليها حيث لعب دورا بارزا في تشكيل النظام الاسلامي وكان ملجأ حصينا للشبان والطلاب والمتعطشين الى الفكر الاسلامي في الحوزات العلمية والجامعات، كي يستطيعوا  في ظل هذه الافكار النيرة والجديدة ان يدافعوا عن دينهم الحنيف.
والمحور الثاني الذي اقترحه على المؤتمرين ، هو دراسه كيفية استمرار هذا الفكر اذ نحن لا نستطيع ان نتوقف الى هذا الحد.
وبما انه بعد مضي 25 عاما من استشهاد ذلك الرجل العملاق "العلامة مرتضى مطهري" ما زالت كتبه من اكثر الكتب رواجا حيث تترك اثرا على نفوس الاجيال الجديدة والمتابعين للفكر الاسلامي ولا يوجد بديل لمثل هذه الكتب ولكن نحن بحاجة الى افكار جديدة ومواجهة الافكار المستوردة ونقدها علميا  وتبيين الصحيح من الخطأ ومن هذا المنطلق فان هذه الامور تعتبر من اهم الواجبات في الوقت الراهن اذ نحن  سنكون بحاجة ماسة الى امثال مطهري خلال العقود القادمة.
وقد واجه التفكير الاسلامي سيما بعد انتصار الثورة الاسلامية تحد كبير وهذه التحديات ستستمر في المستقبل وعلينا ان نستعد لمواجهة مثل هذه التحديات  ونستخدم طاقاتنا الفكرية والثقافية الهائلة الموجودة لدينا واذا ما استخدمنا هذه الطاقات الفكرية بشكل جيد فسوف ننتصر.
ومن دواعي السرور فان في الجامعات و الحوزات العلمية يوجد علماء و مفكرون و اصحاب كفاءات علمية عالية ، وعليهم ان يوسعوا نطاق حضورهم وعملهم في هذا الخضم ويقفوا امام الغزو الاعلامي الهائل و الشبهات الجديدة ويقوموا باداء واجبهم ازاء الاسلام.
اسأل الله عز وجل ان يمن عليكم بالتوفيق والنجاح ويتاح لهذا المؤتمر فرص مواتية للمزيد من التعرف على افكار الشهيد مطهري وتمهيد السبل اللازمة لاستمرار الاجيال القادمة على هذا النهج ./انتهى/