قال كولن باول وزير الخارجية الامريكي امس الاثنين ان واشنطن لم تعد تجد دليلا على علاقات ليبيا بالارهاب وتريد ان تمحو اسم الدولة التي كانت منبوذة ذات يوم من قائمة الدول الراعية للارهاب في أقرب وقت ممكن.

افادت بذلك وكالة انباء مهر نقلا عن رويترز واضافت ان باول قال بان الولايات المتحدة ستحاول لعدة أشهر أخرى التحقق مما اذا كانت ليبيا قطعت كل علاقاتها مع المتشددين واستدرك بقوله انه يريد ان يتم باسرع وقت ممكن تنفيذ خطة تؤدي في نهاية المطاف إلى محو اسم ليبيا من قائمة الدول الراعية للارهاب.
 وتمتدح حكومة الرئيس بوش ما أحرزته من تقدم في شأن
أسلحة الدمار الشامل الليبية في الوقت الذي تواجه فيه انتقادات في عام الانتخابات الرئاسية لفشلها في العثور على مثل هذه الأسلحة في العراق التي استخدمتها ذريعة لشن الحرب.
وقال باول في مقابلة في مقر وزارته "اننا نمضي قدما بشكل جيد جدا. أريدها ان تمضي سريعا بقدر ما نستطيع ان نجعلها تمضي. انه في مصلحتنا ان نستقبل عودة ليبيا إلى المجتمع الدولي."
وبدأ التحسن التدريجي في العلاقات الامريكية الليبية في اغسطس / آب العام الماضي عندما تحملت طرابلس مسؤولية تفجير طائرة ركاب بان امريكان عام 1988 فوق لوكربي في اسكتلندا مما تسبب في مقتل 259 شخصا على متن الطائرة و11 شخصا على الارض.
وفي ديسمبر/كانون الاول وافق الرئيس الليبي معمر القذافي على التخلي عن برامج أسلحة الدمار الشامل التي كان يسعى اليها منذ سنوات.
وسئل باول هل لايزال لليبيا صلات بجماعات "ارهابية" أو انها مسؤولة عن قتل امريكيين في السنوات الاخيرة وهي الحيثيات التي كانت تبقي ليبيا في قائمة الدول الراعية للارهاب فرد قائلا "ليس هذا ما اعلمه."
وسابقا قال مسؤولون امريكيون انهم لايزالون قلقين بشان صلات باقية محتملة لليبيا مع
الارهاب.
وقال باول "لقد قاموا بجهد جاد للانضمام مرة أخرى إلى المجتمع الدولي .... بصراحة لقد وقع ما فعلوه في السنوات الاخيرة منا موقعا حسنا."
ويحول ادراج ليبيا في قائمة الارهاب دون تلقيها صادرات الأسلحة الامريكية ويقيد مبيعات المواد التي لها استخدامات عسكرية ومدنية ويقيد المعونة الامريكية ويستلزم من واشنطن التصويت برفض القروض من المؤسسات الدولية.
واتهم كثير من أقارب ضحايا طائرة لوكربي حكومة الرئيس بوش بانها تعجلت التقارب مع ليبيا لتحويل الانظار عن العراق.
وسعى باول إلى تجنب مثل هذا الانتقاد ورفض ان يصرح بالموعد المتوقع الذي سيمحى فيه اسم ليبيا من قائمة الدول الراعية للارهاب.

من جهة اخرى قالت منظمة العفو الدولية في بيان يتزامن مع زيارة الرئيس الليبي معمر
القذافي لبروكسل ان ليبيا مازالت تسجن وتعذب وتعدم السجناء السياسيين.
ونشرت العفو الدولية قائمة لانتهاكات حقوق الانسان في ليبيا في الوقت الذي سيزور فيه القذافي مقر الاتحاد الاوروبي وحثته على الوفاء بوعوده بانشاء "آلية عادية للقانون الجنائي".
وقالت المنظمة في بيانها "يجب على ليبيا ان تحول وعودها الخاصة بحقوق الانسان إلى أفعال.
والحاجة
ملحة إلى تبيان الحقيقة بشأن الأحداث الماضية وإلى التزام السلطات الليبية بالاصلاح الداخلي لمعالجة الانتهاكات الحالية."
وكان القذافي أشاد في وقت سابق من الشهر الحالي بجهود العفو الدولية في مجال حقوق الانسان ووعد بالغاء نظام المحاكم الثورية المعمول به في ليبيا.
/ انتهى / .