قال محللون في شؤون الشرق الاوسط بان تصاعد حده الخلافات بين القيادات العراقيه حول المستقبل السياسي و الجغرافي لمدينه كركوك، قد تجعل من هده المدينه قنبله موقوته تهدد امن العراق .

و  صرح الخبير في شؤون الشرق الاوسط حسن هاني زاده في حديث لوكاله مهر للانباء ان نشوب الخلافات بين القيادات العراقيه حول المستقبل السياسي و الجغرافي لمدينه كركوك، جعلت هده المدينه كقنبله موقوته  تهدد امن العراق ومستقبله.
واضاف ان  مدينه كركوك الغنيه بالنفط التي تشكل سكانها الاعراب و التركمان و المسيحيون و الاكراد تواجه بسبب تنوع نسيجها الديموغرافي تعقيدات كثيره .
و اكد ان الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسه جلال الطالباني و حزب الديموقراطي برئاسه مسعود البارزاني يريدان انضمام مدينه كركوك الي منطقه كردستان التي تتمتع بحكم ذاتي في حين ان التركمان و الاعراب المقيمين في هذه المدينه الذين يشكلون سكانها يصرون علي بقاء هذه المدينه تحت سياده الحكومه المركزيه العراقيه.
واضاف هاني زاده ان الاكراد يحاولون لتنفذ الماده 140 من الدستور العراقي حتي يتم تحديد وضع كركوك بسرعه .
و الماده ال 140تنص علي ان تحديد وضع كركوك رهن باجراء احصائيه دقيقه و استفتاء عام لسكانها الاصليين حول الوضع الجغرافي و السياسي لمثل هذه المدن .
واضاف الخبير الايراني ان حتي الان لم تستطع الحكومه المركزيه العراقيه اجراء احصائيات عامه في كركوك بسبب الاوضاع الامنيه السائده و حضور قوات البيشمركه في هذه المدينه.
و شدد هاني زاده ان ثمه ايادي تنحرك وفق اجنده صهيونيه لاثاره البلبله وضرب الوحده الموجوده بين سكان المدينه سواء من الاكراد والعرب والتركمان .

و قال هاني زاده ان قوات الكيان الصهيوني حاولت منذعام 2003 اي بعد سقوط الديكتاتور العراقي المعدوم ان تتوغل في مدينه كركوك حتي تقوم بتجزئيه كركوك والسيطره علي نفطها.
واكد ان الازمه الراهنه في كركوك التي تتنوع بتركيبه سكانيه فريده تعود اولا الي تدخل الجهات الاجنبيه مثل الكيان الصهيوني وثانيا وجود ازمه ثقه بين الاحزاب السياسيه الموجوده في المنطقه والحكومه العراقيه .
واضاف الخبير في شون الشرق الاوسط ان التركمان و الاعراب المقيمين في كركوك يدعون بان الحزبين الرئيسين في منطقه كردستان و هما الاتحاد الوطني و الحزب الديموقراطي ارغما السكان العرب طوال السنوات الخمس التي مضت عن سقوط النظام البعثي السابق علي ترك المدينه .
و اضاف المدير السابق لمكتب وكاله انباء الجمهوريه الاسلاميه في دمشق حسن هاني زاده ان الخبراء يرون بان افضل طريق لحل ازمه كركوك هو اعلان هذه المنطقه العاصمه الصيفيه للعراق حتي تتحول الي نموذج للتعايش السلمي بين كل القوميات و الطوايف مع بقاء هذه المدينه تحت سياده الحكومه المركزيه العراقيه و في غير ذلك فان كركوك سوف تتحول الي بؤره ازمه بين الاكراد و الحكومه المركزيه والكل حينها يتضرر من هذره الازمه.
من جهته قال المديرالمسؤول لصحيفه الوفاق مصيب نعيمي في حديث لوكاله مهرللانباء حول ازمه كركوك ان هذه الازمه هي بحد ذاتها ازمه معقده و هناك كما نعرف موضوع توطين او حضور جاليات او اقوام مختلفه في كركوك التي تتميز بموقع استراتيجي مهم.
واضاف ان هناك طلب كردي بانضمام كركوك الي منطقه كردستان و التي تعتمد علي نوع من الفدراليه او الحكم الذاتي فهناك طبعا قوميات اخري تخالف هذا الراي و اتصور ان موضوع كركوك هو ياتي ضمن الاستراتيجيه التي يجب ان تعتمد عليها الحكومه العراقيه  حيث اذا ما كانت هذه المدينه ضمن النظام الفدرالي فيجب ان يتمتع الجميع بها و ان لم يكن ذلك فلايوجد هناك امتياز لقوميات اخري .

و اضاف طبعا حسب راي الاغلبيه في العراق فان هناك تخوف من ان تصبح مدينه كركوك بؤره توتر قد تخلق مشاكل للحكومه المركزيه فيما بعد، لان كما هو معروف ان المناطق الكرديه في العراق باتت شبه منفصله او بالاحري المناطق الاخري معزوله عن هذه المنطقه بسبب تمتع هذه المنطقه ببعض الامن و الاستقرار اكثر من باقي المناطق اخري في العراق.
واضاف نعيمي ان هذا النقاش بدا في مجلس النواب العراقي و هناك عده اقتراحات طرحت و هنالك ايضا بعض الاراء لقيادات كرديه طرحت في المجلس لدراستها ولكن في النهايه يجب تسويه هذا الموضوع بشكل سلمي .
.و حول دور اسرائيل في تاجيج الازمه و استغلالها صرح رئيس تحرير صحيه الوفاق العربي مما لا شك فيه ان الكيان الاسرائيلي هو المستفيد الاول من اي توتر في اي منطقه خاصه في  المنطقه التي تعد ضمن المحيط الاقليمي للاراضي المحتله .
واضاف ان هنالك منذ عقدين من الزمن خطه صهيونيه تحت عنوان الترانسفر و هي تعني نقل الفلسطينين من الاراضي المحتله الي شمال العراق و هذه الخطه معروفه حاول الصهاينه  تطبيقها حيث صوت عليها الكنيست الاسرائيلي بشكل غير رسمي و غير علني .
كما يقال ان هناك مجموعه من اعوان الصهاينه دخلت مع الامريكيين بجوازات سفر اوروبيه و امريكيه لدراسه الاوضاع في العراق ومن هذا المنطلق ان هذه العناصر تسعي الي خلق الفتن واثاره النعرات الطائفيه في العراق .
و اضاف نعيمي عندما نري ان الايادي الصهيونيه موجوده في ازمه القوقاز و هناك حضور لافت للاسرائيليين في جورجيا  فلا يمكن ان نستبعد وجود مثل هذه الايادي في العراق او دوله مجاوره في المنطقه.
بدوره قال "محمد صالح صدقيان" محلل شؤون الشرق الاوسط في حديث لوكاله مهرللانباء حول ازمه كركوك ان  هناك اطماع كرديه واضحه في ضم مدينه كركوك الي اقليم كردستان العراق و بالتالي هناك كثير من المعارضه من قبل الشيعه و السنه لابقاء مدينه كركوك علي وضعها السابق .
واضاف انه يبدو ان الاكراد عملوا علي التاثير علي التركيب القومي السكاني و كانت ماده 140 من الدستور العراقي تنص علي اجراء استفتاء شعبي لكركوك؛ هذا الاستفتاء الشعبي هو الذي يقرر ما اذا كان سكان مدينه كركوك يريدون الانضمام الي كردستان ام البقاء في خارج كردستان.

و اضاف لكن هناك اتهامات موجهه ضد الاكراد بانهم استطاعوا ان يجلبوا بعض الاكراد من خارج مدينه كركوك اليها من اجل التاثير علي نتيجه الاستفتاء كما ان هنالك احاديث كثيره تقول بان الاكراد يسعون الي ضم كركوك الي كردستان حتي تكون فرصه لاعلان دوله كردستان و من خلال هذه يمكن ان يتم تقسم العراق و هناك القلق عند الشعب العراقي سواء من الشيعه او السنه باعلان استقلال دوله كردستان بعد انضمام كركوك الغنيه بالموارد النفطيه الي كردستان.
و حول ما اذا كان هنالك اياد خفيه لاشعال الفتنه المذهبيه او القوميه باستغلال هذه الازمه و علي وجه الخصوص  الكيان الصهيوني قال صدقيان انه يجب علينا ان لا نبعد الايدي الاسرائيليه لانه منذ سقوط صدام في عام 2003 حتي الان هناك ايدي اسرائيليه لا تريد للعراق ان يستقر و بالتالي هناك  امور اخري لتاجيج الصراعات .
فاذن الايادي اسرائيليه واضحه في كثير من المواقع العراقيه و بالتالي ربما في كركوك ايضا تكون هناك ايادي اسرائيليه من اجل اثاره الصراعات الطائفيه .
وحول افضل الحلول لهذه الازمه قال صدقيان ان جميع الاطراف العراقيه يجب ان يسعوا للوصول الي حل توافقي لازمه كركوك لان كركوك مدينه تتضمن مكونات عربيه وكرديه وتركمانيه و بالتالي هذه القوميات الثلاث يمكن ان تجتمع علي مائده واحده من اجل ايجاد صيغه توافقيه بعيده عن النزاعات العرقيه ./انتهي / 
اجري الحوار : رضا مهري