شن الرئيس الجديد للجمعية العامة للأمم المتحدة ميغيل ديسكوتو بروكمان هجوما عنيفا على اميركا, داعيا الى اعتماد اصلاح عاجل لمجلس الأمن الدولي.

 وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية ان ديسكوتو (نيكاراغوا) قال انه "واقع محزن لكن لا يمكن انكاره, ان انتهاكات خطيرة للسلام وتهديدات للسلام والامن الدوليين ترتكب من بعض اعضاء مجلس الامن الدولي الذي يبدو انه عاجز عن القضاء على ما يبدو ادمانا على الحروب ".
 وجاءت تصريحات ديسكوتو الكاهن الكاثوليكي ووزير الخارجية السابق, في افتتاح أعمال الدورة السنوية الثالثة والستين للأمم المتحدة وغداة قرار الجمعية البدء بالبحث في توسيع مجلس الامن الدولي في موعد اقصاه 28 شباط / فبراير المقبل.
 وفي اشارة واضحة الى اميركا, قال ديسكوتو ان "حق النقض (الفيتو) امتياز سيطر على عقولهم على ما يبدو وجعل الامر يلتبس عليهم الى درجة انه دفعهم الى الاعتقاد انهم يستطيعون ان يفعلوا ما يحلو لهم بدون أي عواقب ".
 واضاف ان "اي محاولة من دول اعضاء لوضع نفسها فوق ميثاق الامم المتحدة يشكل مساسا خطيرا بعضويتها ويهدد السلام ", مؤكدا ان "ضمان احترام هذه المبادئ امر لا يمكن تأجيله بعد الآن ".
 ويسبب ملف توسيع مجلس الأمن الدولي ليتمتع بصفة تمثيلية اوسع ويعكس واقع العالم اليوم , مصدر انقسام بين اعضاء الامم المتحدة.
 ويضم مجلس الامن حاليا عشرة اعضاء غير دائمين وخمس دول دائمة العضوية (اميركا وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين) تتمتع بحق النقض ولم يتغير وضعه عمليا منذ انشاء الامم المتحدة في 1945.
 من جهة أخرى, عبر ديسكوتو عن اسفه "للامبالاة " الدول الـ 192 الاعضاء في الجمعية العامة في السنوات الاخيرة حيال "منطق الانانية ".
 واضاف ان كلمة "ديموقراطية " في الامم المتحدة "تفرغ اكثر فأكثر من مضمونها ولم يعد لها معني او جوهر ".
 وقال "لنأخذ مثلا الحظر الذي تفرضه اميركا منذ 45 عاما على كوبا حتى بأغلبية 184 صوتا مقابل أربعة أصوات ما زال هذا الحظر غير العادل والمرفوض عالميا, قائما ", متسائلا "اذا كان رأي أكثر من 95% من اعضاء الامم المتحدة يتم تجاهله عمدا فما فائدة الجمعية العامة ؟".
 وانتقد ديسكوتو المولود في الولايات المتحدة وضع العالم اليوم, وقال ان "حالة عالمنا مؤسفة ولا عذرا مقبولا لذلك ومخجلة ", مدينا "انفاق ترليونات الدولارات على حروب عدوانية, بينما يعاني نصف سكان العالم من الجوع والابعاد ".
 واضاف ان واحدة من اولويات الدورة الحالية ستكون البحث في "اسباب وجود الازمة الغذائية العالمية الحالية وتأثيرها على الجوع والفقر في العالم ".
 ويلتقي قادة العالم الاسبوع المقبل في الجمعية العامة للامم المتحدة للبحث في عدد من القضايا بما في ذلك الجهود لخفض الفقر في العالم بمعدل النصف بحلول 2015 ومكافحة التغيرات المناخية.
 وحول الارهاب قال ديسكوتو انه "لا يحق لأي دولة ان تنسب لنفسها حق ان تقرر أي دول إرهابية أو ترعى الارهاب واي الدول ليست كذلك ".
 واضاف ان "هذا الامر ينطبق اكثر على الدول المسؤولة عن حروب عدوانية تشكل اسوأ اشكال الارهاب التي يمكن تصورها, وتنسب لنفسها ذلك الحق وتتخذ بنفسها خطوات ضد الدول التي تدينها ".
 وديسكوتو الذي عمل عشر سنوات في عهد الحكومة الساندينية في نيكاراغوا معروف بمواقفه اليسارية واداناته المتكررة للسياسات الاميركية.
 وقد قاد المعركة القضائية لبلده ضد واشنطن في محكمة العدل الدولية التي دانت في 1986اميركا لتسليحها متمردي الكونترا ونسف مرافئ نيكاراغوا./انتهى/