وصل دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي إلى بغداد اليوم الخميس في زيارة مفاجئة للعراق .

وقالت وكالة انباء مهر على ضوء معلومات استقتها من رويترز  ان رامسفيلد وصل العاصمة العراقية في زيارة خاطفة في الوقت الذي تسعى فيه بلاده لتهدئة الغضب الناجم عن قضية انتهاك جنود أمريكيين لحقوق سجناء عراقيين. 

من جهة اخرى أقر محامو وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) وسائل الاستجواب العسكرية الأمريكية لكن منتقدين قالوا إن أساليب مثل الحرمان من النوم ووضع السجناء في أوضاع مجهدة جسديا تمثل انتهاكا للاتفاقات الدولية.
وقال رامسفيلد للجنة الدفاع الفرعية التابعة للجنة الاعتمادات إن أي تعليمات بشأن ما هو مسموح به في عمليات الاستجواب تم اقراره بمعرفة محامي وزارة الدفاع "ويعتبر متفقا مع معاهدة جنيف".
وقال السناتور ديك ديربان الديمقراطي عن ايلينوي لرامسفيلد أثناء الجلسة أن العديد من قواعد الاستجواب التي أقرها البنتاغون "تذهب إلى مدى أبعد" من الأعمال المسموح بها وفقا لمعاهدة جنيف بشأن معاملة اسرى الحرب.
وأشار ديربان إلى ان معاهدة جنيف تحظر التعذيب الجسدي أو العقلي وأي شكل من أشكال الاكراه التي يواجه فيها السجناء "معاملة كريهة أو تحط من قدرهم من أي نوع." واشار إلى أن وسائل الاستجواب الامريكية تشمل الحرمان من النوم واستخدام الطعام كأداة في الاستجواب واصدار الأمر إلى سجناء لاتخاذ أوضاع مجهدة جسديا.
وتعرضت وسائل الاستجواب الامريكية لتدقيق في الوقت الذي تم فيه الكشف عن انتهاكات ضد العراقيين من جانب أمريكيين في سجن أبو غريب شملت إبقاء السجناء عراة وتكويمهم فوق بعضهم بعضا واجبارهم على القيام بأعمال جنسية وتصويرهم في أوضاع مذلة.
وقال الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان المشتركة إنه بغض النظر عن وسائل الاستجواب فقد صدرت تعليمات إلى العسكريين بأنه "في جميع الاحوال سيلقون معاملة انسانية" في إشارة إلى السجناء.
وقال مايرز إن "الوضع المجهد لفترة زمنية طويلة أو التي تؤذي شخصا ما غير مسموح به."
واشار السناتور باتريك ليهي الديمقراطي عن ولاية فيرمونت إلى تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان تحدثت فيه بالتفصيل عن أساليب الاستجواب التي يستخدمها الأفراد الامريكيون في أفغانستان وتشمل الحرمان من النوم وإبقاء السجناء عراة ووضع أكياس على رؤوسهم أثناء الاستجواب واجبارهم على الوقوف أو السجود ساعات طويلة. وقال ليهي إن نفس الاساليب استخدمت فيما يبدو في العراق.
وقال ليهي "لا أعتقد انهم سينشرون أساليبهم على شبكة الانترنت. يوجد بالطبع بعض التدريب المنتظم."
وقال رامسفيلد "مسألة ما إذا كان هناك شيء منتظم مثلما أعتقد أنك قلت انه واضح فانه لا يبدو لى على أنه واضح."
وصورت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) الانتهاكات في أبو غريب على أنها أعمال حفنة قليلة. ووجهت الاتهامات إلى سبعة جنود.
وقال توم مالينويسكي المسؤول بمنظمة هيومان رايتس ووتش في واشنطن إن أساليب الاستجواب استخدمت "كسياسة" في السجون الامريكية في العراق وأفغانستان وفي القاعدة البحرية في خليج جوانتانامو بكوبا وتم اقرارها على أعلى مستوى في البنتاغون.
وقال إن هذه الاساليب تشمل الحرمان من النوم ومن الحواس وتعريضهم للضوضاء واجبارهم على اتخاذ أوضاع مؤلمة جسديا وتركهم عرايا.
وقال مالينويسكي في مقابلة "ما فائدة هذه الاساليب .. توجد إجابة واحدة.
الهدف من هذه الاساليب هو الحاق الألم والاذلال إلى مستوى معين. ومن حيث التعريف هذا الأمر غير قانوني."
واضاف "معاهدات جنيف لا تحدد أنه يمكنك أن تهين السجناء إلى حد معين. إنها تقول انه لا يمكنك أن تفعل ذلك."
ووصف مالينويسكي انتهاكات سجن أبو غريب بأنها من العواقب الحتمية لوسائل الاستجواب التي أقرها البنتاغون.
وتساءل مالينويسكي "ما أن تقول للقوات أنه من المسموح وضع أكياس على رؤوس المعتقلين وتقييدهم في أوضاع مؤلمة وحرمانهم من النوم وابقائهم عرايا لتسهيل استجوابهم كيف يمكنك الا تتوقع ان يتمادى البعض قليلا في هذه الامور."

/ انتهى / .