اعرب العلامه آية الله العظمي السيد محمد حسين فضل الله، عن اسفه ازاء صمت الدول الاسلاميه والعربيه تجاه المجازر التي ترتكب ضد اهالي غزه قائلا ان الجاامعه العربيه اصبحت اسما يمر في الذاكره الشعبيه العربيه.

وافاد مراسل وكاله مهر للانباء ان العلامه فضل الله الذي كان يتحدث خلال خطبتي صلاه الجمعه في الامامين الحسنين"ع"  في حاره حريك ببيروت اشار الي الاوضاع الماسويه في غزه قائلا :من فلسطين المحتلة، يبعث العدو برسائله المميتة إلى الواقع العربي والإسلامي، في عمليات الحصار التجويعي الخانق الذي يُسقط كل عناوين حقوق الإنسان، ليقول للعرب كلهم، وللمسلمين من حولهم، إنّ عنصر الضعف فيهم هو الذي يضغط على غزة، لتكون البطن الرخو في الأمة، وموقع الاستعراض الذي يبحث العدوّ من خلاله عن إمكان العودة إلى مستوياته المعهودة في القوة الردعية التي يحاول الحصول عليها بالضغط على أفواه الأطفال، وبإقفال الأبواب في وجه عناصر الطاقة بينما ينعم هو بالطاقة الغازية العربية، وربما بطاقات سياسية وإعلامية واستخبارية تدخل إليه من المنافذ العربية المتعددة بوسائل مختلفة.
وإضاف سماحته : الى جانب حرص العدو على انتزاع عناصر القوة من غزة في الموقف والسلاح، وتهديده بشنّ حرب تدميرية على البنية التحتية اللبنانية على خلفية سلاح المقاومة وموقفها، تنطلق من ساحاتنا الداخلية كلمات تحاكي العدو حتى في مشاعره وأحاسيسه، بانفعالية سياسية مستغرَبة، خصوصاً أن هؤلاء كانوا المطيّة لجملة من المشاريع الوافدة، ورأوا بأم أعينهم كيف أن الأمة أسقطت العدو ومن سار في خطه، بعدما احتضنت مشروعاً مقاوماً واحداً.
واكد خطيب صلاه الجمعه في بيروت : لعلّ ما يبعث على الاستغراب أكثر، أن العدو يعرب عن قلقه من إمكانية أن يتزوّد الجيش اللبناني دبابات أمريكية من نوع (أم60)، ويتحدث في وسائل إعلامه ـ فيما يشبه حال الرعب ـ عن التنسيق الحاصل بين الجيش والمقاومة، وعن أن المقاومة ضاعفت قوتها منذ حرب تموز من العام 2006 ثلاث مرّات، ولا يكفّ هؤلاء "اللبنانيون" عن التصويب على الهدف نفسه.
واضاف إننا نقول للعرب أولاً: إن إسرائيل هذه التي تدغدغ أحلامكم بعنوان "الاعتدال" سوف تبذل كل الجهود لإبقائكم تحت رحمة مشاريعها وخططها الجهنمية، والتي لا تقيم فيها وزناً لأي شيء عربي أو إسلامي، ولو أمكنها أن تحاصركم جميعاً في بيوتكم وشوارعكم وساحاتكم لفعلت، وبالتالي فهي أبعد ما تكون عن تلمّس خطوات السلام معكم، لأنها تتطلّع إلى السيطرة عليكم ومصادرة قراراتكم وثرواتكم، ولا تنظر إليكم إلا بعيونها العنصرية الحاقدة التي ترى في العرب حشرات وأفاعي وعناكب، كما تحدث عنهم حاخامهم الأكبر.
ونقول للبنانيين ثانياً: إن عليكم أن تعرفوا أنه في اللحظة التي تقررون أن تتنازلوا عن عناصر القوة الموجودة فيكم، وأن تنسحبوا من مسؤولياتكم في الدفاع عن أرضكم وعرضكم، وأن تُسقطوا من أيديكم السلاح الذي أسقط جبروت المحتل وأذاقه ألوان الهزيمة، ستتعامل معكم إسرائيل، كما تتعامل مع غزة في هذه الأيام، وهي لن تكون ـ عندها ـ في حاجة إلى ضرب بنيتكم التحتية وتهديمها، لأنها ستمسك ـ حينئذٍ ـ بمفاتيح المياه والكهرباء والوقود، وما إلى ذلك.
ونقول للفلسطينيين ثالثاً في السلطة الفلسطينية وخارجها: إن الآلام التي تعتري شعبكم بفعل سياسة الحصار التي يديرها العدو، إلى جانب شخصيات عربية وجهات دولية، ما كانت لتصل إلى ما وصلت إليه لولا تفرقكم وتشتتكم، ولولا نزاعاتكم التي أذهبت ريحكم، وجعلتكم تتحركون أمام العالم كمِزَق متنافرة وأطياف متباعدة.
واضاف العلامه فضل الله : إننا في الوقت الذي نبكي دماً على الشعب الفلسطيني الحيّ والمعطاء والصامد، والذي يختزن في عذاباته وآلامه آلام كل المستضعفين والجائعين والمعذَّبين في الأرض، نناشد القيادات الفلسطينية من هنا وهناك، أن تهجر غرورها، وتتطلّع إلى شعبها، وتباشر عملية الحوار الداخلية، قبل أن تأكل أطماعها وخلافاتها البقية الباقية من كل ما يتصل بفلسطين الشعب والقضية.
أما الجامعة العربية، فقد أصبحت اسماً يمرّ في الذاكرة الشعبية العربية من دون أن يُحرّك فيها شيئاً، لأنها لم تقتصر على كونها جامعة التناقضات العربية، بل أصبحت جامعةً للسقوط العربي المدوّي أمام العدو، وباتت تغري العدو بالعدوان أكثر، فهي لا ترد ضيماً ولا تستر عيباً.
وحول الصمت العربي والاسلامي حيال المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني قال العلامه فضل الله: إن ما نشاهده في فلسطين المحتلة لا يمثل تضييقاً على حركة الفلسطينيين فحسب، ولكنه تقييدٌ للحركة العربية كلها، ولا هو إقفالٌ للمعابر الفلسطينية فحسب، بل هو إقفالٌ لكل معابر الحرية في طول العالم العربي والإسلامي وعرضه، وليس هو حصارٌ لغزة وللفلسطينيين، ولكنه الحصار المضروب على الكرامة العربية والإرادة الإسلامية، وبالتالي فمن حق النسوة والأطفال والشيوخ في فلسطين أن يصرخوا بأعلى أصواتهم مردّدين: وا إسلاماه، وا عروبتاه ومن حقنا أن نجيب: وا خجلتاه، وا كرامتاه./ انتهي /