أكد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية ان الاقتصاد الايراني لم يتضرر الا قليلا جدا بالازمة الاقتصادية في العالم، معتبرا انخفاض اسعار المواد الدخيلة في الانتاج على الصعيد العالمي بأنه فرصة سانحة للبلاد.

وافادت وكالة مهر للانباء ان الرئيس محمود احمدي نجاد قال في حوار مباشر أجرته مع القناة الاولى في التلفزيون الايراني مساء امس الثلاثاء، ان قسما هاما من الاقتصاد العالمي والكتلة الغربية والرأسمالية اصيبت بأضرار بسبب الازمة الاقتصادية في العالم، مضيفا ان المدراء والمنظرين الاقتصاديين على المستوى العالمي يتحدثون الان عن الياس والاحباط فقط، حيث يتوقعون ان الامر يتطلب 3 او 5 او 6 سنوات لتحسين الوضع الاقتصادي.
وأشار الرئيس احمدي نجاد الى الاسباب التي حصنت الاقتصاد الايراني من التضرر بالازمة المالية، واوضح ان احد هذه الاسباب هو ان البلاد تواجه حظرا اقتصاديا، الا ان السبب الرئيسي يعود الى السياسات الجيدة التي اعتمدها المسؤولون من اجل مواجهة الحصار الاقتصادي، مضيفا ان نوعية نظرة الثورة الاسلامية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في البلاد والاعتماد على الكفاءات المحلية هي من نقاط قوة الاقتصاد الايراني.
وتابع انه حتى قبل بروز مؤشرات الازمة، كان خبراء الاقتصاد الايرانيون يتوقعون بروز ازمة في الاقتصاد العالمي، الامر الذي تطلب القيام بالتخطيط في مختلف القطاعات.
وأشار احمدي نجاد الى تشكيل فريق عمل خاص في حكومته لدراسة آثار وتبعات الازمة الاقتصادية في العالم على الاقتصاد الايراني، مضيفا ان النخبة الاقتصادية شاركت بشكل فاعل في فريق العمل.
وأكد رئيس الجمهورية ان وضع احتياطي العملة الصعبة في البلاد جيد جدا، وحتى لو استمر انخفاض اسعار النفط طيلة السنوات الثلاث القادمة، فإن بالامكان ادارة البلاد بشكل جيد، موضحا ان تنويع سلة العملة الصعبة وعدم حصرها في الدولار، كان في مصلحة البلاد سياسيا واقتصاديا.
وأكد ان الاقتصاد الامريكي المبني على الاقتصاد الرأسمالي الذي يدور حول محور تحقيق اكبر قدر ممكن من الربح، كان في حالة انهيار قبل الحرب على العراق، وأرادوا (الامريكان) من خلال الهجوم على العراق تفعيل اقتصادهم، الا انهم لم يتمكنوا من حل مشكلاتهم فضلا عن تفاقم عدم الثقة بإدارتهم، مضيفا ان جميع المفكرين الغربيين يعترفون بأن الغرب والاقتصاد الرأسمالي قد وصل الى طريق مسدود.
وانتقد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية محاولات نقل الازمة الاقتصادية الامريكية الى الاخرين، واثارة الحروب من اجل التغطية على الاخطاء، مشيرا الى وجود ضغوط غربية على الدول العربية المطلة على الخليج الفارسي لتساهم بـ 300 مليار دولار في تغطية الازمة./انتهى/