اكد رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية ان ما يجري في غزة يدمي كل ضمير حر، وان جرائم الصهاينة هي انعكاس لمعاملة الغرب من مفهوم ليبرالي والسيطرة معتبرا ان المعركة في غزة تبدا بامريكا وتنتهي عند العدو الصهيوني.

وافادت وكالة مهر للانباء ان الرئيس محمود احمدي نجاد قال في مقابلة خاصة مع قناة المنار ان المقاومة في فلسطين يقظة ومدركة لكي تمنع الصهاينة من تحقيق اهدافهم التي لم يستطيعوا ان يفرضوها بالعملية العسكرية، موضحا ان اهدافهم هي اهداف طويلة الامد وانهم من الاصل يسعون الى شرق اوسط جديد مستسلم كليا ويتبع لسلطة الاستكبار ولكن الحرب على لبنان لم تكن تسعى لتحقيق هذا الهدف بالكامل لكنهم كانوا يسعون لكسر حركة المقاومة ولكن بالمقاومة البطولية التي قدمها حزب الله والشعب اللبناني، خسر الاعداء هذه الحرب.
وتابع الرئيس احمدي نجاد قائلا "اليوم هم ايضا وراء هذا الهدف ولكنهم لا يتحركون من منطلق القوة. قبل 40 عاما كانوا يتفاخرون بقوتهم يتقدمون ويقتلون، ولم تكن امامهم مقاومة تذكر ولكن اليوم تحركهم ينبع عن ضعفهم. الهجوم على الاطفال والنساء والشعب الاعزل لا يعني انهم اقوياء لقد حدث تغير"، مضيفا "انا اعتقد ان هذا التغير مهم جدا. فالكيان الصهيوني متركز على ثلاثة قواعد اساسية: 
1- الفلسفة الوجودية لهذا الكيان والحديث عن الهولوكوست والظلم الذي لحق باليهود.
2- الهيبة الكاذبة للكيان الصهيوني: اسطورة الجيش الذي لا يُقهر.
3- عدم التنبه لما يحاك والفرقة في شعوب المنطقة.
 هذه القواعد الثلاثة انهارت والحمد لله".
وقال ان المقاومة في فلسطين مستقلة ونحن لدينا علاقة ايمانية وودية وثقافية مع الشعب الفلسطيني وحركة المقاومة الفلسطينية لقد كانوا مستقلين في اتخاذ قراراتهم وهم اليوم كذلك.
وأضاف "اعتقد ان الاسرائيليين عجزوا امام الشعب الفلسطيني ولا يريدون تقبل فكرة انهم هزموا من قبل قلة ويريدون ان يصوروا ان  اشخاصا اخرين يوقفون وراء حماس وجعلوها تنتصر ولكن هذا الكلام لن يقلل من قدرة المقاومة والجهاد لاهل غزة".
وأشار احمدي نجاد الى الجهود التي تبذلها الجمهورية الاسلامية الايرانية على المستويين الرسمي والشعبي من اجل إنهاء الازمة في غزة، وأضاف ان اكبر ضغط سياسي الان تقوم به ايران على الكيان الصهيوني ومن يدعمه، ونحن نسعى الى ايصال المساعدات لهم والمساعي كانت ولا تزال مستمرة، والان الكثير من قوافل الاغاثة في مصر او في طريقها الى مصر، وفي اي وقت تفتح المعابر ستصل هذه المساعدات الى غزة.
وقال "اذا كانت الحكومة المصرية مهتمة بمصير الشعب الفلسطيني لكانت اولا فتحت المعابر، ولو انها كانت تدافع عن الشعب الفلسطيني كان عليها ان تطلق يد الفلسطينيين للدفاع عن انفسهم. او على الاقل ان تقوم بجهد لوقف هذا العدوان".
واردف رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية بالقول: "نحن نتواصل مع مصر عبر القنوات الدبلوماسية المتاحة ونقوم بنقل مطالبنا والشعوب الاخرى. باعتقادي ان على الحكومة المصرية تغيير تصرفها اليوم في المحافل الدبلوماسية الغربية الجميع يتهم مصر ويقول ان اساس هذا المخطط والهجوم على غزة هو اقتراحا مصريا ومدعوما منها. اولا نحن نضع هذا الاتهام لمصر في اطار التفرقة التي يقوم بها الاعداء ولكن  على الحكومة المصرية ان توضح موقفها وان تقول ان لا علاقة لها بالامر، وعلى الحكومة المصرية ان تدين الامر وان تقوم بتصرف جدي لدفع التهم عنها لان ما حصل في لبنان ويحصل في غزة مقدمة لتغيير الظروف السياسية في المنطقة ولكن ليس كما يريد الاميركيون ومناصري الكيان الصهيوني بل ان التغيير تغيير الظروف لصالح شعوب المنطقة وكل المعطيات تشير الى ان هذه الامور لن تستمر".
وأكد ان "ما يطلب من حكومة مصر مطالب واضحة: فتح المعابر لان الشعب الفلسطيني ليس لديه سوى طريق مصر هذه الطرقات يجب ان تفتح لتصل المساعدات الى الناس، وان يتم اخلاء الجرحى، وان توضح وجهة نظرها وان تاخذ موقفا من الكيان الصهيوني"، وتساءل: "كيف يسمحون ان يقطع الشعب الفلسطيني وهم يسكتون عما يجري ولا يقومون بالادانة لما يحدث؟".
وبشأن القمة العربية المزمع عقدها في قطر، قال الرئيس احمدي نجاد ان "العرب يستطيعون الكثير على الصعيد السياسي يستطيعون قطع كل العلاقات العلنية والمخفية مع هذا الكيان يستطيعون الاستفادة من قدرتهم السياسية والضغط على داعمي الكيان الصهيوني بقطع العلاقات معهم وعليهم ان يستفيدوا من القدرة الاقتصادية والثروات"، مضيفا "انا لا اشك ان الدول العربية اذا فتحت المجال فان مئات الالاف بل الملايين من الشباب جاهزون للذهاب للوقوف الى جانب الفلسطينيين.  اذا ارادوا المساعدة يستطيعون ذلك ولكن عليهم اعتماد التجربة الفلسطينية".
وأعرب احمدي نجاد عن امله بأن تكون القمة مفيدة، وقال "نحن نطلب من الاخوة في الحكومات العربية ان يروا هذه المشاهد وهؤلاء الاطفال الصغار في فلسطين وان يروا العزة العربية والاسلامية والعزة الفلسطينية لا يظنوا انهم ضعفاء ويجتمعون نكون اقوياء فغزة الصغيرة تستطيع ان تهزم العدو فكيف اذا ما اجتمع ملايين العرب ان شاء الله يتحركوا من اجل مساعدة الشعب الفلسطيني ووظائفهم الانسانية. ونحن مستعدون لاي مساعدة لقيام حكومة فلسطينية موحدة على اراضي فلسطين".
وأكد ان الصهاينة لا يستطيعون الاستمرار في هذا الامر الى النهاية التي ستأتي عندما يفهم حماة الكيان الصهيوني ان لا انجازات لهم في غزة. وشدد ان الحكومات العربية تلعب دورا مهما جدا وعليها ان تضغط على حماة الكيان الصهيوني بدل الضغط على حماس اليوم فاذا تغيرت مواقف بعض الدول العربية غدا ينتهي الامر.
وأردف الرئيس محمود احمدي نجاد ان هناك تراخيا من قبل بعض الدول، واضاف "علينا ان نعرف ان هذه المعركة ليست معركة بين حماس والكيان الصهيوني وهذه جبهة كبيرة بين جبهة الحق والعدل والانسانية في مواجهة الاستكبار العالمي"./انتهى/