وذكرت وكالة الاعلام اللبنانية ان العلامة فضل الله قال في خطة صلاة الجمعة ببيروت اليوم " يواصل جيش العدو الإسرائيلي حرب الإبادة في غزة، عملا بفتوى كبير الحاخامات الذي وصف العرب بـ "الأفاعي والحشرات التي يجب التخلص منها"، بينما يجد بعض علماء المسلمين بأن نصرة أهل غزة ـ حتى على مستوى التظاهر ـ يمثل "عملا غوغائيا".
واضاف " في ظل هذا التواطؤ العربي والتراخي الإسلامي، تواصل آلة القتل الإسرائيلية الأميركية الصنع حصدها للأطفال والنساء والشيوخ، في محرقة بشرية تستخدم فيها القنابل الفوسفورية وغيرها من الأسلحة المحرمة التي تجربها أميركا مع إسرائيل باللحم الفلسطيني العاري، وبأجساد الطفولة الغضة البريئة على وجه الخصوص، عملا بالتعاليم التلمودية الداعية إلى القضاء على الحجر والبشر، وتنفيذا لما تعلمه اليهود من جلادهم النازي".
وتابع قائلا "إن محصلة ما ألقته طائرات العدو على غزة يساوي في قوته التدميرية قنبلة ذرية، كتلك التي ألقيت على هيروشيما، في تفاخر صهيوني على الشركاء الأميركيين بأنهم لا يقلون عنهم وحشية وقتلا وتدميرا. وعلى الرغم من ذلك كله، فإننا نلمح مشاركة أوروبية غير مباشرة في هذه الحرب، تجلت في رفض مجلس حقوق الإنسان التابع لدول الإتحاد الأوروبي تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول انتهاكات إسرائيل في عدوانها على غزة , لقد كشفت هذه الدول مرة أخرى عن وجهها الحقيقي، وعن ازدرائها لحقوق الإنسان عندما يتعلق الأمر بإنساننا العربي والإسلامي وبالشعب الفلسطيني، واستخفافها بشعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الشعوب بتقرير مصيرها، وهي الشعارات التي تتغنى بها هذه الدول وتستهلكها في خطابها السياسي، ولكنها تلفظها لفظ النواة عندما يتعلق الأمر بشعوبنا وقضايانا".
وأكد العلامة فضل الله "أننا أمام محرقة غربية إسرائيلية نازية تستهدف الشعب الفلسطيني في وجوده، وتريد معاقبته على صموده طوال هذه العقود في مواجهة المشروع الصهيوني الأكثر إجراما في التاريخ المعاصر، وهو مشروع من نتاج غربي لا يزال يتلمس الخطى لإنهاء القضية الفلسطينية بالكامل، والإجهاز على مشروع المقاومة والممانعة في المنطقة".
وقال: "أما العرب في عروشهم السلطوية، فقد تركز دورهم في مدى أكثر من عشرين يوما الماضية على تمديد الحرب الصهيونية على غزة، وتوفير أكبر الفرص للعدو لكي يتمكن من كسر شوكة المقاومة، ولو أمكن لبعض هؤلاء أن يترجموا رغباتهم، ويتجاوزوا الإحراج أمام شعوبهم، لذهبوا بعيدا في تأييد العدو علنا، وقد نقل بعض المسؤولين الأوروبيين تمنيات رئاسية عربية لإسرائيليين بانكسار "حماس"، كما أن رئيس كيان العدو نقل عنهم بأنهم يعتبرون حركة "حماس" كارثة ، ويريدون لإسرائيل أن تنقذهم من هذه الكارثة، مؤكدا أن كيانه يحارب بالنيابة عن أكثر الحكام العرب، واللافت أننا لم نسمع أي نفي من هؤلاء لهذه التصريحات التي أدلى بها المجرم "بيريز"، صاحب مجزرة "قانا" الأولى".
أضاف: "لقد لفظ العالم العربي أنفاسه الأخيرة في حركة الصراع، وتحول القائمون عليه إلى إنتاج صراعات داخلية في حركة الفتنة الداخلية التي يراد لها أن تشغل الشعوب عن قضاياها المصيرية , ومع ذلك فقد أظهر هؤلاء الحكام مستوى غير معهود في المراوغة السياسية، ومحاولات الاحتيال على شعوبهم، إلى المستوى الذي لم يسمحوا بلقاء عربي على مستوى القمة حتى في أعقاب مرور عشرين يوما على حرب العدو، وقد سعى هؤلاء لقطع الطريق على انعقاد القمة في قطر، ومارسوا ضغوطا هائلة على "حماس" لجعلها ترضخ لشروط العدو... ونحن نعتقد بأن الشعوب العربية لن تغفر لهم، ونلمح دورا كبيرا لها في العمل لجعل عروشهم تهتز في المرحلة القادمة".
وتابع العلامة فضل الله: "أما أميركا الإسرائيلية التي ينهي رئيس إدارتها المحافظة مهمته التلمودية في خدمة الكيان الغاصب، في مواقفه الأخيرة التي أكدت أن الحرب على غزة هي جزء من مهمة أمريكية ـ إسرائيلية مشتركة، تدفع الرئيس الأميركي في بعض المحطات إلى قطع محاضرته للإجابة على الاتصال الهاتفي من المجرم أولمرت، ومن ثم الاتصال بوزيرة خارجيته لإبلاغها بأن عليها الامتناع عن التصويت على قرار مجلس الأمن الذي صاغته بيدها، في إشارة أكيدة إلى أن السياسة الأميركية تصاغ في إسرائيل".
وقال: "إننا ندعو الشعوب العربية والإسلامية وجماهير الحرية في العالم إلى أن تبقى قوية هادرة في رفضها لهذه الحرب الوحشية المجنونة، لأن مواقفها الرافضة هي التي تمنح قضايا الحرية في العالم قوتها الحركية، وهي التي تنفتح على قضايا التغيير السياسية في إسقاط الأنظمة الخاضعة للاستكبار العالمي الذليلة في التزامها بسياسته للحفاظ على مراكزها السلطوية، لا على شعوبها المستضعفة التي تضغط عليها بلقمة الخبز والدواء والمشاكل الاقتصادية"./انتهى/
تاريخ النشر: ١٦ يناير ٢٠٠٩ - ١٩:١٢
اكد العلامة محمد حسين فضل الله ان آلة القتل الاسرائيلية الاميركية الصنع تواصل حصدها للاطفال والنساء والشيوخ في ظل التواطؤ العربي والتراخي الاسلامي.