وأفادت وكالة مهر للانباء ان برويز اسماعيلي قال في كلمة امام منتدى (غزة ووسائل الاعلام) الذي عقد صباح اليوم الاحد بطهران، انه اذا أمكن وصف احداث الاربعينات وحرب 1967 التي ادت الى احتلال اجزاء من الاراضي الفلسطينية وبعض الدول العربية، بأنها مرحلة ازدياد هيمنة الكيان الصهيوني، فمن المؤكد ان الهزيمة امام المقاومة اللبنانية في حرب تموز / يوليو 2006 والفشل الاخير في الحرب ضد المقاومة الفلسطينية في غزة، هي بداية لمرحلة افول وانهيار اسرائيل.
واضاف اسماعيلي انه بعد حرب تموز / يوليو 2006 في لبنان وإدراك هذه الحقيقة بأن اسرائيل غير قادرة على إلحاق الهزيمة بالمقاومة اللبنانية وحزب الله، نشأ (مثلث مشؤوم) بأضلاعه الثلاثة: امريكا واسرائيل وجبهة الدول العربية المسماة بالمعتدلة (مصر والسعودية والاردن و...)، لمتابعة عملية التطبيع بشأن فلسطين من خلال اتفاقات سرية لتحقيق هدفين: زعزعة روح المقاومة وصعود شخصيات مساومة الى السلطة بدلا من حكومة حماس القانونية.
وأردف ان العداء لحماس التي انتخبها الشعب الفلسطيني، بدأ من الايام الاولى لتوليها الحكم، واستمر من خلال فرض الحروب الدموية الداخلية بضلوع ابومازن وفتح وبالتالي الحصار التام والشامل وطويل الامد الذي حال دون دخول السلاح والغذاء والادوية الى غزة ثم الحرب الشعواء الاخيرة، ومن الملفت ان الكيان المصري الخائن ورغم تعهده لحكومة حماس بإبقائه على فتح المعابر وخاصة معبر رفح، الا انه لم يف بعهده، فيما بقي رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية منذ فترة محبوسا في غزة، وقد بلغت خيانة القاهرة حدا حيث وقعت وزيرتا خارجية الكيان الصهيوني وامريكا مساء الجمعة اتفاقية تعهدت فيه واشنطن لتل ابيب بأن القاهرة ستضع حدودها مع الشعب الفلسطيني تحت تصرف امريكا والكيان الصهيوني.
وأشار المدير المسؤول لصحيفة طهران تايمز الصادرة باللغة الانجليزية ان من نتائج حرب غزة إثبات احقية المقاومة وجدوائيتها وكذلك معارضة الرأي الاسلامي العام لخطط التطبيع المتوالية والمذلة وإثبات عدم جدواها، معتبرا تصريحات الرئيس السوري بشار الاسد بأن المبادرة العربية للسلام اصبحت ميتة، بأنها بمعنى دفن لعملية التطبيع.
وتابع برويز اسماعيلي كما ان جبهة المقاومة اتسع نطاقها الجغرافي اكثر فاكثر، الى حد يمكن القول معه انها تجاوزت حدود العالم الاسلامي، فإذا كان حزب الله والفصائل الفلسطينية المقاومة تشكل كيان جبهة المقاومة، فاليوم اصبحت المقاومة قضية عالمية، مضيفا ان من النتائج الاخرى لحرب غزة والمقاومة هو انه لم يعد بمقدور بض القادة العرب التمشدق بالمظاهر العربية والاسلامية من جهة والتعامل مع الكيان الصهيوني ضد مصالح الشعب الفلسطيني من جهة اخرى، لذلك من نتائج حرب غزة فرض العزلة على المساومين العرب.
وأردف ان من النتائج الاخرى هي فضح الطبيعة المعادية للانسانية للكيان الصهيوني فضلا عن ماهيته المعادية للاسلام، ويدل على ذلك اتساع نطاق الاستياء العالمي تجاه الكيان الصهيوني بشكل غير مسبوق، حيث اخذ الرأي العام العالمي يعتبر اسرائيل بانها كيان معادي للانسانية.
وأكد ان مقاومة اهالي غزة جعلت الدفاع عن المظلوم قيمة عالمية، وفي المقابل فضحت زيف المظلومية الكيان الصهيوني القابعة وراء محرقة الهولوكوست المزعومة، حيث وثقت مئات وسائل الاعلام والكاميرات ظلم وإجرام هذا الكيان الى الابد ونقلت مشاهد الابادة الجماعية والمجازر الصهيونية الى الرأي العام العالمي.
وقال ان قوة وسائل الاعلام المستقلة في إيصال حقائق الجرائم في غزة الى العالم، ادت الى فضح التعامل الانتقائي مع الحقائق في امريكا والكيان الصهيوني، وأثبتت للرأي العام العالمي اي نوع من حرية البيان ترغب بها امريكا، لذلك فان حماسة المقاوم في غزة اثبتت ان قوة المراسلين ووسائل الاعلام الباحثة عن الحقيقة اكبر من الآلة العسكرية لمجرمي الحرب الدوليين.
وأضاف المدير التنفيذي لوكالة مهر للانباء ان صمود جبهة المقاومة جعلت قطع العلاقة مع الكيان الصهيوني، قيمة تعدت حدود جغرافيا العالم الاسلامي، بحيث كانت فنزويلا وبوليفيا من اوائل الدول التي اعلنت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع تل ابيب، ثم التحقت بهما قطر وموريتانيا وبالتأكيد فإن سائر الدول الاسلامية ستلتحق بهذه الحركة، مؤكدا ان المقاومة مستمرة وكذلك فان رسالة الاعلام لم تنته، ولابد من التنبه الى ان استمرار الحصار على غزة هو استمرار للابادة الجماعية، ويجب كسر هذا الحصار مهما كان الثمن، داعيا الى تحطيم تابوه توفير السلاح لحماس، فعندما يكون مجرمي الحرب احرار بفعل ما يشاؤون، فأنه لابد من الاذعان بالحق المشروع للحكومة الفلسطينية المنتخبة في تأمين القوة الدفاعية./انتهى/
تاريخ النشر: ١٨ يناير ٢٠٠٩ - ١٧:١١
أكد المدير التنفيذي لوكالة مهر للانباء أنه مادامت المقاومة مستمرة فأن رسالة وسائل الاعلام لن تنتهي، مضيفا ان قوة وسائل الاعلام المستقلة في إيصال حقائق الجرائم في غزة الى العالم، ادت الى فضح التعامل الانتقائي مع الحقائق في امريكا والكيان الصهيوني.