سابعوافادت وكالة مهر للانباء ان قائد الثورة الاسلامية اكد ان الالتزام بالنظام الاسلامي ومبادئه السامية والايمان وتطبيق العدالة والامانة والسعي في سبيل عزة واستقلال البلاد وتجنب اثارة النزاعات الفئوية والمتابعة الجادة للاحتياجات والمطاليب الحقيقية للشعب والنظرة الوطنية تجاه القوانين والارتباط المنطقي مع سائر السلطات تعد من اهم الخصائص والواجبات التي يجب ان تحظى باهتمام كامل من قبل نواب الشعب في المجلس السابع.
وفيما يلي نص بيان سماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي بمناسبة افتتاح المجلس السابع:
شكرا لله العزيز الحكيم الذي اعز الشعب الايراني ونصره مرة اخرى في واحدة من افضل الاختبارات التاريخية , وبفضل الاصوات النيرة لافراد الشعب انعقد مجلس الشورى الاسلامي في دورته السابعة في موعده القانوني.
سلام الله على الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وعلى جميع الانبياء والائمة المعصومين وخاصة الامام المهدي الموعود (عج) ارواحنا فداه , ملهم الشعب الايراني وسراج طريق البشرية.
تحية الى مؤسس الجمهورية الاسلامية وشهداء درب تحرر وشموخ ايران الذين طبقوا الاسلام وحطموا قيود الاسر وفتحوا طريق استقلال وسمو الشعب , وهدموا قلعة الاستبداد القديمة ,وارسوا بناء السيادة الشعبية الدينية بجهود الشعب العظيم.
لقد مضت اربعة وعشرون عاما من التشريع من خلال ست دورات لمجلس الشورى الاسلامي بجميع متاعبها وتقلباتها بحول الله وقوته , ولم يتحمل الشعب الايراني في تجربته الاولى الخالدة في التاريخ من خلال سعيه ومثابرته المثيرة للاستحسان ان يتاخر انعقاد المجلس حتى ولو ليوم واحد ولم يقبل بغياب مجلس تشريعي , والآن فان المجلس السابع يبدأ اعماله في موعده القانوني , وانتم النواب الجدد تجتمعون في بيت الشعب الذي هو المركز الرئيسي للتحرك نحو المستقبل.
ارى من واجبي ان اشكر من الصميم الفضل الالهي في انعقاد المجلس في موعده المحدد والمشاركة الحماسية للشعب في انتخابات العشرين من فبراير / شباط, ان انتصار الشعب على هذه المؤامرة المعقد والاستكبارية "تأجيل المجلس" كانت ظاهرة لا تنسى ومليئة بالعبر بالنسبة لحاضر ومستقبل النظام الاسلامي , ولم يحدث هذا الا بمنة خاص من لدن الباري تعالى.
وارى من واجبي ان اشكر المسؤولين والقائمين على الانتخابات في وزارة الداخلية ومجلس صيانة الدستور فردا فردا على تعاونهم وجهودهم التي مهدت لهذه العناية المعنوية والالهية.
والآن وقد انتخبتم ايها الاخوة والاخوات من قبل الشعب الايراني في انتخابات نزيهة وحرة ومن خلال منافسة حماسية لعضوية مجلس الشورى الاسلامي نيابة عن هذا الشعب المؤمن الحر , ارى من الضروري ان بلغكم بعض الامور الهامة:
1- ان عضوية المجلس تعني الحضور في مجال اسداء الخدمة للشعب , ويجب ان تعتبروا هذا النجاح الكبير هبة الهية وان تشكرا الله عليها , شريطة ان لا تغفلوا عن الالتزام بواجبكم في اسداء الخدمة , ان المجلس في الحقيقة وليس قولا فقط هو بيت الشعب.
2- انتم منتخبو الشعب الذي اثبت ولاؤه للنظام الاسلامي ومبادئه الاسلامية , وان هذا الانتخاب يضع مسؤولية على عاتقكم , وهو مبين في بنود الدستور وخاصة في يمين القسم , وعليكم الالتزام باهمية هذا القسم وابعاده.
3- الشعب دائما يؤيد النواب المؤمنين والذين يسدون الخدمة ويطبقون العدالة ويتحلون بالامانة ويسعون في سبيل عزة واستقلال البلاد , وينتخب الشعب مثل هؤلاء الافراد الذين يمتلكون هذه الصفات في كل دورة , فعليكم تثمين ثقة الشعب والحفاظ على هذه الخصال في المجلس.
4- ان اي كلام وسلوك في المجلس من شأنه ان يؤدي الى زعزعة النظام واذكاء النزاعات الفئوية وتفكيك عرى التضامن الوطني وبث الامل في نفوس العدو للتغلغل في صفوف الشعب والمسؤولين وتثبيط الشعب باداء نوابهم ويشكك في مصداقيتهم , هو بلا شك يتعارض مع المهام النيابية , فعضو المجلس في هذه الحالة يفقد حق النيابة ويجلس في مكان غير مؤهل له.
5- تعرفون احتياجات ومطاليب الشعب , ففرص العمل ومكافحة الفساد المالي واجتثاث الحرمان من المناطق الفقيرة والسيطرة على التضخم ومكافحة الغلاء وتسيير عجلة الخدمات ونشر والارتقاء بمستوى الثقافة والاخلاق , وازدهار العلوم والابحاث , واستجواب مسؤولي الدولة ومساءلتهم , تعتبر من اهم هذه المطاليب وهي التي تمكن من تحقيق العدالة الاجتماعية والتقدم والتنمية , يجب ان لا تحل الاحتياجات الوهمية والمصطنعة التي تروج لها وسائل الاعلام الاجنبية والمعادية , بدلا لهذه المطاليب الحقيقية.
6- ان الارتباط الحقيقي مع الشعب يستدعي حضوركم بينهم وعدم الابتعاد عن المستوى المعيشي المتوسط للشعب , ان المعيشة المتواضعة وتجنب الاسراف والانفاق على الشؤون الشخصية وغير الضرورية من بيت المال , هي شروط ضرورية للمحافظة على هذا الارتباط , ان ترويج الثقافة الارستقراطية والكماليات والزيارات الباهظة التكاليف وعديمة الفائدة والتي تنفق من اموال الشعب , هي بعيدة عن شأن النائب في المجلس وعاملا على انهدام الصلة بين النائب والشعب.
7- ان النظرة الوطنية تجاه جميع القوانين والخطط المصادقة عليها من قبل المجلس , هي واجب كافة النواب , فالمجلس يحتوي على انواع الآراء والتوجهات السياسية والقوميات الايرانية واتباع الاديان واهالي مناطق مختلفة في البلاد , كل هذه الرغبات الاقليمية والقومية والمحلية يجب ان تتحد في ظل نظرة وطنية , وبدلا من اصدار قوانين قليلة الاثر وغير عملية على المدى القصير , يجب اصدار قوانين مجدية ومؤثرة وشاملة ومدروسة.
8- ان استقلالية النواب وشخصيتهم الوقورة والراسخة هو مطلب جميع موكليهم , يجب ان لا يخضع النائب لاي طمع او تهديد ويمنعه من اداء مهام نيابته , كما ان الكفاءة والتقييم والشجاعة هي المعايير الصحيحة لكلام وافعال النواب.
9- ان الارتباط المنطقي مع سائر السلطات على اساس التعاون والتعاطف , هي واجب مهم آخر للمجلس , وتتحقق هذه المهمة من خلال الاشراف القانوني ومأسسة تحمل المسؤولية تجاه باقي السلطات , فالتعامل والتفاهم مع مجلس صيانة الدستور والتي تعتبر جزءا من السلطة التشريعية تأتي في المقدمة, كما ان الارتباط مع المتخصصين في المجالات العلمية والعملية والاستفادة من تجاربهم وافكارهم القيمة ستكسب المجلس الذي يتكون بحمد الله من علماء وخبراء ومتخصصين , خبرة اضافية.
10- ان بلادنا والمنطقة تمر في الوقت الراهن في ظروف خاصة , فتواجد قوات الاحتلال الامريكي والبريطاني المعتدية في العراق واستفزازاتهم المستكبرة والصلفة وبالاخص اساءتهم الى المشاعر الدينية والحمية الوطنية للمسلمين قد اوجدت وضعا حساسا , وبعض التهديدات تستهدف زعزعة مكانة الجمهورية الاسلامية وابطاء او وقف المسيرة العلمية والتكنولوجية.
بل شك فان ايا من هذه التهديدات لن تثني من العزيمة الراسخة للمسؤولين او تضعف الخطوات الراسخة للشعب والحكومة , ويقع على عاتق نواب الشعب في المجلس مسؤولية جسيمة في هذا المجال , ان كلامهم وعملهم يجب ان يجلب للبلاد وحدة الشعب والعزة الوطنية والايمان والامل والسعي والوعي والاخلاق والفضيلة والتحرر والعزيمة والارادة الصلبة, فمثل هذا المجلس هو خلاصة الفضائل وسيكون على رأس الامور بشكل طبيعي.
اسأل الله تعالى ان يوفقكم جميعا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السيد علي الخامنئي
6 خرداد 1383 هجري شمسي
الموافق 26 مايو/ايار 2004م