اكد سفير الجمهورية الإسلامية لدى فرنسا سيد مهدي مير ابوطالبي أن الرئيس الأميركي باراك اوباما لم يقم بعد بأي خطوة حتى الآن لترجمة وعوده الانتخابية إزاء إيران إلى أعمال.

 وأفادت وكالة مهر للأنباء  أن ابوطالبي قال في حديث لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء, "لا يمكننا تشكيل نظرة واضحة حول سياسة اوباما تجاه إيران إلا عندما يترجم وعوده إلى أعمال".
 واعتبر السفير الإيراني أن قرار واشنطن إضافة زمرة (بيجاك) في قائمة المنظمات الإرهابية أمر جيد, ولكنه في الوقت نفسه حذر من "اللعب بورقة الإرهاب", وقال "هي لعبة خطرة تقوم بها الدول التي تدعي محاربة الإرهاب وعلى هذه الدول العمل بطريقة شفافة في هذه المسألة".
 واستطرد "من الجيد أن يضيف الأميركيون زمرة بيجاك على قامة الإرهاب ولكن يجب معالجة موضوع الإرهاب بشكل شامل ونتمنى أن تتخذ فرنسا والدول الأوروبية خطوات في هذا الاتجاه وأن تتصرف بأسلوب حسن في محاربة الإرهاب", مؤكدا أن إيران "عانت كثيرا من الإرهاب".
 وتطرق إلى مسألة شطب زمرة المنافقين عن لائحة المنظمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي, وقال "لقد تصرف الاتحاد الأوروبي بطريقة سياسية بحتة في هذا الملف والقرار الأوروبي لا يغير من طبيعة زمرة المنافقين الإرهابية".
 وتساءل فيما إذا "كان الأوروبيون يريدون محاربة الإرهاب أم اللعب بورقة الإرهاب؟", وانتقد فرنسا لأنها تمنح اللجوء لأعضاء هذه الزمرة رغم أنها تملك كافة الدلائل, منذ أكثر من ست سنوات, على تورطهم في أعمال إرهابية في فرنسا وفي العراق وإيران.
 وأضاف "السؤال هو لماذا فرنسا تبقي الملف مجمدا رغم امتلاكها كافة الدلائل, فنحن ننتظر أن تتخذ باريس موقفا حاسما في هذه القضية".
 واعتبر الدبلوماسي الإيراني أن الموضوع النووي عبارة عن "لعبة سياسية يقودها الأميركيون", وقال إن الدول الأوروبية تسير خلف الولايات المتحدة في هذا الموضوع دون أن تعرف الكثير, مؤكدا أن ايران لها "الحق الشرعي بالحصول على الطاقة النووية في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي التي وقعتها".
 وتابع "إذا كان الأميركيون والأوروبيون يريدون حرماننا من حقنا الشرعي فهذا مستحيل أن نقبله ونحن لم نطلب أي شيء إضافي عن حقنا ضمن إطار المعاهدة الدولية".
 وذكر أن الجمهورية الإسلامية كان لها اتفاقات مع الولايات المتحدة لبناء مفاعل نووي واتفاق شراكة مع فرنسا في مجموعة ايروديف النووية, وأن غياب الثقة مع الغرب بدأ بعد ان تم تعليق هذه الاتفاقات بشكل آحادي من جانب واشنطن وباريس, وصرح "اليوم نملك التكنولوجيا النووية ويمارسون ضغوطا علينا وهي ضغوط سياسية", موضحا أن إحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن جعله "سياسيا" وليس تقنيا.
 وأوضح "في معاهدة حظر الانتشار النووي هناك عدة شقوق أولا نزع التسلح لدى الدول التي تملك ترسانة نووية وشق آخر لمراقبة الأنشطة النووية وشق لمساعدة الدول التي ترغب بالحصول على تكنولوجيا نووية وللأسف الدول الكبرى التي تملك ترسانات نووية لا تحترم هذه المعاهدة وفي الوقت نفسه تشجع دول أخرى تخالف القانون ولا تلتزم بالمعاهدة مثل إسرائيل وباكستان والهند على مواصلة أنشطتها النووية مما يقود إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة".
 وأضاف ابوطالبي "انظروا إلى الكيان (الصهيوني) غير الشرعي الذي أقيم منذ 60 عاما في المنطقة ويقتل المدنيين ويهدد الدول الأخرى وهو يملك ترسانة نووية".
 وذكر الدبلوماسي الإيراني أن طهران التزمت بمعاهدة جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية, وتساءل "الذين يدعون السعي عن الشرعية الدولية لماذا لا يقومون بشيء في هذا المجال؟", وشدد على أنه "طالما استمرت سياسة الكيل بمكيالين فلا يمكن التوصل إلى حل منصف".
 وانتقد السفير الإيراني الدول الأوروبية التي "لا تفعل شيء إلا النظر إلى الولايات المتحدة", وذكر أن "المفاوضات حول الملف النووي لم تتقدم منذ ستة أشهر لأن أوروبا غير قادرة على تقديم أجوبة واضحة على الأسئلة الإيرانية".
 وأكد السفير الإيراني الجديد لدى فرنسا سيد مهدي مير ابوطالبي أن إيران أقامت دائما علاقات "ممتازة" مع إيطاليا وحذر الدول الأوروبية من الوقوع في لعبة واشنطن التي تريد أن تشارك الدول الأوروبية في مشاكلها واستبعادها من المنافع الاقتصادية.
 وقال السفير الإيراني "كان لدينا دائما علاقات ممتازة مع إيطاليا وتطورت بشكل دائم", واعتبر أن "سياسة رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني تتأثر بالرؤية الأميركية وهذا يقود إلى بطء تطور العلاقات مع إيران على المستوى الثنائي, ولكن مواقف السياسيين ليس لها سوى نتائج محدودة على تطور العلاقات التجارية والاقتصادية"./انتهى/