حذر قائد الثورة الاسلامية من ان العدو وبعد انتهاء حرب غزة، يسعى الى التأثير على الرأي العام في غزة عبر الحرب النفسية والاعلامية، من اجل اتهام المقاومة الاسلامية بانها المسؤولة عن محنة ومعاناة السكان، داعيا الى مواجهتها.

وأفادت وكالة مهر للانباء ان سماحة آية الله السيد علي الخامنئي وخلال استقباله الامين العام لحركة الجهاج الاسلامي في فلسطين رمضان عبدالله شلح، هنأ بانتصار اهالي قطاع غزة والمقاومة الاسلامية خلال الحرب الاخيرة، مؤكدا ان ما حدث في غزة كان حقا اشبه بالمعجزة.
ولفت سماحته الى ان اهالي غزة قدموا حقا امتحانا جيدا في هذه الحرب، وقد خرج المسؤولون والمدراء الميدانيون من هذا الامتحان مرفوعي الرأس بأدائهم الجيد ومواقفهم الموحدة والحازمة، واعتبر النجاح في استقطاب اهتمام الرأي العام العالمي بأنه احد الانتصارات الكبرى للمقاومة الاسلامية، مشيرا الى اهمية الكبرى لدور الرأي العام العالمي في قضايا غزة، حيث فشلت محاولات العدو من اجل شطب اسم فلسطين من القاموس العالمي، وتقديم الفلسطيني على انه عنصر متمرد.
وشدد سماحة آية الله الخامنئي على ضرورة استمرار التواصل مع الرأي العام، واضاف ان العدو وبعد انتهاء حرب غزة، يسعى للتأثير على الرأي العام في غزة من خلال الحرب النفسية والاعلامية لاتهام المقاومة الاسلامية بأنها المسؤولة عن محنة ومعاناة الاهالي.
وأكد سماحة قائد الثورة الاسلامية ان الكيان الصهيوني يقترب من الافول يوما بعد آخر، لافتا الى ان امريكا واوروبا غرسوا الكيان الصهيوني في الشرق الاوسط من اجل الهيمنة على هذه المنطقة، الا انه الان وبعد مضي 60 عاما فقد وصل هذا الكيان الى حد انهم يريدون ومن اجل الحفاظ على بقائه، ان يجلبوا سفن حربية من اوروبا وامريكا، لتنتشر على السواحل القريبة من الاراضي المحتلة.
واعتبر سماحة آية الله الخامنئي حضور عنصر الدين والاسلام بأنه العامل الرئيسي للنجاح والانتصارات التي حققها الشعب الفلسطيني، وشار الى القضايا المتعقلة بحرب غزة وما بعدها، ولفت الى ان هذه الحرب والتطورات المتعلقة بها كانت حقا حربا مفرقة ومبينة لجبهة الحق والباطل، وكشفت جيدا الوجه الحقيقي للمنافقين، مؤكدا ان قوة المواقف السياسية تعزز الانتصارات العسكرية وانه لا ينبغي في الساحة السياسية الخضوع لشروط ومطالب العدو وانما لابد من الاعتماد على القدرات الذاتية وإجبار الطرف المقابل على الانسحاب كما في الساحة العسكرية.
وأعرب قائد الثورة الاسلامية في ختام اللقاء عن امله بتحرير كامل الاراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدا انه الان وقد برزت مؤشرات الوعد الالهي، فإن ايماننا القاطع والراسخ هو اننا اذا واصلنا المسيرة على هذا المنوال فإن النصر النهائي سيتحقق في المستقبل غير البعيد.
وفي هذا اللقاء، شرح الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين مجريات حرب غزة والتطورات المتعلقة بها، معربا بالنيابة عن الشعب الفلسطيني وقوى المقاومة عن الشكر والامتنان للدعم الشامل لسماحة قائد الثورة والشعب الايراني العظيم، لقضية فلسطين، معتبرا الانتصار في غزة بأنه في الحقيقة انتصار للشعب الايراني.
وأضاف رمضان عبدالله شلح ان العدو الصهيوني ورغم الدراسات التي اجراها عن نقاط ضعفه في حرب تموز / يوليو 2006 ضد لبنان والتجارب التي اختزنها، الا انه لم يتمكن من تحقيق اهدافه في حرب غزة، مبينا ان الانجاز الوحيد للكيان الصهيوني في حرب غزة كان في قتل النساء والاطفال.
وأكد ان الانتصار في حرب غزة اثبت ان الكيان الصهيوني لم يعد ذلك الكيان الذي هزم الجيوش العربية في حرب الايام الستة، والان فقد بدأ العد العكسي لمرحلة افول الكيان الصهيوني، مضيفا ان العدو الصهيوني وحماته كانوا يتوهمون ان غزة هي اضعف حلقة لدى المقاومة الاسلامية في المنطقة، الا ان فشل الكيان الصهيوني في هذه الحرب رغم انعدام التكافؤ العسكري بشكل كبير، يعتبر تطورا استراتيجيا كبيرا في المنطقة ما يبشر بالنصر النهائي في فلسطين.
واعتبر رمضان عبدالله شلح عنصري الايمان والجهاد والايديولوجيا الاسلامية بأنها العامل الرئيسي لقوة فصائل المقاومة، ولفت الى ان العدو الصهيوني وحماته وبعد الفشل في الميدان العسكري، بصدد التعويض عن ذلك الفشل، في الساحة السياسية، الا ان فصائل المقاومة الفلسطينية ومن خلال وحدتها الكاملة وتعزيز مواقفها ستجبر العدو على الانسحاب في الساحة السياسية ايضا./انتهى/