في خطوة جريئة تدل على مدى قدرات ايران التقنية ومثابرتها الدؤوبة للحصول على الطاقة النووية السلمية قامت بتشغيل اول محطة كهروذرية في بوشهر بشكل تجريبي مما يدل على تربع ايران على عرش التقدم العلمي والتطور التقني .

هذه المحطة اصبحت رمزا لاباء وشموخ الشعب الايراني ودرسا للشعوب الاخرى حيث انها خير دليل على ان الشعوب يمكنها ان تعمل المستحيل من خلال مثابرتها واصرارها على المضي في مسيرها دون النظر الى الوراء.
وتضم المحطة مفاعلا تصل قوته الى 1000 ميغاواط حيث يعمل بالماء المضغوط وذلك في اطار خطة ايران الرامية الى تعزيز قدراتها النووية لانتاج 20 الف ميغاواط من الطاقة الكهربائية خلال السنوات القادمة.
واضافة الى تشغيل محطة بوشهر النووية فان ايران حاليا تعتبر ضمن الدول التي تمتلك تقنية بالغة التعقيد في انتاج غاز "هكسا فلورايد اليورانيوم" يستخدم في انتاج الوقود للمفاعلات النووية.
وحسب التقديرات فان ايران تحتل حاليا المرتبة السابعة بين الدول المتقدمة التي تنتج غاز الـ "يو اف 6" وهي عملية تتطلب تقنية متقدمة جدا يقوم بها مجموعة من الخبراء الايرانيين معتمدين على امكانياتهم المحلية.
ورغم الضغوطات الدولية والحظر الاقتصادي والمضايقات السياسية التي فرضها ويفرضها اللوبي الصهيوني على ايران فان هذا البلد استطاع ان يجتاز كل العقبات ويحقق طموحاته دون الاستعانة بالدول التي تحتكر التقنية النووية.
فمما لا شك فيه فان تدشين محطة بوشهر النووية يعتبر انجازا وطنيا للشعب الايراني الذي بات يتقدم الى الامام بسرعة فائقة كي يصبح بلدا يحسب له الف حساب في مجال العلوم والتقنيات العالية.
فايران قبل ذلك اطلقت قمرها الصناعي اميد عبر صاروخ السفير دون الاستعانة بالدول الصناعية مما ارغم العالم على تغيير نظرته الى ايران واحترام ارادة هذا الشعب.
فرغم التهديدات التي اطلقتها اميركا لثني ايران عن مواصلة نشاطاتها النووية السلمية فقد واصلت ايران مسيرتها وفق بوصلتها الممنهجة ولم تتزعزع امام التحديات التي واجهتها خلال الاعوام الماضية.
فاولئك الذين يسعون الى تخويف دول المنطقة من نشاطات ايران النوويه نسوا او تناسوا ان اسرائيل دشنت في مساحة ضيقة ومغتصبة 9 مفاعلات نووية عسكرية تهدد امن الدول الاسلامية برمتها.
فلو تمت المقارنة بشكل منصف بين نشاطات ايران النووية ونشاطات اسرائيل نرى ان اسرائيل تمتلك اكثر من 250 رأس نووي جلها موجهة الى عواصم الدول العربية والاسلامية رغم انه لا يوجد عداء بالمفهوم المتعارف بين اسرائيل والانظمة العربية المتخاذلة.
ولكن ثمة دول عربية تعمل وفق اجندة اميركية واسرائيلية تسعى الى تضخيم نشاطات ايران النووية والايحاء بان ايران العدو الاول للامة العربية وليست اسرائيل.
فهذه الدول لاتعمل لكي تواكب التقدم والازدهار بل شغلها الشاغل استخدام مواردها النفطية لتدريب المجموعات الارهابية ودفعها الى الدول الاخرى مثل العراق وباكستان لضرب الشيعة و زعزعة الاستقرار في تلك الدول.
هذه الدول التي تعتبر من اكثر البلدان في العالم تخلفا من الناحية الثقافية والعلمية والاجتماعية اصبحت عالة على العالم وعلى دول المنطقة المتقدمة اذ انها تفتقر الى ابسط المقومات الحضارية ولا تراعي ابسط حقوق الانسان حتى بحق شعوبها.
كل ما تقوم بها هذه الدول هي اقامة مهرجانات لانتخاب ملكة جمال الابل واقامة سباقات الخيول وكأنها تعيش في عهد الجاهلية.
فاذن ايران تتسابق مع الزمن وتتقدم الى الامام بوتيرة عالية حيث ان الجيل الحالي ارتأى ان يترك رغد العيش ويضحي بنفسه لكي ينعم  الجيل القادم بالرخاء من خلال مواكبة العالم المتقدم وهذا امر وارد في قاموس الثقافة الايرانية المعروفة بالتفاني والتضحية من اجل الآخرين./انتهى/
حسن هاني زاده – خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء