بعث آية الله مكارم شيرازي رسالة مفتوحة الى الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي، دعا فيها الى اشراف هذه المنظمة على ادارة شؤون الحرمين الشريفين.

وأفادت وكالة مهر للانباء ان آية الله ناصر مكارم شيرازي اعرب عن اسفه في رسالته التي بعثها الى الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي، تجاه الممارسات المثيرة للتفرقة من قبل مجموعة من الوهابيين المتطرفين خلال أداء مراسم الحج والعمرة، داعيا هذه المنظمة الى الحيلولة دون بروز مثل هذه الممارسات، والاشراف على الشؤون الثقافية والدينية للحرمين الشريفين.
ووصف آية الله مكارم شيرازي مراسم الحج والعمرة بأنها من اعظم التجمعات للجماهير التي تمثل العالم الاسلامي بكل قومياته ومذاهبه المختلفة، ومن اللائق ان تتم الاستفادة من هذا التجمع العظيم في تعزيز الوحدة والانسجام بين المسلمين، مستدركا انه من المؤسف شوهد في السنوات الاخيرة تصعيد الممارسات المثيرة للفرقة من قبل مجموعة من الوهابيين المتطرفين اثناء اداء هذه المراسم العظيمة، مستغلين موقعهم لترويج العقائد التكفيرية والعنف عبر توزيع آلاف الكتب والنشريات المليئة بالاكاذيب والافتراءات ضد المذاهب الاسلامية وخاصة المذهب الشيعي، فيما يستغلون منابر المساجد والحرمين الشريفين ومقبرة البقيع لتكفير سائر المسلمين، وهذه بدعة خطيرة ستكون لها تبعات غير محمودة.
وأضاف آية الله مكارم شيرازي، انه بلغ الامر مؤخرا الى ان يقوموا بممارسات ضد مواطنيهم الشيعة، تلك الممارسات التي لا تتفق مع القوانين الاسلامية ولا الاعراف الدولية، حيث قام جمع باسم هيئة الامر بالمعروف، بالاساءة الى النساء من الزوار الشيعة السعوديين في المدينة المنورة، واشتبكوا مع رجالهم، وجرحوا عددا منهم بالسكاكين، واعتقلوا عددا آخر. هذا في حين ان كل الزوار هم ضيوف الرحمن وقد صرح القرآن الكريم بان كل الاشخاص في الاماكن المقدسة متساوون سواء المقيمين والزوار: (سواء العاكف فيه والباد).
وأوضح هذا المرجع الديني، انه دعا مرار مفتي السعودية الى المباحثة العلمية والمنطقية والنقاش الديني بشأن القضايا المذهبية المختلف بشأنها، ولكنهم وبدلا من تلبية هذه الدعوة، يفضلون ان تتصدى عناصرهم المتعصبين القاسين للحجاج في مراسم الحج او المعتمرين في مراسم العمرة، وينشروا بينهم عقائدهم المغلوطة مصحوبة بالاساءات والانتهاكات، والعجيب انهم لا يسمحون ابدا بأي رد او توزيع الكتب التي تدافع عن عقائد الاخرين، وكأن الحرمين الشريفين ملكا لهم، فهم لا يرحمون مواطنيهم ولا رعايا الدول الاخرى.
ولفت آية الله مكارم شيرازي الى انه بناء على القوانين والاعراف الدولية فإن اي حكومة عندما تمنح التأشيرة لرعايا الدول الاخرى، فانها يجب ان تراعي معهم آداب الضيافة وتوفر الامن لارواحهم واموالهم، لا ان توفر الاجواء والاسباب للاساءة اليهم وإهانتهم، مضيفا اننا نبهنا العلماء والمسؤولين المعنيين في السعودية مرار بهذه القضايا، الا اننا لم نحصل على نتيجة الى الان.
وختم آية الله مكارم شيرازي رسالته بأنه فيما اذا لم يرغب او لم يستطع المسؤولون السعوديون ان يمنعوا هذه الممارسات من قبل الوهابيين المتطرفين الذين يشكلون نسبة ضئيلة من مسلمي العالم، فإننا نتوقع من منظمة المؤتمر الاسلامي ان تبحث عن حل لهذا الامر، وان تعين هيئة للاشراف على الشؤون الثقافية والدينية للحرمين الشريف، وان تنهي هذا الوضع المؤسف./انتهى/