أكد الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي ان الكيان الصهيوني هو العدو التاريخي لنا ولأمتنا، وسيبقى هكذا الى ان يمحى من الوجود.

وأفادت وكالة مهر للأنباء ان الدكتور رمضان عبدالله شلح قال خلال كلمة القاها اليوم الاربعاء في المؤتمر الدولي الرابع للدفاع عن فلسطين المنعقد في طهران تحت عنوان (فلسطين رمز المقاومة، غزة ضحية الاجرام)، ان هذا عقد هذا المؤتمر يدل على ان فلسطين تحتل مكانة هامة في قلوب كل العرب والاحرار، وانني اليوم احمل لكم تحيات وسلام كل الفلسطينيين داخل الاراضي المحتلة وخارجها، معربا عن شكره وتقدره للدعم الذي تبديه دوما الجمهورية الاسلامية الايرانية لفلسطين.
وأضاف عبدالله اننا نجتمع اليوم في ظروف تشهد الفصائل الفلسطينية تقاربا نحو تحقيق المصالحة، وهذا قد يشكل ارضية جيدة لالتئام جراحنا في غزة، داعيا الى بذل الجهود من اجل تجاوز الازمة وإزالة المشاكل بين حركة الجهاد وفتح، لأن المصالحة بين هذه الفصائل يساهم في إنقاذ شعبنا.
كما دعا الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إلى بلورة إستراتيجية فلسطينية جديدة تتجاوز الانهماك في التفاصيل وفي النزاع على سلطة الوهن التي اعتبر أن مجرّد وجودها يطيل عمر الاحتلال، موضحا أن أول تلك العناصر هي إنهاء الخيار التفاوضي الذي انطلق من مدريد» وأوسلو، مشدداً على أن هذا "الخيار خيارٌ خاسر ولن يتوقف قطاره إلا في محطته النهائية المقرّرة له وهي محطة تصفية قضية فلسطين".
وأضاف الدكتور رمضان أن "استمرار المراهنة على تحقيق أي تسوية عادلة في ظل موازين القوى الراهنة والتطورات والتحولات التي يشهدها الكيان الصهيوني في ظل هاجس الخوف على الوجود هو استمرار في توفير الشروط التي تهدف إلى تدمير وتصفية قضية فلسطين".
ورأى رمضان عبدالله ان العنصر الثاني يتمثل في إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية تحرّر وطني، لافتاً إلى ضرورة أن يكون العنوان المؤسسي لها منظمة التحرير الفلسطينية وليس السلطة، التي طالب بإعادة تشكيلها بشكل لا يخدم المصلحة الصهيونية، بل تخدم مشروع التحرير والتخلص من الاحتلال لا التعايش معه أو إعفائه من أعبائه.
وبيّن الأمين العام لحركة الجهاد، أن العنصر الثالث هو: اعتماد خيار الجهاد والمقاومة كخيار استراتيجي يحظى بالإجماع الوطني، مضيفا ان هذا العنصر يجب أن يكون بموجبه قطاع غزة قاعدة للردع والإسناد والدعم لحالة مقاومة شاملة في الضفة، موضحاً أنه "لا يجوز بأي حال أن تتحوّل الضفة في ظل السلطة الفلسطينية إلى محميّة للتعايش مع الاحتلال".
ولفت إلى أن العنصر الرابع يكمن في ضرورة أن يتحمّل العرب والمسلمون دورهم وواجبهم القومي والديني ومسؤولياتهم والتزاماتهم الأخلاقية والإنسانية بدعم الشعب الفلسطيني وقضيته.
وفيما يتعلق بما يسمى مشروع الدولة، أكد هذا القيادي الفلسطيني البارز أن هذا المشروع وأدَ برنامج التحرير بل كان المسمار الأول في نعش المشروع الوطني الفلسطيني الذي تأسّست من أجله منظمة التحرير.
وقال بهذا الصدد: "لقد شكّلت فكرة الدولة في التاريخ الفلسطيني انحرافاً حقيقياً عن جوهر الصراع مع المشروع الصهيوني، وأسّست لوضع غير مسبوق في التاريخ.
وأوضح الأمين العام للجهاد الإسلامي أن إنشاء سلطة الحكم الذاتي كمرحلة انتقالية نحو الدولة كانت نتيجته أن الدولة أصبحت هي الهدف وأن المفاوضات هي الوسيلة ليتم التخلي عن برنامج المقاومة، منتقدا دور السلطة الفلسطينية في حماية أمن الاحتلال، قائلاً: "إنها سلطة ترفع عن العدو عبء الاحتلال دون أن تقتلع الاحتلال ذاته حتى قيل إن السلطة هي القوة الوحيدة في العالم التي تتولى حماية أعداء شعبها"، موضحاً أن "هذا كلام بعض أهم المنظرين لخيار التسوية وحلّ الدولتين خلال العقدين الماضيين".
وفيما يتعلق بقبول حلّ الدولتين، لفت الأمين العام للجهاد الإسلامي أن ذلك "ليس حباً بالفلسطينيين بل هو مصلحة إسرائيلية تهدف لحماية إسرائيل ممّا يُسمى بحلّ الدولة الواحدة، لأن هوية الدولة كهدف أهم مما يُسمى بأرض إسرائيل الكاملة في العقل الصهيوني".
ورأى أن أخطر ما يترتب على حلّ الدولتين يؤسّس لفكرة الوطن البديل، مطالباً وبشدة بالتوقف فوراً ومراجعة كل هذا البرنامج لأنه كما ضاعت فلسطين الهدف القادم هو استهداف أقطار عربية جديدة، وسيشطب الأردن كما شطبت فلسطين عن الخريطة./انتهى/