أكد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله انه "مع كل تلاق عربي, وكل تلاق إسلامي, أي لقاء عربي وأي مصالحة هي مصالحة مطلوبة وقوة لنا جميعاً".

 وأفادت وكالة مهر للأنباء نقلا عن صحيفة السفير اللبنانية, ان نصر الله قال في كلمة له خلال الاحتفال الذي اقامه حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت لمناسبة مولد النبي محمد (ص) وأسبوع الوحدة الاسلامية, أننا في لبنان "دخلنا في مرحلة الانتخابات, وأنا أؤكد على التهدئة بالداخل, الأجواء معقولة رغم ما يشوبها أحياناً من توترات", منبهاً "من خطورة تضخيم بعض الحوادث الأمنية التي تحصل", مشيراً الى "ان اعداء لبنان لا يريدون أي تقارب بين اللبنانيين ولا يريدون اللبنانيين يداً واحدة", متسائلاً عن "الخطوات لمواجهة هذه الارادة".
 ورفض السيد نصر الله الشروط الاميركية للحوار مع "حزب الله" لجهة الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف, معتبراً ان طرح الحوار "غير جدي" وأن حزب الله هو الذي يضع شروطاً للحوار. 
  وتابع "إن أعداء أمتنا لا يريدون لنا التقارب, لا كمسلمين في ما بيننا, ولا كمسلمين ومسيحيين في لبنان, وهذا أمر لا يحتاج إلى استدلال, فهل نحن بحاجة لأن نقول إن أعداء هذه الأمة الذين يريدون السيطرة عليها هم لا يريدون لنا ان نكون يداً واحدة؟ بل هذه من أوضح الواضحات, ولكن ماذا نفعل نحن لمواجهتها؟
 وتمنى "ان تنتهي الحساسيات بين الشيعة والسنة, فاليوم اللعب على القضايا الكبيرة في الأمة غير متوفر لأحد, لأن علماء المسلمين والاتجاهات المختلفة تتحد وتواجه, وهناك حكماء يعملون في كل المناطق, ولذلك بقي امام مثيري الحساسيات فبركة ان الشيعة يريدون تشييع أهل السنة, مع العلم ان كبار القوم عندما يؤتى إليهم بأخبار من هذا النوع عليهم ان لا يقبلوها كما هي ويجب أن يدققوا فيها, ولطالما قيل سابقاً إن في لبنان مشروعاً لتشييع السنة, ولكن هذا لبنان أمام الجميع والكل يرى, أين هو هذا المشروع؟ وفي مناسبة سابقة وجهت قناة الجزيرة سؤالاً لمفتي الشمال عن هذا الموضوع, وهو أكد أن هذا الموضوع غير موجود, وقد وجه السؤال ايضاً لمفتي مصر, وأكد ايضاً ان لا وجود لهذا الشيء, وكتب ايضاً ان هناك عشرات الآلاف من المتشيعين في سوريا, من اجل استغلال ذلك ضد النظام السوري, ولكن فليدلونا على ذلك أين يوجد؟
 واضاف: تحصل أحداث, ويتأثر بعض الشباب الشيعة ويصبحون سنة, ويتأثر بعض الشباب السنة ويصبحون شيعة, ولكن أنا اقول بشكل جازم, لا "حزب الله" ولا أي حركة شيعية ولا نظام الجمهورية الإسلامية في إيران ولا أي من المرجعيات الكبرى الشيعية لديهم مشروع من هذا النوع, بل هذه كلها امور متوهمة ولا اساس لها من الصحة ومبالغ فيها بالحد الأدنى وغير دقيقة, ويؤسس عليها معركة ليس لها أول ولا آخر, وترتفع فيها اصوات تسكت عادة عن قتل 1300 فلسطيني في غزة من اهل السنة والجماعة".
 وأكد نصر الله: "نحن مع كل تلاق عربي, وكل تلاق اسلامي, أي لقاء عربي وأي مصالحة هي مصالحة مطلوبة ويجب ان تُدعم وتُؤيد وتُساند, وليس في هذه المصالحات ما يدعو الى القلق, فأنا قرأت لبعض جهابذة 14 آذار, انه بعد مصالحة الرياض فعلى حزب الله أن يفتش على رأسه, ولكن غريب, فأين يعيش هذا القائل بأي دنيا؟ يبدو انه لا يعلم اين يضع رأسه, وأقول إن أي تلاق عربي قوة لنا جميعاً".
 ودعا "الدول العربية الى مد اليد الى الدول التي تساند قضايانا, مثل إيران وتركيا, فكل مضطهد يبحث عمن يدعمه, بينما نحن عندما يأتي من يدعمنا نفتعل معه العداوة والخصام".
 واعتبر انه "ظلم كبير ان يُتهم الفلسطينيون بالتعطيل للحلول, ونحن نعرف هذا مما جرى علينا نحن في المعارضة في لبنان, ولذلك نحن نضم في حزب الله صوتنا إلى كل الأصوات التي تدعو وتناشد الاخوة الفلسطينيين ألا يألوا جهداً للوصول الى تلاقيهم وتوحدهم والخروج من الانقسام المؤسف الذي كان بينهم".
 وقال "رأيت بعض وسائل الاعلام العربية وبعض الوسائل اللبنانية, تتهم حزب الله بالتدخل في غزة, وأنا اقول بشكل قاطع ان ليس لحزب الله اي تشكيل او فصيل في غزة, ونحن لدينا علاقة مودة وثيقة بهم في غزة جميعاً, وكما لا نحب ان يملي علينا احد في جبهتنا, ولذلك نحن لا نتدخل ولا نملي في اي كبيرة او صغيرة, نحن في موقع الأخ الذي يساعد اخاه, ونساعد في ما تقرره قيادة المقاومة الفلسطينية, وأي دخول من احد على الخط هو تخريب للمصلحة الفلسطينية, ونرى في عكس ذلك خيانة وحراماً شرعياً وجهادياً".
 وحول الشأن السوداني أوضح نصر الله: "لم تثبت المحكمة الجنائية أنها عادلة, ولم تدع احد يحترم قراراتها حتى يحترم قرارها بما خص الرئيس السوداني البشير, فهم يتهمون البشير بمجازر, وهذه ادعاءاتهم ولكن يغيب عنهم المجازر العلنية التي كانت ترتكبها اسرائيل في غزة على مرأى ومسمع العالم كله على شاشات التلفزة, يرتبكون المجازر في العراق وأفغانستان وباكستان ويقولون إن هناك أخطاء استخباراتية, السودان في دائرة الاستهداف منذ سنوات طويلة, في خيراته وفي الماء والنفط ومستهدف بوحدته, والآن جاءت حلقة جديدة من التآمر, ويجب ان يكون واضحاً ان المسألة ليست تنديداً بقرار رئيس المحكمة الجنائية الدولية, بل يجب ان نقول إن هذه فضيحة كبرى بحق المحكمة الجنائية الدولية, لأنهم يغضون النظر عن مجازر يذهب بها مئات الآلاف من الضحايا الأبرياء ولا احد يتكلم ولا تتحرك هذه المحكمة, هذه هي الفضيحة الكبرى".
 وتطرق نصر الله الى موضوع الانتخابات فقال "دخلنا في مرحلة الانتخابات, وأنا أؤكد على التهدئة بالداخل, الأجواء معقولة رغم ما يشوبها احياناً من توترات, وفي هذا السياق انبه من خطورة تضخيم بعض الحوادث الأمنية التي تحصل, فهذه امور تحصل قبل الانتخابات وقبل 2005 وحتى عندما كان هناك استقرار سياسي في لبنان, كان هناك احداث امنية تحصل, ولكن تضخيم هذه الاحداث وتوجيه اتهام متسرع من اي من الأطراف, ليس له نتيجة الا توتير البلد, وغالباً ما تكون هذه الاحداث فردية ولا تخضع لقرار سياسي, ولا اريد ان ادخل بالتفاصيل الآن, وتكفي الاشارة العامة, كل مرة نسمع ان هناك سيارة لجهة معينة, تنفجر وتحترق, يخرج البعض ويتهم جهة سياسية معينة, ولكن اين الدليل, وكيف عرفتم؟, ولماذا لا يقال بأن الفاعل هو الذي يتهم سواه من اجل إحداث حدث اعلامي للفت النظر، ولذلك على القوى الأمنية أن تعمل على ضبط هذه الأحداث والقيام بدورها, من يخيف المغتربين من المجيء الى لبنان, هو ذاك الذي يضخم الاحداث ويخيف به المغتربين في الخارج, هناك من يسارع الى الاتهام ويقول هذه الاحداث تقف وراءها اطراف من المعارضة من اجل تعطيل الانتخابات, وهذا امر مضحك, لأن المعارضة حتى لو لم تفز فنحن لن نخسر شيئاً, فليس بالضرورة ان تكون الأغلبية في البرلمان هي الأغلبية الشعبية".
 وعلق على الشروط الاميركية للحوار مع حزب الله وحماس, قائلا "ان هناك موقفاً اميركياً جديداً يتحدث عن امكانية الحوار مع حزب الله وحماس, ويضعون شرطين، الاول اعتراف بإسرائيل, والثاني نبذ العنف, وأقول أولاً إن اميركا عندما تقبل بالحوار مع اي طرف بشروط او من دون شروط انما تفعل ذلك ليس لدواع اخلاقية وإنما بسبب فشل الولايات المتحدة في مشاريعها في المنطقة, فقد ثبت ان كل محاولات عزل سوريا وتغيير سلوكها والمقاطعة لم تجد نفعاً, وإذا دعوا الى الحوار, فهذا لأن سوريا صمدت.
 وتابع "ايران تزداد قوة وتصعد الى الفضاء وتصنع احتياجاتها المدنية والعسكرية ويخشى من إمكانياتها النووية, ولكن عزل ايران ومحاصرة ايران لم يجد نفعاً, فالمكابرة الاميركية واضحة انها تأخذ إلى الفشل, وكذلك الامر مع حركات المقاومة، فلو كانت المقاومة مهزومة فلماذا يتحاورون معها، لأن لا حوار مع المهزوم والمنبطح, حزب الله موضوع على لائحة الارهاب، وحتى التلفزيون على لائحة الارهاب وحتى مؤسسة وعد، وهناك اسماء عديدة ايضاً ومنهم الحاج عماد مغنية ايضاً، ومنهم أنا وعدد من الأخوة موضوعون على لائحة الارهاب، واليوم تقول اميركا انكم انتم الإرهابيون نسامحكم وعفا الله عما مضى، شرط ان تعترفوا بإسرائيل، وهذه هي كل القصة، اعترفوا بإسرائيل وانبذوا العنف، اي التخلي عن المقاومة, لو اعترفنا بإسرائيل ورضخنا الى الشروط، لرأيتم الأميركيين في الضاحية يرفضون الخروج منها، ولكن قبل ذلك اقول، هل حزب الله حاضر للحوار مع الأميركيين، وهل لديه شروط او من دون شروط؟ أما الشروط الاميركية فهي مردودة، وأقول لكم اليوم نحن في ذكرى مولد النبي عام 2009، اليوم وغداً وبعد 1000 سنة والى قيام الساعة، نحن وأولادنا وأحفادنا لا يمكن ان نعترف بإسرائيل, نحن قادرون ان نهزم هذا الكيان وقادرون ان نزيله من الوجود اذا وضعنا كتفاً الى كتف وجنباً الى جنب، ويقولون بأن أميركا خلف إسرائيل، ونحن نقول بأن الله معنا كما كان في حرب تموز 2006، ولا يمكن أن نعترف بإسرائيل، ولا يعترف بها إلا الجبناء، ومهما كانت الشروط علينا فنحن لا يمكن ان نعترف بإسرائيل، فمن لا يريد ان يحارب عليه بالحد الأدنى ان لا يعترف بإسرائيل، فلماذا يجب ان نقر بالهزيمة، فإن لم نكن قادرين على المواجهة فلا ندخل بها، ولكن لماذا نعطي شرعية للإرهاب والاغتصاب؟ فطالما هناك كيان إرهابي معتد فالمقاومة ليست في معرض النبذ، بل هي حياتنا وعز مقدساتنا وشرفنا وكرامتنا. من قال للأميركيين إننا نحن نقبل بحوار من دون شروط، فإذا سقطت الشروط الأميركية فعندها يمكن أن نتحدث بحوار، وبشروطنا"./انتهى/