افتتح يوم الاثنين في مدينة اسطنبول التركية اعمال الاجتماع الوزاري لمنظمة المؤتمر الاسلامي.

ويناقش وزراء الخارجية وممثلو 57 بلدا اسلاميا على مدى ثلاثة ايام في هذا الاجتماع اهم القضايا التي تشغل بال العالم الاسلامي.
ومن اهم المواضيع التي سيبحثها وزراء الخارجية في هذا المؤتمر الدولي قضايا العراق وفلسطين والديمقراطية في العالم الاسلامي ومشروع خارطة الطريق ومشروع الشرق الاوسط الكبير وعلاقات الدول الاسلامية مع الغرب وامريكا.
وبالرغم من ان منظمة المؤتمر الاسلامي عقدت منذ تاسيسها في عام 1969 وحتى الآن عشر مؤتمرات للقمة و31 اجتماعا على مستوى وزراء الخارجية الا انها وبسبب فقدانها الاليات التنفيذية المطلوبة فقد اكتفت فقط باصدار البيانات. 
ان اساس فلسفة وجود منظمة المؤتمر الاسلامي قائمة على تسوية النزاعات في المنطقة وبين الدول الاسلامية وحماية الاماكن المقدسة في الاراضي الفلسطينية المحتلة , ولكن على مدى 35 عاما من حياة هذه المنظمة فانها لم تتمكن مع الاسف من تنفيذ المقترحات التي قدمتها بعض الدول الاعضاء.
وبماان الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي تضم اكثر من 21 بالمائة من سكان العالم اي نحو 3ر1 مليار نسمة وتملك امكانيات اقتصادية هائلة لكنها لم تستطع ان تستفاد من هذه العوامل للتصدي للتهديدات التي تواجه العالم الاسلامي.
فالدول الاسلامية لديها 74 بالمائة من احتياطي النفط العالمي و50 بالمائة من احتياطي الغاز الطبيعي وفقط 4 بلدان عضو بالمنظمة تملك 700 مليار برميل من احتياطي النفط بحيث يمكن الاستفادة من هذه الامتيازات لتحقيق اهداف الدول الاسلامية.
وفي اجتماع قمة طهران قدمت الجمهورية الاسلامية الايرانية مقترحات حول آليات مهمة لحل الازمات في المنطقة والعالم الاسلامي ولكن بسبب عدم امتلاك قادة الدول الاسلامية للارادة السياسية فان هذه المقترحات لم تخرج الى حيز التنفيذ.
فقد اقترحت الجمهورية الاسلامية في اجتماع قمة طهران تشكيل جيش اسلامي رادع وجامعة اسلامية مشتركة ومحطة تلفزيون فضائية اسلامية وسوق مشتركة ولقيت ترحيبا من قبل قادة الدول الاسلامية الا ان هذه المشاريع لم تر النور مطلقا.
وفي الوقت الحاضر الذي تهدد فيه العالم الاسلامي مخاطر عديدة من بينها ظاهرة العولمة وانتشار النفوذ الصهيوني في المنطقة والغزو الثقافي الغربي واتساع نطاق حلف الناتو , فان على منظمة المؤتمر الاسلامي ان تحدث تغييرات في هيكلها السياسي ولعب دور اكثر فاعلية تجاه القضايا العالمية.
فتشكيل مجلس امن على غرار الامم المتحدة وتاسيس محكمة للبت في نزاعات الدول الاسلامية وتشكيل جيش مشترك وارساله الى الاراضي المحتلة لمنع الكيان الصهيوني من ارتكاب جرائمه ضد الشعب الفلسطيني وتخصيص قسم من عوائد الدول الغنية الاعضاء في منظمة المؤتمرالاسلامي لمساعدة المسلمين والدول الفقيرة , بامكانها ان تعطي زخما اكبر للمنظمة.
ومن هذا المنطلق فان عقد مثل هذا الاجتماعات سواء على مستوى القمة او وزراء الخارجية , لن تستطيع بمفردها حل مشاكل الشعوب الاسلامية , بل يجب ان تعيد المنظمة النظر في ميثاقها لاظهار فاعليتها على الصعيد الدولي./انتهى/

                                          حسن هاني زاده - خبيرالشوون الدوليه بوكاله مهر للانباء