رحبت السعودية وكتابها المهرجون امثال عبدالرحمن الراشد وطارق الحميد باحتمال طرد الفصائل الفلسطينية من دمشق معتبرين انه خطوة صحيحة لكنها متأخرة!

ورغم ان الجمهورية العربية السورية لم ولن تتخلى ابدا عن مبادئها في دعم قضية الشعب الفلسطيني وهي اثبتت ذلك بالفعل ولكن لماذا يناصب الكتاب السعوديون العداء للفصائل الفلسطينية المناضلة؟
فالسعودية ورغم حجمها السياسي والثقافي والانساني الضئيل تحاول عبثا ان تلعب دورا يتعدى حجمها وامكانياتها السياسية التي لا تؤهلها كي تصبح دولة ذات تأثير سياسي على الصعيدين الاقليمي والدولي.
صحيح ان السعودية دولة نفطية غنية لكن بسبب استخدام مواردها النفطية في غير محلها لم تتمكن من القيام بدور يخدم مصالح الامتين الاسلامية والعربية.
فتدخل السعودية السلبي في لبنان ومحاولاتها الرامية الى تأجيج الصراع بين الطوائف اللبنانية من خلال توزيع الاموال على فئات معينة وإيفاد الارهابيين الى العراق لزعزعة الامن في هذا البلد بدوافع طائفية ومحاولاتها المستميتة لعزل سوريا عن ساحتها العربية وتقديم الدعم المالي لطالبان افغانستان رسمت صورة سيئة في اذهان الشعوب العربية عن المملكة.
وآخر محاولة اساءت الى سمعة السعودية والتي اثارت حنق الشعوب المسلمة اجتماع الملك السعودي برئيس الكيان الصهيوني شيمون بيريز على هامش مؤتمر حوار الاديان في نيويورك.
كما ان الملك السعودي شرب كأس النخب مع الرئيس الاميركي السابق جورج بوش على مسمع ومرأِى من الشعوب المسلمة في العالم.
فهذه المملكة ورغم وجود معالم الحضارة الغربية في مدنها لكنها وبسبب تمسكها بالتقاليد البدوية وبيئتها الدينية الجافة اصبحت تخيف الشعوب المتحضرة بحيث اصبحت دولة غير مرغوب فيها في الغرب.
فبعد احداث الحادي عشر من ايلول ورغم محاولات السعودية لتحسين صورتها لدى الرأي العام الاميركي الا ان الشعب الاميركي مازال يستذكر مأساة هذا الحادث الاليم.
واليوم تحاول السعودية بكل امكانياتها المادية والاعلامية ومن خلال كتابها المهرجين ان تضرب وحدة الشعب الفلسطيني والقضاء على الفصائل الفلسطينية المناضلة بغية استرضاء الادارة الاميركية الحالية.
فعندما بقيت الفصائل الفلسطينية على موقفها الرافض للحلول الاستسلامية حاولت المملكة عزل هذه الفصائل وحثت الدول التي تحتضن تلك الفصائل على طردها.
ولكن لماذا كل هذا العداء ضد الشعب الفلسطيني ألم يكن من الاحرى ان تسعى المملكة الى مناصرة الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المغتصبة بدلا من الهرولة وراء السياسات الاميركية والصهيونية؟
لماذا لا تكون السعودية حاضنة للفصائل الفلسطينية المناضلة شأنها شأن سوريا ولبنان كي تستعيد السعودية هيبتها وسمعتها في العالمين الاسلامي والعربي؟.
فعلى المملكة ان تعيد النطر في سياساتها الاقليمية والدولية كي لا تخسر امتدادها العربي لأن التوجهات السياسية للادارة الاميركية الحالية تختلف عن توجهات الادارة السابقة.
فالرئيس الاميركي باراك اوباما ينوي القيام بترتيبات جديدة في الشرق الاوسط حيث ارسل اشارات الى بعض الدول للولوج في دائرة التحالفات الاميركية الجديدة قد تدفع السعودية خارج دائرة هذا التحالف.
فهذا التحالف الجديد آت لا ريب فيه لان الادارة الاميركية اصبحت تدرك أنها بحاجة الى حلفاء اقوياء يساعدونها على الخروج من مأزقها الحالي في العراق وافغانستان إذ ان التجارب السابقة اثبتت ان الولايات المتحدة تتخلى عن حلفائها القدامى بسهولة عندما تجد حليفا جديدا يخدم مصالحها.
حسن هاني زاده – خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء