وافادت وكالة مهر للانباء أن قائد الثورة استقبل مساء أمس الأربعاء لفيفا من الطلبة الجامعيين والنخب العلمية والثقافية , وفي كلمة ألقاها بالمناسبة , أشار الى بعض الخطابات الرصينة والدقيقة والتحليلات الصائبة للطلاب الجامعيين التي ألقيت خلال هذا اللقاء , معتبرا الروحية النشطة والباحثة والمطالبة والمفعمة بالإحساس والعاطفة التي يحملها الجيل الجامعي الشاب, هي الضمان لمستقبل البلاد والإسلام والأمة الإسلامية .
وخاطب الطلاب الجامعيين قائلا , "أن مجموعات الطلاب الجامعيين المسلمين والمؤمنين بمختلف أسمائها , تبشر بمستقبل مشرق لايران والجمهورية الإسلامية ".
وأشار سماحته لما ورد في كلمات الطلاب الجامعيين التي دعت الى ضرورة التصدي ومحاكمة المجرمين خلف الستار الذين يقفون وراء الاحداث الاخيرة , قائلا "في قضايا على هذا المستوى من الأهمية , لا ينبغي العمل بالظن وعلى أساس الشائعات ".
وأوضح أن النظام الإسلامي هو ثمرة الجهاد العظيم للشعب الايراني , مؤكدا "على الجميع أن يكونوا مطمئنين بأنه سوف لن يتم التغاضي عن أي جريمة , الا انه في قضايا على هذه الدرجة من الاهمية , ينبغي على جهاز القضاء أني يصدر حكمه على اساس أدلة قاطعة , وحتى لو كانت هناك العديد من الشائعات والشواهد والقرائن فإنها لا يمكن أن تكون أساسا يستند اليه الحكم ".
ونوه سماحته الى ما جاء في كلمات الطلبة حول ضروره متابعة اوامر قائد الثورة في التصدي للمقصرين في حادثة الحي الجامعي ومعتقل كهريزك , قائلا "وقعت مخالفات وجرائم خلال الاحداث التي أعقبت الانتخابات سيتم التصدي لها بالتأكيد ".
وشدد على ضرورة تجنب الاعمال الدعائية الصرفة في موضوع التصدي للمقصرين في حادثة الحي الجامعي والاحداث المماثلة لها , مؤكدا أن الاوامر صدرت منذ الايام الاولى بالتصدي لمثل هذه الأعمال مع توخي الحذر والدقة اللازمين .
واضاف آية الله العظمى الخامنئي, "حصلت مخالفات كبيرة في حادثة الحي الجامعي, وقد تم فتح ملف خاص لها ليتسنى معاقبة المجرمين دون الالتفات الى انتمائهم الوظيفي ".
وأشاد سماحة القائد بخدمات قوات الشرطة والامن والتعبئة , مؤكدا "ان هذه الخدمات العظيمة لا ينبغي ان تحول دون عدم متابعة بعض الجرائم , ولو أن شخصا ينتمي لأي من هذه الاجهزه ارتكب مخالفة او جريمة فيجب متابعتها بصورة تامة ".
كما أكد ضرورة متابعة اوضاع المتضررين في قضية معتقل كهريزك بالإضافة الى دراسة قضية من فقدوا حياتهم في هذه القضية مضيفا "بالطبع لاينبغي خلط هكذا قضايا مع القضية الرئيسية التي حصلت بعد الانتخابات ".
واضاف القائد في هذا المجال "البعض يتجاهلون الظلم الكبير الذي لحق بالشعب والنظام الاسلامي بعد الانتخابات وانتهاك كرامة النظام امام الشعوب, ويعتبرون قضية كهريزك او الحي الجامعي هي القضية الرئيسية, الا ان هذه النظرة هي ظلم واضح في حد ذاتها ".
واضاف, "ان النظام الاسلامي وصل بعد الانجازات العديده التي حققها في الاعوام الاخيرة الى مستوى رفيع من المكانة والسمعة على الصعيدين الاقليمي والعالمي, وان المشاركة الجماهيرية الكبيرة بنسبة 85% في الانتخابات الرئاسية قد عززت هذه المكانة, إلا أنه وقع فجأة تحرك يرمي تدمير ما حصل, وباعتقادي أن هذا الأمر كان مخططا له سابقا ".
واوضح, "أنا لا اتهم قادة الاحداث الاخيرة بأنهم أيادي للاجانب بما فيهم اميركا وبريطانيا, لأن ذلك لم يثبت لدي, الا أن هذا التحرك بدون شك سواء علم مسؤولوه وقادته ام لم يعلموا, فهو تحرك مدروس , وبطبيعة الحال فان المخططين لهذا التحرك لم يكونوا متيقنين من أن مخططهم سينفذ ولكن تحركات بعض الاشخاص بعد الانتخابات أوجدت الأمل لديهم حتى ان المخططين الرئيسيين دخلوا الى الساحة بكل أدواتهم وامكانياتهم الاعلامية والالكترونية وكرسوا وجودهم وحضور عناصرهم في الساحة ".
واشار القائد الى إحباط هذه المؤامرة, قائلا "لحسن الحظ ان الاعداء لازالوا يفهمون قضايا ايران بشكل خاطئ ولا يعرفون الشعب الايراني, ولذا فانهم تلقوا خلال الاحداث الاخيره صفعة من الشعب, الا انهم لازالوا غير يائسين ولن يتركوا القضية ".
وأكد قائد الثورة على ضرورة تحلي الشعب باليقظة وبالأخص جميع الطلاب الجامعيين المحبين للاسلام وايران ومستقبلهم, قائلا "ان مدبري الاحداث الاخيرة لديهم من يدير الساحة وسيجدون آخرين ايضا, وبالطبع ستؤول جميع تحركاتهم واستفزازاتهم للفشل بفضل الله تعالى, إلا أن يقظة ووعي أبناء الشعب عامة والشباب خاصة سيقللان من الاضرار والخسائر الناجمة عن هكذا تحركات ".
واضاف "ان الاحداث بذاتها لم تكن خلاف التوقعات كثيرا ولكن الاشخاص الذين دخلوا الى الساحة كان خلاف توقعاتنا ".
كما أشار آية الله العظمى الخامنئي في جانب آخر من كلمته الى دعم القيادة للحكومة ورئيس الجمهورية, قائلا "ان الحكومة الحالية ورئيس الجمهورية المحترم كسائر الاشخاص الآخرين لديهم نقاط قوة وضعف وانني ادعم نقاط القوة فقط وان أي شخص آخر يبدي من نفسه مثل هذا التوجه والتحرك والجدية فانه سيحظى بدعمي ايضا ".
واضاف "ان التاكيد على نقاط الضعف يؤدي الى النظرة السوداوية واليأس علما بأن اتخاذ الموقف العلني امام نقاط الضعف لا يساعد في كثير من الاحيان في حل المشكلة لذا فانه على اساس المنطق يجب اتخاذ الموقف العلني امام نقاط الضعف فقط عندما لا يكون هناك حل آخر ".
واشار سماحته الى الحرب الناعمة الكبرى التي يشنها الاعداء ضد الشعب الايراني والنظام الاسلامي, داعيا النخب الفكرية ومنهم الطلاب الجامعيين الى التزام اليقظة والنشاط المبني على الفكر والحكمة في هذا المجال, وقال "ان الطلاب الجامعيين الاعزاء هم الضباط الشباب لايران والجمهورية الاسلامية في جبهة المواجهة في الحرب الناعمة والتيار الشيطاني المعتمد على القوة والتزوير والمال ".
وفي توضيحه لسبب عداء قوى الهيمنة للجمهورية الاسلامية, اشار الى الموقع الاستراتيجي للامة الاسلامية في مناطق العالم الحساسة, مؤكدا "في هذه المنطقة الحساسة جدا فان الجمهورية الاسلامية الايرانية صامدة امام قوى الهيمنة العالمية, وبطبيعة الحال فان الشبكة الصهيونية الكبرى والكارتلات العالمية ومراكز المال التي تقوم بتوجيه وادارة الساحة السياسية لاميركا واوربا ايضا تعتبر القوة العظيمة للشعب الايراني والجمهورية الاسلامية بمثابة عدوا لها وتبادر للتصدي لها ".
وتطرق سماحة القائد الى استمرار عداء قوى الغطرسة العالمية للنظام الاسلامي, قائلا "ان هذه المؤامرات تنتهي فقط عندما تصل ايران بهمم شبابها من الناحية العلمية والاقتصادية والامنية الى النقطة التي يكون فيها الحاق الاذى بها قريبا من الصفر, ولهذا السبب فانني ادعو الجامعات دوما لانتاج العلم والنهضة البرمجية لانني اعتبر التفوق العلمي احد اركان الامن على المدى البعيد للبلاد ".
وحذر القائد الطلاب الجامعيين من مخططات الاعداء الرامية الى ايجاد الخلل في العمل العلمي بالجامعات, موضحا "على الجميع ان يحذروا كي لا يتضرر الجهد العلمي للجامعات وصفوف الدراسة والمراكز البحثية في خضم هذه القضايا السياسية الصغيرة والهامشية وان لا يتحقق هدف العدو المعلن والمحدد على الاقل بجر الجامعات الى التعطيل والتوتر والاخلال في انشطتها ".
واعتبر قائد الثورة الاسلامية النظرة التفاؤلية والمفعمة بالامل للمستقبل بانها من شانها ان تؤدي الى تعزيز جبهة الشعب الايراني امام الحرب الناعمة للاعداء, وقال "ان هذا التفاؤل مبني على التحليل الواقعي وعلى جهود الطلاب الجامعيين الاعزاء مع تجنب الافراط والتفريط في التعامل مع مختلف القضايا ومع الاعتماد على الفكر والحكمة والتأمل ان يستمروا في اداء مسؤوليتهم الجسيمة في تحقيق التقدم العلمي للبلاد والدفاع عن ايران العزيزة امام الحرب الناعمة للاعداء الطامعين ".
وفي ختام اللقاء أم سماحة قائد الثورة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي الطلاب الجامعيين في اداء صلاتي المغرب والعشاء , ومن ثم تناولوا طعام الافطار مع سماحته ./انتهى/
تاريخ النشر: ٢٧ أغسطس ٢٠٠٩ - ١١:٣٨
قال قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي أن جرائم ومخالفات قد ارتكبت خلال الأحداث التي أعقبت الانتخابات الرئاسية, وبكل تأكيد سيتم التصدي لها, مؤكدا أن القضاء يجب أن يصدر حكمه على اساس أدلة قاطعة.