قال قائد الثورة آية الله العظمى السيد على الخامنئي, ان الثورة الاسلامية الايرانية اليوم وبعد مضي ثلاثين عاما قوية وصلبة جداً, ويد القدرة الإلهية ترعانا عندما نكون جميعا في خدمة الثورة واهدافها والا نألوا جهدا في هذا المجال.

وأفادت وكالة مهر للأنباء أن قائد الثورة استقبل الخميس رئيس و أعضاء مجلس خبراء القيادة, وعرض سماحته في كلمة هامة القاها بالمناسبة, نقاط القوة والأمل في النظام الاسلامي ومكانته المنيعة, مشيرا الى مخططات الاعداء المعقدة والشاملة في الوقت الحاضر بالإضافة الى الجوانب المختلفة والخطوط الرئيسية لمخططات معارضي نظام الجمهورية الإسلامية في الحرب الناعمة, مشددا على ضرورة تحلي النخب والخواص بالوعي والبصيرة والشجاعة والعمل على المحافظة على الوحدة الوطنية .
كما أشار الى تغير مخططات الاعداء بموازاة ازدياد صلابة وتعميق جذور النظام الاسلامي, موضحا ان النظام يملك تجربة مواجهة التحديات المختلفة على مدى 30 عاما, الا انه نظرا للتقدم الذي حققه النظام وزيادة انجازاته فان مؤامرات و مخططات المعارضين ايضا أصبحت اكثر تعقيدا وتستدعي معرفة مختلف ابعادها و جوانبها من اجل الغلبة عليها.
واعرب سماحة القائد عن اعتقاده بأن احتمالات اندلاع حرب ضعيفة جدا في الظروف الحالية مؤكدا, ان العدو في اطار مواجهة النظام الاسلامي يشن في المرحلة الراهنة حربا نفسية باسم الحرب الناعمة الهدف الرئيسي منها تحويل نقاط القوة والفرص في النظام الى نقاط ضعف وتهديدات.
واكد ان معارضي النظام في هذه الحرب يهاجمون معتقدات وعزائم واركان واسس بلد او نظام باستخدام مختلف وسائل الاعلام والاتصالات بحيث ان مواجهة ذلك تستدعي الحضور الواعي والحذر في الساحة المقترن بالتدبير والحنكة اذ ان مثل هذا الحضور بالطبع سيجلب العون الالهي.
واستعرض سماحة السيد الخامنئي كذلك الخطوط الرئيسية لمخططات الاعداء في الحرب الناعمة ضد النظام الاسلامي لافتا الى المس ببوادر الامل ومن ثم تحويلها الى حالات احباط و يأس والايحاء بطريق مسدود وتضخيم الامور وبالتالي سلب حيوية المجتمع باعتبارها احد خطوط عمل المناوئين.
واعتبر قائد الثورة, مشاركة 85 بالمائة من الشعب في الانتخابات الرئاسية والتعبير عن مثل هذا الوفاء والتمسك بالنظام الاسلامي بعد مرور 30 عاما وكذلك انتخاب رئيس الجمهورية بنسبة عالية وغير مسبوقة من الاصوات, تشكل نقطة قوة مهمة للنظام حيث ان المناوئين يسعون للتشكيك بهذا الامر و تحويله الى احباط و يأس في المجتمع.
وشدد آية الله الخامنئي على ان بوادر الامل كثيرة في البلاد معتبرا ان وجود بنى تحتية قوية وطاقات البلاد لتحقيق القفزة والانجازات العلمية الباهرة وتجربة النظام خلال 30 عاما الى جانب وجود الجيل الشاب الناشط والمثقف والمعتد بنفسه فضلا عن الوثيقة العشرينية التي تحدد طريق نمو البلاد حتى عام 2025، كلها تمثل قمما شاهقة وبارزة يريد المناهضون للجمهورية الاسلامية و عبر تشويه الامور والايحاء بالمأزق، تحويلها الى مواطن ضعف و يأس.
واعتبر محاولة بث الفرقة على مختلف المستويات بأنها من الاهداف الرئيسية الاخرى للاعداء في الحرب الناعمة مؤكدا ان اليوم يمكن ملاحظة بوادر الوحدة والتضامن في المجتمع والتي تجسدت مشاهدها الفريدة في مشاركة الشعب في صلوات الجمعة في شهر رمضان المبارك و حضورهم الواسع في مسيرات يوم القدس و كذلك حضورهم في صلاة عيد الفطر السعيد في انحاء البلاد بكل روعة و جمال مشددا انه ينبغي للجميع ان يطأطأ رأسهم اجلالا لهذه الوحدة و يسعى من اجل ترسيخ دعائمها.
و اعتبر سماحته تصريحات و خطوات البعض التي تبعث على الفرقة بانها ناجمة عن الغفلة و الجهل و اكد ضرورة القيام بما من شأنه تعزيز و حفظ الوحدة الدينية والطائفية في البلاد.
وحذر القائد من الاستثمارات التي يضعها مناهضو النظام بغية حرف اذهان الشعب و الخواص عن مخاصمتهم ، كأحد السبل الاخرى لمواجهة النظام الاسلامي وقال: ان هذا لايعني تجاهل الاخطاء الشخصية والاجتماعية المؤثرة في مشاكل المجتمع لكنه لايمكن التغافل عن المخططات الواضحة للعدو.
وتساءل سماحة آية الله الخامنئي: هل يمكن تجاهل سرور العدو من بعض القضايا والاحداث التي تلت الانتخابات والتغافل عنها؟ ان الحكومة البريطانية التي لها ملف اسود ازاء ايران على مدى مئتي عام وكذلك الحكومة الامريكية وبعض الحكومات الاخرى تمدح اجراءات بعض الاشخاص وتقول انها تساند الشعب الايراني في حال ان الشعب هم جزء من النظام الاسلامي لذلك فانه لاينبغي التغافل عن عداء المعارضين للمؤامرة وبث الفرقة.
وأكد قائد الثورة الاسلامية: على الجميع وخاصة الخواص الانتباه لكي لاتكون اجراءاتهم او تصريحاتهم تكملة لتخطيط واهداف معارضي النظام.
واوصى سماحة آية الله الخامنئي النخب والخواص والتيارات السياسية بتعزيز البصيرة واضاف : عندما نرى التواجد الجلي للعدو في المشاكل التي تلت الانتخابات فكيف يمكن انكار هذا التواجد الواضح ولذلك فان البصيرة مهمة جدا لان تحلي الاشخاص بها يؤدي الى تغيير الكثير من التصرفات.
واعتبر سماحته فهم الجمهورية الاسلامية الصحيح بانه احد الضروريات لحفظ النظام مؤكدا: ان الجمهورية الاسلامية وحدة ذات ابعاد لابد من النظر الى هذه الابعاد والتلاحم معا.
وفي معرض تبيينه هذه المسألة اضاف قائد الثورة الاسلامية : ان للجمهورية الاسلامية بعدين احدهما شعبي والآخر اسلامي وان شعبيتها وجمهوريتها هي نتيجة اسلامية النظام ايضا ولذلك فان اضعاف اي من البعدين يؤدي الى اضعاف الكل.
واعتبر سماحة آية الله الخامنئي ان واجب الولاية في المجتمع الاسلامي يتمثل في الحفاظ على كل هذه المجموعة وقال: ان هذه النظرة تستفيد من الفرد والمجتمع والشريعة والتعقل والمعنوية والعدالة والعطف والحزم كلها جنبا الى جنب وان الانحراف عن هذه المنظومة يؤدي الى الانحراف عن النظام الاسلامي.
واعتبر سماحته، الاسلام الذي يحتوي على هذه العناصر المتلاحمة بانه الاسلام الاصيل الذي كان الامام الخميني ينشده واضاف : ان الاسلامات التي تعرض تحت عناوين الاسلام الملكي والاسلام اللقيط والاسلام الاشتراكي وفي اشكال والوان مختلفة ودون هذه العناصر الرئيسة هي الاسلام الامريكي.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية الشجاعة في الفهم الى جانب الشجاعة في العمل بانها احد الاحتياجات الراهنة الاخرى للمجتمع لاسيما الخواص مؤكدا: ان الخوف من المال والحياة وماء الوجه والخوف من الاجواء والانفعال امام معارضي النظام تؤدي الى الخلل في الفهم الصحيح للمواضيع ولذلك فلاينبغي ملاحظة التهم والقضايا الاخرى في تبيان الموضع الحق والصحيح.
وقال سماحته: ان السبب الرئيس لفتوحات الامام الجليل (رض) العلمية والسياسية والاجتماعية واستقطاب قلوب الناس اليه هو شجاعته الفريدة.
واشار سماحته الى محاولات مثيري الفتن في مختلف الازمنة لبث الخوف والانفعال في اوساط الناس لاسيما الخواص واضاف: على النخب والخواص اثناء الفتنة تنوير المجتمع ببصيرة وان ينتبهوا كثيرا لان صمتهم وانسحابهم في بعض الاحيان يساعد الفتنة.
وأكد قائد الثورة الاسلامية على ان المشاكل التي تلت الانتخابات مبيتة تماما واضاف: ان هذه المؤامرة فشلت بفضل من الله وان رصاصة العدو استدارت وعادت اليه.
وأضاف, ان الثورة الاسلامية الايرانية الان وبعد مضي ثلاثين عاما قوية وصلبة جدا حيث يشاهد الانسان يد القدرة الالهية ايضا لكن الفضل الالهي يشملنا عندما نكون جميعا في خدمة الثورة واهدافها والا نألوا جهدا في هذا المجال.
وفي جانب آخر من تصريحاته, اعتبر قائد الثورة الاسلامية احد ميزات مجلس الخبراء الفريدة هو حضور شخصيات دينية بارزة وملمة بعلم الدين مؤكدا : ان هواجس نواب هذا المجلس كانت دائما الهواجس العامة والوطنية في اطار الثورة والاسلام وساحة الدفاع عن الاصول والقيم وان القضايا الفردية والتحزبات والخطوط السياسية لم ولن تكون لها مكان في مجلس الخبراء.
واعرب سماحته ايضا عن تعازيه بمناسبة استشهاد الماموستا ملا محمد شيخ الاسلام نائب محافظة كردستان في مجلس خبراء القيادة مؤكدا: ان فقد هذا العالم المنادي للوحدة والمعتقد باصول النظام خسارة لكن على الذين ارتكبوا هذه الجريمة ان يعلموا ان هذا العمل الارهابي العنيف لن يؤدي الى نتيجة ولن يحقق اهداف معارضي النظام.
وقال قائد الثورة, ان مفتاح هذه الجريمة بالتاكيد خارج الحدود وفي يد اجهزة التجسس للعدو لكن الطلبة من اهل السنة والشعب الكردي سيواصلون درب هذا الشهيد الجليل باشتياق اكبر.
وفي مستهل هذا اللقاء اعرب رئيس مجلس خبراء القيادة آية الله هاشمي رفسنجاني عن شكره للقاء نواب مجلس الخبراء بقائد الثورة الاسلامية معتبرا توجيهاته بانها الدليل دائما وقال, ان الاجتماع الاخير لمجلس الخبراء كان مرضيا جدا وكانت هناك مناقشات جيدة.
وبعد تصريحات رئيس مجلس خبراء القيادة، قدم آية الله هاشمي شاهرودي احد اعضاء المجلس، تقريرا عن الاجتماع السادس للدورة الرابعة لمجلس خبراء القيادة.
واشار اية الله هاشمي شاهرودي الى عقد اربع جلسات خلال اليومين، شارحا البرامج المدرجة ضمن جدول اعمال الاجتماع الاخير لمجلس خبراء القيادة وقال: ان اصلاح مادتين من النظام الداخلي لمجلس خبراء القيادة من اجل تنشيط اكثر للجان الداخلية واعداد البيان الختامي للمجلس في عشرة محاور والتصويت عليه وتقديم الدعوة لامين المجلس الاعلى للامن القومي والمدعي العام في البلاد  لتبيين القضايا المرتبطة بالامن على الصعيدين الداخلي والدولي كان من البرامج التي جاءت ضمن جدول اعمال الاجتماع الاخير للمجلس.
واشار الى خطابات 16 من نواب مجلس خبراء القيادة في هذا الاجتماع و قال: ان هذه الخطابات انطوت على محاور مشتركة كثيرة بما فيها الاشادة بالحضور الواسع لابناء الشعب في مسيرات يوم القدس وصلاة عيد الفطر والتأكيد على مكانة ولاية الفقيه المهمة و دورها على صعيد صون الوحدة بين الشعب و مسؤولي النظام وبالتالي التأكيد على ضرورة الاحتفاظ بالوحدة والتضامن الوطني وكذلك طرح بعض المشاكل التي تعاني منها محافظات البلاد./انتهى/