لكن ذلك لم يمنعهم من التأكيد على دعم حكومة اياد علاوي في تحمل مسئولياتها «السياسية والامنية» بالتزامن مع اعلان غازي الياور الرئيس العراقي ان حكومته لن تعيد النظر في الفيدرالية وتحذيره تركيا من التعرض لأكراد العراق.
وافادت وكاله مهر للانباء نقلا عن صحيفه البيان الاماراتيه ان واشنطن اقرت امس بتدهور الوضع الأمني، واعلنت ان عدد قتلاها في العراق منذ بدء الغزو وصل إلى 903 قتلى احدثهم اربعة قتلوا امس، ثلاثة منهم في اسقاط مروحيتهم فيما قتل 22 عراقيا منهم 12 في اشتباكات مع قوات الاحتلال.
وكشفت مصادر دبلوماسية عربية أن الجلسة الأولى من اجتماعات «دول جوار العراق»، التي بدأت صباح أمس في القاهرة، شهدت «مواجهات ساخنة» بين وزير خارجية العراق هوشيار زيباري من جهة وكل من وزراء خارجية سوريا وإيران وتركيا من جهة أخرى، بعد أن كرر «زيباري» الحديث عن أن «بعض دول الجوار لا يبذل جهداً كافياً لضبط الحدود مع العراق ومنع تسلل الارهابيين» حسب وصفه.
وقالت المصادر انه في مقابل كلام زيباري، اعرب وزراء خارجية سوريا وايران وتركيا ـ فاروق الشرع وكمال خرازي وعبدالله غول ـ عن «قلق بلادهم العميق ازاء تزايد النشاط الاستخباراتي الاسرائيلي في مناطق الأكراد شمال العراق».
والتي قالت تقارير استخباراتية عربية وغربية انها تشمل دفع رجال اعمال اسرائيليين لشراء أراض وممتلكات في كردستان العراق ومناطق أخرى، ودعم الاكراد السوريين والايرانيين المعارضين لنظم الحكم في البلدين، وتدريب «قوات كوماندوز» كردية لمواجهة النفوذ الشيعي في العراق.
واضافت المصادر أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أعرب أيضاً عن انزعاج بلاده من «تقارير ودلائل تشير إلى عمليات تهريب اسلحة لبلاده عبر الحدود مع العراق، تستخدم في شن عمليات ارهابية داخل اراضي المملكة وطالب الفيصل بتنسيق مشترك «يضبط الحدود على الجانبين، وأيضاً بين العراق وبقية دول الجوار».
وأكدت المصادر ان اجتماع القاهرة بحث تشكيل لجنة أمنية بين العراق وكل دولة من دول الجوار، إضافة إلى تسيير دوريات عسكرية مشتركة لضبط الحدود ومنع تسلل الأفراد أو تهريب الاسلحة. مع امكانية تبادل المعلومات الاستخباراتية بين دول الجوار حول المسائل التي تهدد أمنها واستقرارها.
وكان وزير خارجية مصر أحمد ابو الغيط قد افتتح الاجتماع بدعوة العراقيين إلى التكاتف مشيراً إلى أن ما يحدث في العراق لن يثنى المجتمع الدولي ودول الجوار عن مساندة ودعم جهود الحكومة العراقية المؤقتة في تحمل مسئولياتها السياسية والامنية ويمكن العراق من ممارسة دوره الايجابي كعضو فاعل على الساحة الدولية.
في موازاة ذلك اكد غازي الياور الرئيس العراقي ان حكومته ستدعم تجربة الحكم الذاتي في المناطق الكردية بشمال العراق ولن تعيد النظر في الفيدرالية.
وقال خلال زيارته لأربيل امس «نعتبر الفيدرالية في كردستان سفينة لتقريب اجزاء الوطن».
وعن تهديدات تركية محتملة بالتعرض لاكراد العراق، قال «لا نقبل باستهداف أي جزء من الشعب العراقي وسندافع عن جميع العراقيين في حال تعرضوا للمخاطر».
وفيما يتعلق بمدينة كركوك ، قال الياور ان «اي شخص رحل من هذه المدينة قسرا (في ظل نظام صدام حسين) فانه من الواجب الديني والاخلاقي والانساني والسياسي اعادته الى مدينته فورا» مضيفا «يجب ان يعود المرحلون وفورا وهناك آلية ومؤسسة كركوك لتسهيل عودة المرحلين».
وميدانيا اقرت الولايات المتحدة بأن الوضع الأمني في العراق يبقى سيئا للغاية على الرغم من نقل السلطة للحكومة العراقية.
واقرت وزارة الخارجية الاميركية في بيان بأن «هجمات يومية» تقع ضد قوات الاحتلال محذرة من هذه الهجمات ولا سيما تلك الموجهة ضد طائرات ومن عمليات خطف اجانب.
وجاء في البيان ان «التهديدات ضد أمن جميع المواطنين الاميركيين في العراق تبقى مرتفعة للغاية» مع مخاطر قوية بوقوع هجمات محذرة الاميركيين من السفر للعراق.
وفي احدث هجوم على القوات الاميركية قال ضابط شرطة عراقي ان مسلحين اطلقوا النار على طائرة هليكوبتر اميركية واسقطوها امس خلال اشتباكات عنيفة في مدينة الرمادي بغرب العراق وان ثلاثة افراد كانوا على متن الطائرة لقوا حتفهم.
وسارع متحدث اميركي الى نفي الحادث الذي اكده شهود عيان ايضا.
وقال طبيب في مستشفى الرمادي ان خمسة عراقيين على الاقل قتلوا في الاشتباكات.
واقر الاحتلال بمقتل جندي اميركي واصابة 6 آخرين بجروح عندما اصطدمت دوريتهم بلغم ارضي صباح امس في الفلوجة شمال بغداد،
واعترف كذلك بمقتل اربعة جنود آخرين في محافظة الانبار يوم الاثنين والثلاثاء.
وذكرت مصادر عسكرية اميركية ان عدد القتلى من الجنود الاميركيين منذ بدء الحرب وحتى الآن بلغ 903 قتلى.
وفي سلسلة هجمات منفصلة قتل 18 عراقيا منهم سبعة في مواجهات مع الاحتلال في سامراء وقتل 3 رجال شرطة في الكوت وآخر في كركوك.
كما قتل شخص نتيجة سقوط قذيفة على احد مستشفيات بغداد .
وقتل اربعة آخرين بانفجار سيارة ايضا في حي سكني بجنوب بغداد وفق ما ذكرت الشرطة العراقية./انتهي/
تاريخ النشر: ٢٢ يوليو ٢٠٠٤ - ١١:٥٢
رد وزراء خارجية دول الجوار العراقي خلال الاجتماع الذي عقدوه في القاهرة امس على الاتهامات العراقية بالسماح بتسلل مقاتلين اجانب الى أراضيه بمهاجمة التغلغل الاسرائيلي في العراق،