ونقلت وكاله مهر للانباء عن صحيفه البيان الاماراتيه ان المقاومة ردت بقصف تجمع للمستوطنين اسفر عن اصابة ستة منهم، فيما تتزايد المخاطر من اعتداء على المسجد الاقصى مع تسرب تقارير باعداد متطرفين يهود خطة لتفجير المسجد بطائرة مفخخة .
من اجل تعطيل اخلاء المستوطنين من قطاع غزة الذين نظموا امس تظاهرة شارك فيها 130 الف يهودي للاحتجاج على خطط الانسحاب من غزة.وفيما يتصاعد العدوان تتفاقم الازمة الفلسطينية الداخلية باعلان وزير الأمن الفلسطيني السابق تحديه للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بعدم السكوت عما اسماه قراراته الخاطئة ومهاجماً ادارته «الفاشلة» كما وصفها ومحملا اياه مسئولية الازمة.
ففي احدث مشاهد العنف الاسرائيلي نفذت القوات الاسرائيلية امس مجزرة في مدينة طولكرم بالضفة قتلت خلالها ستة فلسطينيين. وقالت مصادر امنية فلسطينية ان جنودا اسرائيليين نصبوا كمينا لأفراد من كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح ثم قتلوا ستة منهم في تبادل لاطلاق النار. وقالت المصادر ان من بين الشهداء قائدان محليان في الكتائب.
وفي حادث اغتيال آخر اطلقت مروحية اسرائيلية صاروخا على سيارة في مدينة غزة ما اسفر عن استشهاد فلسطينيين من حركة الجهاد الاسلامي التي اعلنت ذلك.وقال شهود عيان واطباء ان السيارة انشطرت الى نصفين بفعل الصاروخ الذي اوقع اصابات بين المارة.
وفي وقت سابق ذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن مروحية اسرائيلية ترافقها مروحية أخرى قصفت منزل مسئول في حركة حماس هو أبو مالك جندية في حي الزيتون بغزة.
وأضافت تلك المصادر أن عددا من الأشخاص غادروا المنزل قبل الغارة التي استهدفته ودمرته بشكل شبه كلي، غير أن ثلاثة من المارة أصيبوا بجروح من جراء القصف. وفي وقت لاحق عادت طائرات «اف 16» لقصف المنزل من جديد بدعوى استخدامه ورشة لتصنيع صواريخ.
وكانت قوات الاحتلال أصابت امس أربعة فلسطينيين بجروح بينهم طفلة في التاسعة لدى إطلاقها نيران أسلحتها على منازل لمواطنين بمخيم في خانيونس جنوب قطاع غزة.
وفي بيت حانون شمال قطاع غزة توغلت قوات الاحتلال ترافقها المروحيات والآليات العسكرية في عمق المنطقة في حين انتشرت الوحدات الخاصة الإسرائيلية هناك في اكبر انتشار لها بالمنطقة.
لكن الاجتياح الابرز امس تعرض له مخيم قلنديا شمال القدس بأعداد كبيرة من الجنود والعربات المدرعة المدعومة بالمروحيات بحجة البحث عن صحفي اسرائيلي دخل المخيم.ورغم التأكد من خروجه الا ان قوات الاحتلال اطلقت النار على سكان المخيم واصابت ثمانية منهم واقتحمت المدارس والمعهد المهني في المخيم.
وردا على العدوان أعلنت لجان المقاومة الشعبية وكتائب شهداء الأقصى مسئوليتها «عن إطلاق النار على قافلة عسكرية صهيونية تقل عددا من الجنود الصهاينة فيما يسمى بمستوطنة نفيه ديكاليم (المواجهة لمخيم خانيونس جنوب قطاع غزة)، وقد أصيبت القافلة إصابة مباشرة» صباح امس.
كما تعرضت المستوطنة نفسها لقذيفة هاون ادت الى اصابة ستة مستوطنين.
ويتزامن هذا القصف مع قيام عشرات الاف الاسرائيليين بتشكيل سلسلة بشرية امتدت من القدس الشرقية الى شمال قطاع غزة تعبيرا عن احتجاجهم على مشروع رئيس الوزراء ارييل شارون بالانسحاب من كامل مستوطنات غزة بحلول خريف العام 2005.
وتحدثت تقارير اعلامية امس ان المعارضين للانسحاب يخططون لتعطيل العملية عبر تنفيذ اعتداء كبير على المسجد الاقصى.
وحسب صحيفة «هآرتس» العبرية امس فان من بين التصورات التي تتدارسها الجهات الامنية الاسرائيلية ، محاولة اليمين المتطرف تفجير الحرم القدسي بواسطة طائرة بدون طيار، او طائرة خفيفة يقودها انتحاري يهودي، خلال قيام عشرات آلاف المسلمين بأداء الصلاة في محيط الحرم القدسي.
كما لا تستبعد الجهات الامنية، محاولة اغتيال احد القادة البارزين في الوقف الاسلامي او احد رجال الدين في الحرم القدسي.
لكن كرمي جيلون رئيس بلدية «مبسيرت تسيون»، الرئيس السابق لجهاز «الشاباك» الاسرائيلي، اعتبر في تصريحات اذاعية امس ان الخطر الحقيقي الذي يمكن لدولة اسرائيل ان تواجهه يكمن في محاولة المساس بالحرم القدسي، مضيفا انه اذا قام اليمين اليهودي المتطرف فعلا بتنفيذ عملية ارهابية في الحرم القدسي، فان ذلك يعني ان فرص قيام العالم الاسلامي كله، وتحرك ملايين الايرانيين لمهاجمة اسرائيل ستصبح كبيرة جدا، ويمكنه ان يضع نهاية لدولة اسرائيل.
وفي ملف الأزمة الداخلية الفلسطينية اظهر وزير الأمن السابق محمد دحلان اول تحد علني للرئيس ياسر عرفات محملاً اياه مسئولية الازمة ومنتقدا اسلوب ادارته واصفا ادارته بالفاشلة.وقال دحلان في تصريح انه ليس امام عرفات من خيار سوى اقالة المسئولين المتهمين بالفساد لضبط الوضع الأمني في قطاع غزة.
واعتبر دحلان ان ما يحدث في قطاع غزة «هو تعبير عن الغضب والرفض لاصرار القيادة على وضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب وترك الكفاءات. هذا نتيجة تراكم القهر».
ورفض دحلان الشكوك التي راودت بعضا من مساعدي عرفات بأنه هو الذي يقف وراء حالة الفوضى التي يشهدها قطاع غزة منذ اكثر من اسبوع. غير أنه قال انه يؤيد الهدف من وراء الاحتجاجات والمتمثل في اجراء تغييرات في السلطة.
وقال دحلان «الرئيس عرفات قائد ويتحمل كل المسئوليات، المفتاح بيده لحل الازمة اما أن ينحاز لمصالح الشعب الفلسطيني كما فعل دوما أو أن ينحاز لفئة مشوهة ومعقدة وفاسدة، نحن لسنا ضد الرئيس عرفات، نحن ضد مجموعة من الذين حول عرفات».
وقال دحلان «سبب الازمة هو ان الشعب وفتح ما عادا يتحملان اخطاء تراكمت على مدار عشر سنوات. هذه ازمة ادارة فاشلة وتراكمت مشاعر الغضب والرفض وتفجرت عندما تم تعيين موسى عرفات. تعيين خاطيء لشخص لا يستحق ان يكون في هذا المنصب».
وقال انه لا يعتقد ان عرفات على علم بمدى خطورة الازمة لانه ليس بمقدوره مغادرة مقره في الضفة الغربية بسبب الحصار الذي تفرضة القوات الاسرائيليه عليه منذ اكثر من عامين، لكنه لم يناد برحيل عرفات. وقال «نحن مع الرئيس عرفات في القرارات الصحيحة ولن نسكت على القرارات الخاطئة».
كما وجهت النائبة حنان عشراوي انتقاداً لعرفات ودعته الى انهاء «تفرده» بالسلطة محذرة من مزيد من الاضطرابات مع تدفق الاسلحة الى قطاع غزة والضفة الغربية.وفي حديث لصحيفة «سونتاج بليك» السويسرية قالت ان سيطرة عرفات على قوات الأمن خرق للقانون لكنها اوضحت انه لا يجب القاء مسئولية الفساد على عرفات وحده.
وفي اشارة واضحة لاحمد قريع، رئيس الوزراء الفلسطيني، الذي قدم استقالته في اطار الصراع على السلطة مع عرفات حول سرعة الاصلاح والسيطرة على الأمن، قالت عشراوي: «لا يمكن لرئيس الوزراء ان يقبل المنصب ولا يفعل شيئا، ثم يلقي بكل اللوم على عرفات».
وفي اطار ازمة حكومة قريع قال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني امس ان الاتصالات جارية لحل ما تبقى من المشاكل التي تعصف بحكومة قريع ومحاولة اعادة عمل الحكومة واقناع قريع بالعدول عن استقالته خلال الثماني والاربعين ساعة المقبلة.
وقال مسئولون مقربون من قريع ان رئيس الوزراء مصر على استقالته غير أنه على استعداد للتراجع عنها في حال اعتراف عرفات بوجود أزمة حادة بسبب انعدام الاصلاح الامني والاداري واذا ما وافق عرفات على اشراك قريع في ايجاد الطرق المناسبة للخروج من الازمة. و
وتلقى عرفات رسالة من قريع امس يطالبه فيها بوضع تصوراته للحلول للخروج من الازمة. وقال مسئول فلسطيني ان عرفات دعا قريع لحضور اجتماع وزاري في مقره في رام الله في محاولة لرأب الصدع وتقريب وجهات النظر.
ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية امس عن كل من النائب الفلسطيني عباس زكي ووزير الاتصالات عزام الاحمد قولهما ان «استقالة قريع باتت في حكم المنتهية» فيما اكد الاحمد «التقيت برئيس الوزراء وبحثت معه سبل الخروج من الازمة الراهنة »، مؤكدا «ان مبدأ الاستقالة قد انتهى» في اشارة الى تراجع قريع عنها.
تاريخ النشر: ٢٦ يوليو ٢٠٠٤ - ١٠:١٥
تصاعد العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني امس حيث نفذت قوات الاحتلال سلسلة عمليات في مناطق متفرقة بالضفة الغربية وقطاع غزة سقط خلالها ثمانية شهداء وعشرات الجرحى واستخدمت في عدوانها طائرات «اف 16»