دعا العلامة محمد حسين فضل الله الى تعزيز قدرة لبنان على مواجهة أيّ عدوان, عبر جيشه ومقاومته وتأكيد عناصر الوحدة الإسلاميّة والوطنيّة انطلاقاً من وحدة القيم التي أكّدتها الرسالات السماويّة.

وأفادت وكالة مهر للأنباء نقلا عن مكتب العلامه فضل الله ان سماحته تطرق خلال خطبتي صلاة الجمعة اليوم من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) في حارة حريك, الى الشأن الفلسطيني, موضحا ان رئيس وزراء العدوّ الصهيوني يبعث برسالة جديدة إلى العرب والمسلمين أمام الرئيس المصري، مفادها أنّ القدس هي "ضمن السيادة الإسرائيليّة وليست مستوطنة"، وبالتالي فهي خارج دائرة النقاش في أيّ مفاوضات مستقبليّة على المستوطنات، فضلاً عن كونها عاصمةً للدولة الفلسطينيّة المفترضة .
وأضاف, "مع ذلك، لا نزال نسمع حديث السلطة الفلسطينيّة عن ضرورة تجميد الاستيطان ووقفه، بينما يثبت العدوّ قواعد الاستيطان في الأرض وعلى امتداد الضفة الغربية. وعلى خط آخر، ثار الحديث من فصائل المقاومة الفلسطينيّة عن تعهّدات بتطمين العدوّ، في الوقت الذي نعتقد فيه أنّه لا بديل عن سياسة إتعاب هذا العدوّ وإقلاق راحته, لأنّه لا مجال لطمأنة أيّ احتلال، ولا سبيل لإخراج المحتلّ إلا بالمقاومة التي تمثّل الحدّ الأدنى من واجبات أيّ شعبٍ تجاه أرضه ومصيره ".
وتابع العلامة فضل الله, "وفي هذا السياق، فإنّنا ننظر بعين الخطورة الشديدة إلى إدخال كيان العدوّ في دوريّات الحلف الأطلسي البحريّة في المتوسّط، هذه الخطوة التي تجعل من المحتلّ ناظماً للحركة الملاحيّة في المنطقة، ليمارس قرصنته المدعومة دوليّاً تحت شعار مكافحة الإرهاب وتهريبِ الأسلحة، ونحذّر من أنّ الحلف الأطلسي يضع نفسه في موضع العداوة للعرب والمسلمين من خلال هذه الخطوة، وأي خطوة مماثلة، وهو ما لا يصبّ في مصلحة أحد ".
كما تطرق السيد فضل الله الى الشأن اللبناني، قائلا "إنّ على الجميع أن يسعى لاغتنام فرصة عودة التوازن إلى الحركة السياسيّة، بما يساهم في العمل المشترك لإيجاد حلول للمشاكل الاقتصاديّة والاجتماعيّة والصحّية التي تحاصر اللبنانيّين، وأن يُرفع الغطاء عن كلّ اللاعبين بالشعب في غذائه ودوائه ومقدّرات عيشه، وكلّ المفسدين الذين أرهقوا البلد طوال عقود من الزمن ".
وأضاف, "إنّنا ـ في الوقت نفسه ـ نؤكّد على اللبنانيّين جميعاً الارتقاء إلى مستوى التحدّيات الكبيرة التي لم يتوقّف العدوّ للحظة عن تحريك خطوطها تجاه لبنان، لا كبلدٍ مقاوِمٍ أثبت عصيانه على الاحتلال وقدرته على الانتصار فحسب، بل على لبنان النموذج في التنوّع والعيش المشترك، وهذا ما يتطلّب تعزيز قدرة لبنان على مواجهة أيّ عدوان، عبر جيشه ومقاومته، وتأكيد عناصر الوحدة الإسلاميّة والوطنيّة انطلاقاً من وحدة القيم التي أكّدتها الرسالات السماويّة، قيمِ العزّة والحرّية والمحبّة والتعاون في سبيل الخير "./انتهى/