وصفت جامعة الدول العربية بالمؤسسة الجامعة للعرب والموحدة لهم ولقواهم، فميثاق جامعة الدول العربية القائم على عشرين مادة وديباجة وثلاثة ملاحق تتمحور على تدعيم العلاقات والوشائج العربية في إطار من احترام الاستقلال والسيادة بما يحقق صالح عموم البلاد العربية إلا إن بعض أعضاء الجامعة العربية وعلى رأسهم السعودية استغلوا هذه المؤسسة الوهمية للوحدة العربية ليمارسوا الشللية ضد بعضهم البعض.
لم تقبل السعودية في بادئ الأمر التوقيع على ميثاق جامعة الدول العربية لكنها عادت وانضمت للهذه المؤسسة إلا إن السلطة السعودية ومنذ اللحظة الأولى لقيام دويلتهم الثالثة في القرن الماضي على تضعيف وحدة الصف العربي بكل السبل والحيل مستغلة موارد النفط لشرخ الوحدة العربية وكذا الاسلامية ايضاً.
وأظهرت الوثائق البريطانية إن رسالة الملك عبد العزيز للسير “برسي كوكس” مندوب بريطانيا العظمى نصت على "لا مانع عندي من أن أعطي فلسطين للمساكين اليهود أو غيرهم وكما تراه بريطانيا"، فكانت أول إنطلاقة تعكس سياسة الغدر والخسة والنذالة والخيانة والإجرام والدنائة والنفاق التي ينتهجها آل سعود تجاه العرب والمسلمين منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا .
وقفت جامعة الدول العربية بصفها القومي مانعاً كبيراً أمام تحقق نوايا بني سعود لذا لم يوقعوا على ميثاقها إلا بعد أن تشاوروا مع الحليف البريطاني الخبيث آنذاك فجاءت المشورة من الثعلب العجوز "أن إدخلوا الصف بهدف شرخ الصف" فكانت سياسة جميع ملوكهم حتى الآن .
اعتبرت جامعة الدول لعربية وفقاً لمواثيقها إن السعي الى توثيق الصلات بين الدول العربية وصيانة استقلالها والمحافظة على أمن المنطقة العربية وسلامتها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والصحية، لكن ذلك لايروق وعقلية آل سعود الجاهلية القبلية الهمجية فعملوا على إمتطائها لتمرير أهداف عقلية العنف والعنجهية والتكبر ومقت وتكفير الآخر بدعم البترودولار السعودي - الخليجي نحو زعزعة أمن وإستقرار البلاد العربية وتوجيه البوصلة للصراعات الداخلية بدلاً من القضية الأم "فلسطين" تماشياً مع وعد "عبد العزيز" .
وقفت فلسطين منذ عام أمام هذه الجامعة تطلب ملتمسة عقد اجتماع لوزراء خارجية الدول العربية للبت في استمرار كيان الاحتلال الصهيوني في تجويع وترعيب وترهيب وقتل مستهدف ومبرمج يتعرض له الشعب الفلسطيني الأعزل وتهويد القدس وغيرها من مئات الانتهاكات الصارخة التي دفعت حتى بالحليف الغربي لرفع صوته ضدها فيما الجامعة العربية تلتزم الصمت والإنكار . الأمر الذي عانى منه العراق مع بداية الاحتلال الأمريكي لاراضيه دعا جامعة الدول العربية للإلتئام وبحث ما يتعرض له من احتلال وإرهاب حصد الملايين من شعبه، حيث لم ير إذن صاغية حتى يومنا هذا .
وظهرت الشللية في جامعة الدول العربية ضد سوريا هي الاخرى فكانت ضحية صمت وتواطؤ وخيانة السعودية وقطر وأخواتهن في جامعة الدول العربية فكان الجواب تعليق عضويتها بدلاً من مد يد العون اليها ودعمهم للارهاب طيلة السنوات الخمسة الماضية لتسير أنهار الدماء فيها .
وشهد السودان قبل الجميع هذا الاهمال فنداءات إستغاثته في صراعه مع عصابات الجنوب المدعومة اسرائيلياً، هي الاخرى لم تجد طريقها للإستجابة حتى تم إقتطاع أرضها حيث تعيش اليوم نفس التهديد بخصوص دارفور .
الجدير بالذكر ان قرارات الجامعة العربية أو بالاحرى الجامعة السعودية - الخليجية، تصب في خدمة خيانة الأنظمة الموروثية التي لا تفقه معنى الديمقراطية والحرية والمشاركة الشعبية؛ ومنها القرار بشن العدوان على شعب اليمن وتمزيقه وتدمير بلاده لأنه قرر العيش باستقلال وحرية بعيدا عن السطوة السعودية، وكذا الأمر مع شعب البحرين الأعزل؛ بعد أن جعلت من ليبيا مسرحاً ومرتعاً للذبح والقتل والدمار يهدد دول الجوار التي تعارض سياسة بني سعود التدخلية في الشأن العربي والذي يتعارض وميثاق الجامعة العربية . /انتهى/.
تعليقك