وفي تصريح لوكالة مهر للأنباء حول تداعيات استشهاد مصطفى بدر الدين على معنويات مقاتلي المقاومة قال المحلل السياسي حسن حيدر: "ان استشهاد القادة في المقاومة امر طبيعي كما استشهد الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي والشهيد عماد مغنية حيث ان هذه الدماء انتجت انتصارا معنويا لقوى المقاومة "فاذا عدنا قليلاً الى العام 1992 عندما استهدفت الطائرات الصهيونية الشهيد الكبير السيد عباس الموسوي في الجنوب كان ذلك دافع جديد للحركة والانطلاق بالمقاومة عبر المسيرة التي استكملها سماحة الامين العام السيد حسن نصرالله".
وأضاف: "إن تلك الدماء اعطت مزيد من القوة والصلابة للمجاهدين وقيادة المقاومة لاستكمال هذا الطريق وبالتالي فإن سقوط الشهداء من بينهم القائد الجهادي الكبير السيد مصطفى بدر الدين سيعطي اندفاعاً للمقاومة التي تقاتل حيث يجب ان تكون ستكون وهذه عبارة اطلقها سماحة الامين العام السيد حسن نصر الله.
وتابع : ان دماء اولئك الابطال والمقاومين في كافة الجبهات وعلى امتداد ساحة الصراع مع المشروع الامريكي الصهيوني والتكفيري في المنطقة ستعطي معنويات اكبر للمجاهدين لاستكمال الخط الذي سقط عليه هؤلاء القادة.
وحول الاوضاع الميدانية في مدينة حلب رأى حيدر ان هناك تشابك كبير في الخارطة العسكرية في حلب وحتى بين المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري ومناطق سيطرة الارهابيين والتكفيريين في تلك المناطق والعمليات العسكرية التي نفذت فيها ادت الى تحرير الكثير من المناطق في حلب وريف حلب الجنوبي ابتداء من مناطق واسعة جدا كانت تحت سيطرة المجموعات المسلحة.
وأشار الخبير في الشؤون السورية الى ماحدث مؤخراً من خرق للهدنة من قبل جيش الفتح وجبهة النصرة بالتحديد في منطقة خان طومان قائلاً : كنت متواجداً في تلك المنطقة في ريف حلب الجنوبي وفي خان طومان والحاضر، هناك قوات الجيش السوري وحلفائه متواجدون بقوة ولكن عندما تم الاعلان عن الهدنة للبحث في مسار سياسي لتجنيب السوريين المزيد من الدماء التي تريقها المجموعات التكفيرية، كان هناك حشد للقوات الارهابية للتوجه الى منطقة خان طومان بالتحديد.
وأردف : قامت تلك المجموعات بالهجوم على خان طومان باعداد كبيرة وبالتالي سقطت هذه المدينة بفعل الغدر الذي مارسته هذه القوى ولكن المسؤولية التي لايجب ان تحمل لجبهة النصرة العدوة في الاصل بل الى من اعطى القرار لجبهة النصرة "تركيا والسعودية و الفصائل المشاركة في الهجوم على خان طومان الموجودة على لائحة الاعتدال الامريكي كجيش الاسلام وجيش الفتح وجيش الاسلام واحرار الشام".
واكد حسن حيدر ان المقاومة لازالت مشرفة نارياً على خان طومان وهناك استهداف مباشر للمسلحين وان الاوضاع العسكرية مستقرة هناك وان الجيش السوري والمقاومة يتواجدان على كل الساحات، منوهاً الى ان هناك تحضيرات وتكتيكات عسكرية في خان طومان للتصدي لهذه الخروقات العسكرية وإن جبهة حلب هي الجبهة الاساسية حيث تريد القوى الامريكية احداث خرق ما على جبهة حلب لاستمرار المعارك هناك.
وشدد على ان تواجد قوى المقاومة في تلك المنطقة ادى الى افشال مخطط تقسيم سوريا "حسب الرؤية التركية وبأنه سينطلق من حلب" لافتاً الى كثرة الحديث عن منطقة خان طومان، حيث هي منطقة صغيرة تم تحريرها بعدد من الشهداء واستردتها المجموعات المسلحة.
وبين ان هناك مساحات واسعة جداً في ريف حلب الجنوبي والشمالي والمنطقة الصناعية استردها الجيش السوري والمقاومة وبالتالي فإن الوضع العسكري لازال متماسكاً لولا ذلك الخرق الذي تم عن طريق الغدر بالمقاومة بقرار امريكي الذي يدل على انهزام القوى التكفيرية ومحاولة صنع انتصار لها في مكان ما عبر التقدم في تلك المنطقة .
وأشار الى تصريح وزير الدفاع الايراني العميد حسين دهقان الذي قال : "عندما قبلت سوريا وقوى المقاومة هذه الهدنة كانت تعلم ان الطرف المقابل سيكون له تحضيرات وامكانات جديدة لخرق هذه الهدنة" منتقدا ماخرج الى الاعلام عن هجوم خان طومان بالتحديد وقال:"كان هناك خلف الكواليس هجمات متعددة منذ اليوم الاول للهدنة في حلب وفشلت في خان طومان وزيتان وسد الاسد".
وبخصوص توقع الامين العام لحزب الله بأن هناك ايام صعبة تنتظر المقاومة في سوريا قال حيدر : ان الشهيد القائد كانت امنيته ان لايعود من سوريا الا شهيدا او حاملاً راية النصر، وبإذن الله ان الشهادة هي راية النصر وبالفعل ان شهادته كانت راية النصر وبوادر النصر الذي يلوح في الافق، فعندما تكلم الامين العام عن ايام صعبة في سوريا لان الهدنة مع بعض الفصائل المسلحة فقط ولكن ليست الهدنة مع جبهة النصرة وداعش اللذين يتقاتلون فيما بينهم وهذا القتال سيتجه الى المناطق الآمنة وهدفهم من نقل القتال ليس مجرد تحرير لهذه المناطق وانما نشر افكارهم الوهابية الارهابية.
وتابع : ماتحدث عنه الامين العام هو من اجل تحرير سوريا للحفاظ على الشعب والمواطن السوري لان سوريا هي قلعة المقاومة الحصينة والتي دعمت المقاومة على امتداد الثلاثين الماضية بوجه الاحتلال الاسرائيلي، مؤكداً ان الاشهر القادمة ستكون صعبة لمواجهة جبهة النصرة وداعش المتواجدين في حلب المدينة وشرقها وغربها وستزداد صعوبة لان الطرف الاخر اعترف بان جبهة المقاومة قوية وصامدة.
واختتم حسن حيدر ان هناك معارك مصيرية ستخاض ضد هذا داعش والنصرة لان القرار الامريكي السعودي التركي يقول بانه يجب استمرار هذه العمليات لاسقاط النظام في سوريا عبر العمليات العسكرية وبالتالي فإن رد محمور المقاومة بشكل تام سيكون بالاشتباك مع هذه القوى ودحرها فالمعركة القادمة لن تكون قاسية علينا بشكل كما ستكون قاسية على تلك المجموعات الارهابية التي بإذن الله ستنهزم امام التكتيكات العسكرية وامام قوة المقاومة وصمودها./انتهى/
تعليقك