وكالة مهر للأنباء- شيرين سمارة: اشار الكاتب والاعلامي السياسي "خليل نصرالله"، في مقابلة مع "مهر" أن الدولة السورية بغنى عن استخدام السلاح الكيماوي وان ما يلفق حولها من اقاويل فقط من اجل تعويق اي تقدم للدولة السورية ويبنغي علينا السؤال عن المتسبب بقتل هؤلاء الابرياء. وفيما يلي نص الحوار:
س: ماذا يحدث في الغوطة وكيف تفسر مجريات الاحداث في دوما؟
ما يجري في الغوطة وتحديدا في مدينة دوما له علاقة ابعاد. هناك سياقان: اولاً الضغط على الدولة السورية وحليفتعا روسيا من خلال مماطلة وحسم هذا الملف وبالتالي ابقاء تواجد هؤلاء في منطقة دوما في الغوطة الشرقية وكما شهدنا اول امس اختلق الارهابيون مسرحية من اجل اثارة الرأي العام العالمي ولتغطية هذه الجريمة على أيدي القنوات المشاركة في الدم السوري. وهناك محاولة لاثارة واشنطن واثارة هذه الدول ضد الدولة السورية.
ثانياً، واشنطن تريد ابقاء هذه البؤرة لانها تعتبر ان حسم كل نقاط وسط سوريا سواء في حمص او بعض المناطق حول دمشق، قد يريح الدولة السورية ويأخذها الى نوع من الاستقرار السياسي والاستقرار الامني والاستقرار الاقتصادي.
والنقطة الثالثة فيما يتعلق بالمسلحين انفسهم هو جيش الاسلام من شقيه الموالي للسعودية والاخر له علاقة بالاتراك، على ما يبدو ان هناك خلاف سعودي تركي للاستثمار بهؤلاء من خلال نقلهم الى الشمال السوري، لان في الشمال السوري حاولوا ايجاد قوة محلية مطعمة بمرتزقة من الخارج وفي منطقة ادلب و شمال وغرب حلب وفي الشمال الشرقي السوري هناك ترويج سعودي-امريكي. لذلك ما يجري في الغوطة الان له بعد استراتيجي يتعلق في مختلف مجريات الاحداث على الاراضي السورية.
س: ماذا عن التفاوض الذي حدث بين جيش الاسلام والحكومة السورية... وما المتوقع ان ينتج عنه؟
لا يمكن ان نفترض ما سيحدث او الى اين يمكن ان تصل نتائجه، والان بدأ نقل لوائح باسماء المخطوفين من الدولة السورية إلى الارهابيين وهذا جزء من نقاط التفاوض ولكن يجب ان نتتظر قليلا لنرى كيف سيتعاطى هؤلاء، لان على مايبدو ان هناك جناح سعودي لا يزال يعرقل امكانية الخروج وجر الامور الى المواجهة العسكرية وقد تستغل واشنطن او فرنسا هذه المسألة لفرض المزيد من الضغط على دولة السورية.
س: يقال ان امريكا كانت على علم من عمليات دوما ما مدى صحة ذلك؟
المشهدية التي رأيناها من عمليات النقل المباشر لهذه الجريمة تشير الى انها من افعال هؤلاء الارهابيين، لانها تشبه جملة وقائع حصلت في سوريا، اعتقد ان اي خبير في هذا المجال اذا ما نظر وتمعن بالمشهد والصور التي عرضت وطريقة التعامل معهما سيخلص الى اننا امام مسرحية لا علاقة لها بالكيماوي. بل يجب ان نسأل من قتل هؤلاء، وحتى موسكو اعلنت عن استعدادها لارسال وفد الى دوما لاطلاع على جرى، ولطالما ان الدولة السورية فتحت باب التحقيق في مسألة الاسلحة الكيماوية.
هذا في حين عملت الولايات المتحدة الامريكية دائماً على وضع سوريا وروسيا تحت الضغط كما حدث في خان شيخون، ومن هنا علينا ان نعلم ان الدور الامريكي دور خطير يحاول ان يسطو على هذه الاحداث من اجل استغلالها لفرض الضغط على اي نظام او أي دولة لا تتماشى مع سياساتها في المنطقة او لدفعها للتماشى مع مصالحها (واشنطن)، ولكن في سوريا لا يمكن ان يحصل ذلك، رغم ممارسة واشنطن الابتزاز في سوريا اثبت النظام السوري وحلفاء سوريا في محور المقاومة من إيران وحزب الله في لبنان والشريك الروسي في هذه المواجهة ان المواقف ثابتة وواضحة في هذا المجال ولا تنازل عن السيادة ولا قبول بأي محاولة ابتزاز . اليوم التعويل كبير على موقف سوريا وكما عولنا دائما عليه. وتهديد واشنطن بضربة عسكرية يعني ان الطرف الاخر لا يلبي ماتريده وهو ثابت على مواقفه ولن يتغير.
س: هل تعتقد ان استراتيجية الارهابيين في تشويه صورة الحكومة السورية من خلال اختلاق احداث و توجيه اتهامات مجدية؟
تشويه صورة الدولة السورية و المقاومة و إيران مستمر منذ سنوات وليس بجديد، وما يجري الان في ذات السياق.
س: ما هو ربط العمليات التي اجراها الجيش السوري من تحرير مناطق في جنوب غرب دوما و طرح اتهامها باستخدام السلاح الكيمياوي؟
استخدام هذا السلاح قد يكون الهدف منه ممارسة الضغط على الجيش السوري وهذا امر مرجح لان الدولة السورية منتصرة بكل الاحول بارادة شعبها وبارادة جيشها الذي قدم نموذجا بالتعاطي الانساني مع ابناء الوطن عندما خرجوا 140 الف مدني وكانت عناصر الجيش تتقدم من اجل حماية المدنيين وبعض العساكر ينتظرون اهاليهم المحاصرين داخل الغوطة. لذلك ربط استخدام السلاح الكيماوي بالجيش السوري هو مسألة ساقطة لان التجربة تقول عكس ذلك، لكن هي فقط محاولات من قبل الارهابيين من اجل اثارة المجتمع الدولي وهؤلاء معروف من ورائهم ومعروف ان الدولة السورية لا تستخدم هذا السلاح وهي بغنى عن استخدام مثل هذا السلاح وهي قد فرغت كل دوما من هذا السلاح في اطار صفقة 2013 بذلك لم تعد الدولة السورية تملك اي مخزون من هذا السلاح وفرغت كل مخازنها الكيمائية منه./انتهى/
تعليقك