٠٩‏/٠٦‏/٢٠١٩، ٥:٤٣ م

ترامب يواصل التصعيد مع الصين ويستفزها بصفقات تسليح لتايوان!

ترامب يواصل التصعيد مع الصين ويستفزها بصفقات تسليح لتايوان!

يبدو ان الحرب التجارية التي كانت تمضي على نار هادئة بين اميركا والصين، تميل الى مزيد من الالتهاب بعد ان قام الرئيس الاميركي دونالد ترامب، بتصعيد جديد خارج اطار هذه الحرب، بصفقات تسليح لتايوان بقيمة مليار دولار.

ان الصين تعتبر موضوع تسليح تايوان خطا احمر بالنسبة لها، لأنها وببساطة لا تعترف بانفصال تايوان، وانما تنظر الى انها تشكل مع الصين دولة واحدة بحكومتين، لذلك لا تسمح بأي محاولات لتكريس هذا الانفصال.
فقد نقلت رويترز ان مصادر اميركية ان واشنطن تريد عقد صفقة بيع طائرات ودبابات وصواريخ متطورة الى تايوان تبلغ قيمتها ملياري دولار.
ولعل الاسباب في التصعيد الاميركي ضد الصين، منذ مجيء ترامب، تعود الى احساس الاخير بالخطر من صعود نجم الصين على مختلف الاصعدة الاقتصادية والعسكرية. ويبدو ان مخاوف ترامب لم تأت من فراغ، فمنذ تولي شين جين بنغ السلطة في الصين، وخلال العقد الماضي، عمل بجد على تنفيذ برنامجه في رفع مستوى الصين الى ان اصبحت القوة الاقتصادية الثانية، وتشير التكهنات الى انها قد تصبح الأولى خلال السنوات القادمة التي قد لا تزيد عن خمس سنوات، وبالتوازي مع تنامي القوة الاقتصادية الصينية، بدأت الصين تخرج عن عزلتها السياسية وأخذت تبحث عن أدوار هامة في الساحة الدولية، وهذا بالضبط ما يثير رعب الادارة الاميركية، التي تحاول الرد على التسلل الصيني الى فنزويلا التي تمثل الخاصرة الرخوة للقارة الاميركية، وذلك بالتسلل الى الفناء الخلفي للصين من خلال الدعم التسليحي لتايوان.
ولكن هل ستلتزم الصين الصمت مقابل اختراق احد اخطر خطوطها الحمراء؟ خاصة بعد فشل المفاوضات التجارية الصينية الاميركية.
من الواضح ان امام الصين خيارات عديدة وفي عدة مسارات، ومن المتوقع ان ترد بكين على واشنطن، بالتركيز على الدول المعادية لاميركا وتعزيز العلاقات معها واستفزاز الادارة الاميركية من خلالها، هذه الدول تأتي في مقدمتها ايران وكوريا الشمالية وفنزويلا. ومن المعلوم ان الصين لها علاقات استراتيجية مع كوريا الشمالية، وممكن ان تزيد دعمها لها. ولكن الامر مختلف مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، لأن هناك فوائد متبادلة من تعزيز العلاقات بين الجانبين سواء في الجانب الاقتصادي او العسكري وغيرهما. ونتوقع ان تزيد الصين مشترياتها من النفط الايراني، وتقوم إما بتخزينه او بتسويقه الى دول اخرى. الامر الذي يصب ايضا في مصلحة ايران ويمكنها من مواجهة الحظر الاميركي.
ومن المتوقع ان يؤدي التصعيد بين الصين واميركا، الى استقطاب عالمي، بين القطبين الاقتصاديين، ونرى ان الصين وحلفاؤها سيخرجون منتصرين من هذا الاستقطاب، والتي شكلت زيارة الرئيس الصيني الى روسيا جانبا من تجلياته، حيث يمضي البلدان نحو اعتماد العملة المحلية للجانبين بدلا من الدولار في تبادلهما التجاري، ومن المؤكد ان دولا عديدة ستنضم اليهما بما فيها الجمهورية الاسلامية الايرانية. 

رمز الخبر 1895324

سمات

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha