وكالة مهر للأنباء - السيد موسى صدر الدين الصدر هو رجل دين وزعيم سياسي لبناني اسس حركة امل اللبنانية ولد في مدينة قم في ايران، وخضع للدراسة الاكاديمية والدينية فيها، غادر إلى النجف لاكمال دارسته الدينية ومن ثم عاد إلى ايران بعد الثورة الاسلامية في عام 1958
** ولادته
ولد السيد الصدر في مدينة قم الايرانية في 15 مارس/ آذار سنة 1928م، ابوه هو السيد صدر الدين الصدر وامه صفية الطباطبائي ابنة السيد حسين القمي زعيم انتفاضة اهالي مشهد ضد الشاه رضا بهلوي، اما جدّه لابيه فهو السيد اسماعيل الصدر الذي كان المرجع الديني الاساسي في زمانه بعد وفاة الميرزا الشيرازي.
** دراسته
انشئ الامام الصدر مجلة «مكتب إسلام»
تلقى الامام موسى الصدر تعليمه في حوزة قم وفي مدارسها العصرية، لتستمر دراسته الدينية إلى حوالي عقد من الزمن، كما ودرس السيد الفلسفة عند اخيه السيد رضا الصدر وعند السيد محمد حسين طباطبائي، ودرس ايضاً في كلية الحقوق في جامعة طهران ثم تخرّج منها سنة 1953م، وقد اتقن الامام الصدر اللغتين العربية الفرنسية بشكل جيد ، كما انشئ الامام الصدر مجلة «مكتب إسلام» باللغة الفارسية في قم وكانت من المجلات الدينية المهمة، وانتقل عام 1954م إلى النجف الاشرف ودرس المرحلة المتقدمة من دراسته.
** انتقاله إلى لبنان وتأسيس حركة أمل
السيد موسى الصدر إماماً لمدينة صور والجوار
انتقل الامام موسى الصدر للبنان في العام 1958 بعد توفي السيد عبد الحسين شرف الدين، وتوجيه أهالي صور رسالة إلى المرجع الديني الأعلى في النجف، يطالبون بإيفاد السيد موسى الصدر إماماً لمدينة صور والجوار، لينتقل الإمام الصدر ليعيش نهائياً في لبنان عام 1959.
اسس الامام موسى الصدر حركة أمل التي تعد امتداداً للحراك الشعبي في لبنان الذي انتفض في بداية العقد السابع من القرن الماضي، للدفاع المسلّح عن الشيعة والمستضعفين في لبنان ومواجهة الإعتداء الصهيوني.
** تغييب الامام
انتفض الامام موسى الصدر بعد الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان بتاريخ 14/3/1978 إلى القيام بجولة على بعض الدول العربية للدعوة لعقد مؤتمر قمة عربي محدود يضم بعض الدول العربية بهدف الضغط على اسرائيل للإسراع في الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة.
ومن ثم وصل الإمام الصدر إلى ليبيا بتاريخ 25/8/1978 مع بدعوة رسمية من سلطاتها في زيارة رسمية من اجل عقد اجتماع مع القذافي كما اعلن قبيل مغادرته لبنان، وحلوا ضيوفاً على السلطات الليبية في "فندق الشاطئ" بطرابلس الغرب.
لتغفل بعدها وسائل الإعلام الليبية أخبار وصول الإمام الصدر إلى ليبيا ووقائع أيام زيارته لها، ولم تشر إلى أي لقاء بينه وبين القذافي أو اي من المسؤولين الليبيين الآخرين. وانقطع اتصاله بالعالم خارج ليبيا من حينها وحتى يومنا هذا.
** اقول للامام الصدر
الدين هو أفضل وسيلة للحياة قبل أن يكون زاداً للآخرة
انّ مهّمتي الدينية تقوم عندي على اساس واحد وهو الاعتقاد انّ "كلّ انسان في نفسه الفطرة السليمة" هذا الاعتقاد يحملني على الايمان بان "جميع الناس مستعدّون لقبول الدعوة الدينية الصحيحة" ولذا، لن أقتصر في دعوتي على المؤمنين العاكفين في المساجد.
"الدين هو افضل وسيلة للحياة قبل ان يكون زاداً للآخرة". جوهر الفكرة الدينية بمجملها كلّها هو "فنّ خدمة الناس". الدين بمفهومنا لا ينفصل عن "الاهتمام بشؤون الناس المعيشية". الاهتمام بشؤون المحرومين ليس منحصراً بالاهتمام الفردي بل الاجتماعي، يعني "خلق النظام والمجتمع والمناخ"، وهذا هو أحد أُسُس الدين.
الدين يدعو إلى "التحرّر من كل تخلّف، جهلاً كان أم فقراً أم عجزاً أم ضعفاً أم استسلاماً أم قسوة أم تجاوزاً". العمل الصالح من اجل خير الإنسان والمجموعة البشرية إنًما "هو في قيمته من قيمة العبادة والسجود إلى الله".
يحاول الاسلام أن يجعل "حياة المؤمن كلّها عبادة وسجود وتسبيح وصلاة"، وذلك عن طريق "سلامة العمل وإتقانه"، وعن طريق "سلامة النيّة وسموّها". الأعمال والتجارة وإحياء الزراعة وإنماء الاقتصاد، هذه كلّها أعمال تدخل في العبادة، "فالعبادة تنطوي على كلّ عمل رائده الخير".
وفي النهاية الامام موسى الصدر لم يكن رجل عادي ينساه العالم بهذه السهولة مواقفه الدينية والسياسية ودفاعة عن المذهب الشيعي ونصرة الدين الحق جعل العالم بأسره يخلد اسمه ويستذكر مواقفه النضالية وسعيه لتحققيق العدالة الاجتماعية وحفظ كرامة الانسان./انتهى/
تعليقك